عرضت صحيفة "هآرتس" امس التقرير الدولي الذي يفترض ان يرفعه الموفد الخاص للامم المتحدة الى امينها العام كوفي انان امس فأشارت الى ان الموضوع الاساسي الذي سيتطرق اليه التقرير هو السلاح المهرب من سوريا الى لبنان والذي يصل الى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ويشكل خطرا كبيرا على استقرار لبنان واستقلاله. ووفقا لمصادر في نيويورك فان احد البنود الاساسية في التقرير يطالب الحكومة اللبنانية بالعمل فورا لوقف تهريب الاسلحة من سوريا الى لبنان. وعلى نقيض ما سبق ان نشرته الصحيفة اول من امس لن يتضمن التقرير هجوما على سوريا، لكن لارسن سيعبر في تقريره عن استيائه من تدخل سوريا في الشؤون الداخلية اللبنانية. كما سيقول انه ليست هناك اي حجة لـ"حزب الله" للمحافظة على سلاحه، ويرفض لارسن في صورة قاطعة اعتبار الحزب مقاومة: "فبعد الانسحاب الاسرائيلي لا يوجد ما يقاومه حزب الله". ونقلا عن المصادر نفسها سيعكس التقرير وجهة نظر لارسن الداعية ليس الى تجريد "حزب الله" من سلاحه فحسب، وانما الى ضرورة اغلاق الحدود اللبنانية – السورية في وجه تهريب السلاح الى المنظمات الفلسطينية في لبنان.

وكانت "هآرتس" اعتبرت في افتتاحيتها انه لم يعد في امكان بعض الانظمة استخدام الارهاب من اجل فرض سياستها من دون محاسبتها ومعاقبتها على ذلك. ومما جاء فيها: "الاستنتاجات التي توصلت اليها لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري لا تشكل كتابا اتهاميا كاملا لكنها لا تدع مجالا للشك بالتدخل السوري في لبنان على كل اصعدة الحياة مما يحول لبنان حيا من احياء دمشق...

سوريا اليوم في مركز الاهتمام وليس في امكانها استخدام الحجج الا مع نفسها. وفي الوقت الذي تقوم غالبية الدول في الشرق الاوسط بعملية نقد ذاتي، ويتجرأ العديد من الانظمة على القيام بالتغيير الديموقراطي، لم تستطع سوريا استيعاب هذه الروح الجديدة. ووفقا لوصف لجنة التحقيق لا تزال قوى في سوريا من بينها الرئيس بشار الاسد نفسه تعتقد انه يحق لسوريا ان تفعل ما تشاء في لبنان وان تستخف برغبة المواطنين هناك في الاصلاح، وان تتجاهل تجاهلا مطلقا جدول الاعمال الدولي الذي وضع هدفا له محاربة الارهاب. ان الضغط الدولي الذي يمارس على دمشق الآن واحتمال فرض عقوبات اقتصادية كان المفترض ان يدفعا اي دولة متوازنة الى اعادة النظر في سياستها وفي الفرضيات الاساسية المتصلة بموقفها في المنطقة وفي صورة خاصة سياستها حيال لبنان الذي يطالب باستقلاله الكامل...

من المحتمل ان نتائج لجنتي التحقيق تدل فحسب على محاولة جديدة لجعل السياسة السورية متطابقة مع تطلعات الولايات المتحدة، لاسيما التعاون السوري في الحرب على العراق. ولكن هذا لا يلغي الافتراض الاساسي بان الانظمة التي تستخدم الارهاب من اجل تنفيذ سياستها ستضطر الى الخضوع للمحاسبة وللعقاب".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)