أخيراً ... أية غبطة يجب أن يشعر بها الشعب السوري ( في الشام ) ، وهو يسمع ويرى أية منزلة له في قلوب بعض سياسييّ لبنان ، الذين هم من قادة ( 14 آذار ) ؟؟ بعد أن سمع ما سمع ورأى ما رأى في ( 14 آذار ) .

وزير الإعلام غازي العريضي ، الناطق باسم مجلس الوزراء ، يريد العلاقات بين سوريا ولبنان عن طريق مجلس الوزراء في لبنان والشعب السوري مباشرة ، هذا ما فهمته مما صرح به بعد اجتماع مجلس الوزراء اللبناني الخاص بتقرير ( ميليس ) ، طبعاً لأن الظروف تغيرت ، فالطلب السابق لتصويب العلاقات بين سوريا ولبنان ، بأن تكون من دولة إلى دولة ، لم يعد صالحاً !!! لأن لبنان قد حقق حريته وسيادته واستقلاله !!!

ولأن غازي العريضي توجه مباشرة الشعب السوري ، دون المرور بمؤسسة الدولة وعلى أي مستوى كان ، فقد فكرت بالطريقة التي يمكن بها تنظيم هذه العلاقة بين دولة في لبنان وبين الشعب في سوريا ، الحقيقة وجدت أنه يمكن لمجلس الوزراء اللبناني أن ينظم ما يخصه ، ولكن لم أجد طريقة تنظم علاقة الملايين من الشعب السوري ، سوى أن ينتدب كل واحد من هذه الملايين نفسه في تنظيم ما يخص الشعب السوري من هذه العلاقة ، ألم تكن العلاقة فيما سبق هكذا بين الشعب اللبناني والدولة السورية ، فلماذا لا نستفيد من هذه التجربة ؟؟

وبناء عليه ، قررت ، كوني أحد أفراد الشعب السوري ، أن أدعو الوزير غازي العريضي ، الناطق باسم مجلس الوزراء اللبناني ، لزيارة سوريا لأبادله المنزلة التي في قلبه حيال الشعب السوري ، بالمنزلة التي في قلب الشعب السوري حياله .

وما كدت أفكر بالموضوع ، حتى سمعت النائب في البرلمان اللبناني ( الشيخ ) سعد الدين الحريري ، رئيس الغالبية البرلمانية ، يقول أنه يرى في الشعب السوري (شعبا شقيقا وعزيزا، نتطلع معه إلى خدمة قضايانا القومية، وإرساء علاقات الأخوة، القائمة على الصدق، والاحترام المتبادل. ) ففكرت حينها وقلت ( صارت وصارت ) لماذا لا تشمل الدعوة الشيخ سعد في نفس الوقت ؟؟

ورحت أفكر بجدول أعمال هذه الزيارة ، ففكرت .... لماذا لا أتبنّى ما يراه الشيخ سعد وهو نفسه ما يراه الوزير العريضي :
1- خدمة قضايانا القومية .
2- إرساء علاقات الأخوة ( القائمة على الصدق والاحترام المتبادل ) .

حين وضعت جدول الأعمال أمامي على ورقة ....... فجأة تذكرت أني ساذج وبسيط ، فسألت نفسي : هل يعقل أن الوزير العريضي والنائب الحريري لديهم هذه المعلومة بأني ساذج وبسيط و .....؟؟؟ فقالا ما قالا ، وعبّرا ما عبّرا على هذا الأساس ؟؟ هل من الممكن أن يرفضا زيارتي ، ويضحكا بسرّهم من سذاجتي ، ويضعاني في موقف حرج ، كأحد أفراد الشعب السوري ، أمام الشعب السوري ؟؟

شعرت بالضيق الشديد ، أكثر بكثير مما شعرت به في 14 آذار ، تمنيّت لو أن رفيق الحريري ( ما مات ) ، شعرت أن جدول الأعمال سيبقى على هذه الورقة التي أمامي ، وبالتالي كيف سنخدم قضايانا القومية ، وكيف سنرسي علاقات الأخوة ( القائمة على الصدق والاحترام المتبادل ) فما من فرد من أفراد الشعب السوري إلا وهو مثلي ساذج وبسيط ... كم أتمنّى لو أن الوزير العريضي والنائب الحريري لا يعرفا شيئاً عن هذه السذاجة والبساطة لكنّا .... أفراد الشعب السوري وأنا ... فرحنا كثيراً بزيارتهما وتبادلنا معهما ( الصدق والاحترام ) !!!

24 – 10 - 2005