تحدث المرجع الديني الابرز في التيارات الاسلامية الاصولية الشيعية اللبنانية عن ايحاء سوريا طريقة عمل مع العالم انها تعيش في عالم من الاحلام والتمنيات اذ حاولت دائما اعطاء انطباع انها حاصلة على دعم مصري وسعودي وان القاهرة والرياض تبذلان المستحيل لمساعدتها وان مواقف الاوروبيين منها ليست موحدة، تحدث عن ذلك كله قال:

"معلوماتي ليست كذلك، بل إنهم يعتبرون أن هناك عداء عربياً في بعض الدوائر، وخصوصا في الدوائر التي يعتبرها البعض قريبة منهم، فالجماعة يفهمون العالم العربي وخصوصاً أنه العالم الذي يتحرك في التخطيط الاميركي لاحتواء العالم العربي هنا وهناك. وهذه معلومات وليس ما نسمعه. وتصوري أن الجماعة عندهم وعي للواقع الذي يحيط بهم مثلا ويحاولون القفز من موقع الى موقع. فتجربتهم مع تركيا توضح ذلك، وكادت المسألة من خلال أوج ألان أن تصل الى حرب ولكن فجأة استطاعوا حل المشكلة مع تركيا واصبحت العلاقات معقولة. لهذا فالجماعة يفكرون، وهم يعرفون أن بعض الدول العربية ليست معهم ولكنهم مع ذلك يعرفون أن هذه الدول في حاجة اليهم ولو بمقدار في هذا المجال. لهذا هم يتحركون بهذه الطريقة. وقد يخطئون ويكون عندهم بعض مواقع موازين القوى ولكنهم ليسوا بهذه البساطة والسذاجة في التفكير السياسي".

ما هي حاجة الدول العربية ولاسيما مصر والمملكة العربية السعودية الى سوريا؟

اجاب المرجع الاسلامي الابرز: "الحاجة السياسية، ولا ننسى أن السعودية ومصر وسوريا هي دول عربية كبيرة وليس في مصلحة مصر ان تكون العلاقات، خصوصاً مع سوريا التي تعتبر مميزة، بطريقة وبأخرى متوترة، لذلك هناك نقطة ثانية ، هي أن مصر قد تشعر بقدرتها على القيام بدور في العلاقات بين سوريا واميركا بشكل وآخر.

كذلك السعودية فقد عُزِلت عن كل العالم العربي حتى العالم الخليجي، فأن تكون لها علاقات مع سوريا، بحيث تشعر بحاجة سوريا اليها وتتدخل في بعض القضايا فهذا مما يعطيها نوعاً من أنواع القوة. فهاتان الدولتان خصوصاً ليس موقعهما موقع المواجهة لسوريا، ممكن بالشكل الخفي، ولكن هناك حاجة بطريقة وبأخرى".

بالنسبة الى الداخل السوري هناك معارضة ليبرالية لكنها لا تشكل قوة كبيرة. المعارضة الاساسية اذا صح التعبير تشكلها الحركات الدينية – السياسية كالاخوان المسلمين الذين ايدوا البيان الاخير الذي اصدرته المعارضة الليبرالية. وهناك شائعات عن وجود تحركات شعبية معارضة قد تجمع للمرة الاولى "اخوانا" وليبراليين. وهناك شائعات اخرى عن خلل ما في بنية النظام السوري او داخله. هل تعتقد ذلك؟ وهل هذا الخليط المعارض يمكن ان يثمر؟

اجاب المرجع الديني الاسلامي الابرز:

"لا اتصور ان الاخوان المسلمين حتى في تحالفهم مع الليبراليين بلغوا من القوة نحواً يستطيعون معه تغيير النظام، في مصر أو سوريا، فالإخوان المسلمون في الطريق الى صحوة سياسية بحيث تجعلهم يشاركون في العمل السياسي، يعارضون، يدخلون الانتخابات، وهم في مصر أقوى منهم في سوريا حيث بدأوا يدخلون الجو السياسي فلا يملكون قدرة القيام بدور كبير من الناحية السياسية على مستوى خلخلة النظام.

أما قضية الشائعات فلا يشعر الانسان بوجود شيء يطفو على السطح".

جرى في العراق اخيرا استفتاء شعبي على دستور جديد، هل أنت كمرجع شيعي كبير له مقلدون في كل مكان في العالم يوجد فيه شيعة مع الـ"نعم" للدستور او مع الـ"لا"؟ بماذا أفتيت لمقلديك حول هذا الامر؟

مصادر
النهار (لبنان)