إما أن أغيب إلى الأبد، أو أفرش مساحة عقلي حتى أستطيع التماس المعرفة، فيوم قررت أن أعيش تحت الضوء كان بريق بصري يخطفني لروايات قرأتها ولتاريخ لم أعشه لكنني عرفته عبر رغبتي في الحرية ... كنت مرتدة ولكن باتجاه المغامرة وتجربة المسؤولية وأنا أتسلح بالصور المعلقة على جدران من عرفتهم في صغري.

لن اخفي سرا بعد اليوم ... لأن مساحة عقلي يحاصرها الشك الدائم بعد أن تم اغتيال الحلم، وضاقت المسافات بين نشوة الشباب واحتضار الرغبة في اجتياح المعجزات، فتحول "غيفارا" إلى صورة قاتمة بلحية مع نسائه الأربع، وغدت حركة الحريات المدنية إلى صورة لا بريق لها فـ"مارتن لوثر كنغ" يرتسم أحيانا في ملامح "المارينز" بينما يبدو "أرمسترونع" وهو يضع قدمه على أشلاء أنثى بدلا من يدوس بها "القمر".

كيف تكسرت ملامح المغامرة التي عرفها الرواد وهم يسعون للسفر من الشرق القديم نحو "الأرض الجديدة" ... ثم كيف انتقل "جبران" من كلمات تعانق نفسي إلى تصريحات وأسئلة عن مصير هذا "الشرق القديم".
لم تكن الولايات المتحدة نموذجا، لكنها تكاملت مع قدرتي على "الأمل" في العلم وربما المعرفة، أو في الصورة التي تبحث وتغامر لبناء تاريخها بدلا من الاعتماد على تاريخ مسبق الصنع، لكنني أحمل أشلاء الطفولة المبكرة لأفق كان ينقلني ما بين الشرق والغرب ... أو ما بين كسر الرتابة التي سجلته الثورات المتكررة في منتصف القرن العشرين، مهما كانت جغرافيتها أو انعكاسها السياسي .. وأدفن فوق ركام من العظات والدعاء خريطة الكنز التي أردت يوما أن تحملني إلى مجال الطاقة الخيالي للعلم أو الإبداع أو حتى المغامرة.

أبحث عن حجم السقوط الذي أزال من أمامي الأفق الذي أردته ... فهل استطيع بعد اليوم رفض عصر السبايا؟!!!