نفت حكومة شارون ان تكون قد تخلت عن معارضتها لمشاركة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المزمع اجراؤها في الخامس والعشرين من يناير المقبل‚ وذلك بعد تقارير صحفية نقلت عن شمعون بيريز نائب شارون تصريحه التضليلي «ان اسرائيل لن تعارض مشاركة حماس في الانتخابات الفلسطينية» فيما كانت قوات الاحتلال تواصل تنفيذ اعتقالات يومية في كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية لافراغها من كوادر حركة حماس‚ في خطوة عملية لعرقلة ومنع الفلسطينيين من ممارسة حقهم في اختيار ممثليهم في مجلسهم التشريعي.

ونفي شارون يمثل اعترافا واضحا بالتدخل المباشر بالشأن الداخلي الفلسطيني‚ واغلاق عملي لتوافق الفلسطينيين وحزم امرهم عبر صناديق الاقتراع والاندماج في العملية السياسية التي تؤدي بالضرورة الى تقوية فرص التسوية‚ وهو ما يتعارض مع الاستراتيجية الاسرائيلية المرتكزة على تأجيل الاستحقاقات السلمية الى اجل غير مسمى‚ طالما ان الانهيار العربي يتواصل امام الزحف الاميركي الضاغط لحماية الاحتلال الاسرائيلي.

والظروف الراهنة التي يتجول في ظلاماتها شارون وعصابته‚ والتي تتوافق وخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة والذي يجد الدعم العملي من الادارة الاميركية المتجسد حاليا باحتلال العراق الذي اصاب الامة بمقتل‚ والمتجسد حاليا بالهجمة الشرسة على سوريا عبر بوابة اغتيال الحريري وتقرير ميليس الذي يشكل حصان طروادة كما كان ملف اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة والتي كانت الكذبة الاكبر في التاريخ الحديث‚ قد تمتد لحظاتها‚ لكنها تبقى ظروفا استثنائية طارئة ووقتية كونها مرهونة بارادة الجماهير والتي شهدناها مؤخرا تخرج الى شوارع دمشق بمئات الآلاف لتعبر عن غضبها ورفضها للمؤامرة الجديدة واستعدادها للمقاومة مثلما يقاوم الشعبان العراقي والفلسطيني.

فالضعف العربي الذي يتمدد على مساحة الوطن الكبير‚ وعدم المبالاة بما تتعرض له الامة ناجم عن احباط ويأس لن يطول‚ فالغطرسة الصهيونية التي تمارس ضد الفلسطينيين والعرب‚ وتضخم الاطماع الاسرائيلية اللامحدودة‚ هي العبوة الناسفة التي ستفاجئ شارون وحلفاءه في الادارة الاميركية وتطيح بكل مخططاتهم واحلامهم التي تتحطم في فلسطين والعراق‚ بفضل المقاومة الباسلة التي تتصدى للاحتلالين‚‚ وتدفع بهما الى الحافة وان تظاهرا بغير ذلك.

ومن رحم هذا الضعف‚‚ يتدخل شارون لمنع الحقيقة الشعبية التي ستفرزها صناديق الديمقراطية‚ بعيدا عن التضليل والخداع‚‚ فالكلمة الفصل دائما هي للشعب وإرادته وسيفقد الاسرائيليون الكثير مما يقدم لهم سواء من الفلسطينيين او العرب.

مصادر
الوطن (قطر)