تركزت ردود افعال الصحف الإسرائيلية بعد صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري على مسألة استمرار كل من الرئيس السوري بشار الأسد واللبناني اميل لحود في الحكم. وأشارت صحيفة «هآرتس» الصادرة أمس إلى وجود خلاف داخلي في القدس على مسألة هل استمرار حكم الرئيس السوري بشار الأسد جيد لإسرائيل أم ينبغي التطلع إلى اسقاطه.

وقالت مصادر سياسية اسرائيلية رفيعة المستوى للصحيفة ان اختفاء نظام الأسد سيكون بركة كبرى لانه لا يحتمل ان يكون هناك نظام أكثر شرا من النظام الحالي.

وفي المقابل، حذر مصدر أمني كبير من أنه قد يقوم في سوريا نظام أخطر بكثير يقوده الاخوان المسلمون والمتطرفون الذين سيتعاونون مع منظمة القاعدة. وحسب هذا المصدر، محظور تجاهل الهدوء في هضبة الجولان. «نظام آخر كفيل بان يغير الواقع، وسيكون من الخطر التطلع الى تغيير الحكم في سوريا».

بعض المحافل السياسية والأمنية الإسرائيلية تعتقد ان الوضع الحالي الذي يكون فيه الرئيس السوري ضعيفا وتحت الضغط الدولي الكبير أفضل من أي نظام آخر. ومن جهة أخرى، تعتقد محافل أخرى ان تغيير النظام كفيل بأن يحسم لإسرائيل ويؤدي الى تهدئة الجبهة اللبنانية وكبح جماح حزب الله وحراس الثورة. بحسب المصدر نفسه.

اما صحيفة «يديعوت أحرونوت» فقالت ان «الرئيس اللبناني اميل لحود سيكون أول من يذهب إلى البيت في أعقاب نتائج تقرير التحقيق في اغتيال الحريري، وتوقعت الصحيفة واحد من اثنين: إما ان يقتل لحود، أو أن يوجد اختراع سياسي يتيح اقصاء الحاكم الذي في 14 سنة ولايته لم يتجرأ على ان يجادل حتى ولو مرة واحدة مع دمشق».

وأضافت الصحيفة «منذ نشر تقرير ميليس، يغلق لحود على نفسه في قصر الرئاسة في بعبدا. وكلما أصر على التمسك بكرسيه، سيكتشف بأنه ليس فقط مكروه في بلاده ـ بل منبوذ في أرجاء العالم أيضا. وحتى في العالم العربي لم يعد لديه ما يبحث عنه: صدام حسين يبدو هناك كملاك، مقابل الرئيس الذي فرض نفسه على لبنان وتعاون مع أشخاص قتلوا رئيس وزرائه الأسبق».

أضافت «ولا يتمكن لبنان بعد من الانتعاش من تقرير ميليس وإذ يتعين عليه أن يواجه هزة أخرى في شكل تقرير تري رود لارسن، الذي سيدعو هذا الأسبوع كل الميليشيات المسلحة في الدولة - وعلى رأسها حزب الله ـ إلى نزع أسلحتها. ولحود، بصفته القائد الأعلى للجيش اللبناني كان بوسعه أن يجبر حزب الله على عمل ذلك ـ ولكنه لم يحرك ساكنا. فقد فضل الشكوى من «العدوان الإسرائيلي» واغداق الثناء على حزب الله بصفته زمنظمة وطنية شجاعة».

مصادر
يديعوت أحرنوت (الدولة العبرية)