طرق عازلة في الضفة الغربية وعزلة سورية متنامية
نظام متهالك: بهذا العنوان استهلت صحيفة ’’هآرتس’’ افتتاحيتها ليوم الإثنين مشيرة إلى نتائج تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري• وبالرغم من أن هذا التقرير لا يرتقي إلى مستوى الإدانة المباشرة، إلا أنه لم يترك أي مجال للشك في التورط السوري وتدخل دمشق في أدق تفاصيل الحياة السياسية في بيروت إلى درجة ملفتة• وفي وقت مازلت فيه تداعيات التقرير تتفاعل، تتجه الأنظار إلى ما سيخرج به تقرير مبعوث الأمم المتحدة تيري رود لارسن إلى المنطقة حول مدى التزام سوريا بقرار مجلس الأمن الدولي •1559 وهو القرار الذي طلب إلى سوريا الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، وتجريد الميلشيات اللبنانية من سلاحها، ثم نشر قوات لبنانية على طول الحدود مع إسرائيل•

وترى الصحيفة أنه لم يعد أمام سوريا سوى الانخراط في السياق السياسي العام الذي يميز المنطقة في هذه المرحلة والقائم على سعي الأنظمة العربية إلى الانفتاح الديمقراطي وإشراك شعوبها في السلطة• وتنوه الصحيفة إلى أن بعض المسؤولين الكبار في النظام السوري مازالوا يعتبرون أن لدمشق كامل الحق في التدخل في الشؤون اللبنانية والوقوف في وجه تبلور الطموحات الديمقراطية مشيرة إلى إصرار سوريا على مسألة تلازم المسارين السوري واللبناني في التفاوض مع إسرائيل• لذا تعتبر الصحيفة أن أي استقلال للقرار اللبناني سيصب بلاشك في مصلحة إسرائيل•

قرار تاريخي في القيادة المركزية للجيش: نشرت صحيفة ’’هآرتس’’ على صفحاتها مقالا للكاتب الإسرائيلي ميرون بينفنيستي يوم الإثنين تحدث فيه عن القرار الذي اتخذته القيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي القاضي بمنع الفلسطينيين من استعمال شبكة الطرق في الضفة الغربية• وينتقد الكاتب هذا القرار معتبراً أنه يدخل في إطار العقوبات الجماعية التي تنزلها إسرائيل على عموم الشعب الفلسطيني دون تمييز بين المذنب والبريء• ويذكر أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد وافقت على اقتراح تقدمت به مؤسسة الجيش يقضي بفصل شبكة الطرقات في الضفة الغربية، وهو ما سيؤدي في حال تطبيقه إلى عزل المناطق الفلسطينية عن المستوطنات التي ستربط بإسرائيل• وتشمل هذه الخطة التي عارضتها بشدة السلطة الفلسطينية والدول المانحة شق أكثر من 500 كيلومتر من الطرق ما سيقود إلى خلق نظام مواصلات خاص بالفلسطينيين وحدهم• وينتقد الكاتب هذه الخطة على أساس أنها تكرس ممارسة باتت راسخة في الحياة السياسية الإسرائيلية تتمثل في قيام الجيش باقتراح خطط تبدو في ظاهرها أمنية محضة، لكنها تخفي وراءها أهدافا سياسية• والأدهى من ذلك حسب الكاتب أن الحكومة توافق عليها بدلا من الانكباب على دراسة تداعياتها السياسية على الفلسطينيين• ويشبه الكاتب هذه الخطة بمشروع بناء الجدار العازل الذي أوكل إلى بعض القيادات العسكرية قليلة الخبرة مما ترتب عنه العديد من الأخطاء الخاصة بمرور الجدار فوق أراضٍ فلسطينية في القدس•
ألا يوجد فعلا مخرج من العراق؟: سؤال تصدر مقالة الكاتب الإسرائيلي إليوت جاجير على صفحات ’’جيروزاليم بوست’’ يوم الأحد الماضي حاول من خلاله استعراض الوضع في العراق، وكيفية التعامل معه من وجهة نظره• فهو يرى أن ما يعيشه العراق من عنف واضطراب ينذر باندلاع حرب أهلية بين مكونات الشعب العراقي المختلفة• ويرجع الكاتب هذا الوضع المتردي إلى أخطاء الإدارة الأميركية التي باتت معروفة للجميع، وإلى غياب استراتيجية واضحة لما بعد الحرب• وهو هنا يستشهد بكلمات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عندما كانت تدلي بشهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأميركي حيث قالت ’’نحن نعمل بجد لقطع الدعم الخارجي للمتمردين، وتوسيع دائرة الأماكن الآمنة مستعملين وسائل عسكرية واقتصادية في نفس الوقت ومواصلين بناء المؤسسات الوطنية العراقية’’• غير أن الكاتب يرى بأن التحدي الأكبر الذي يواجه تطبيق هذه الاستراتيجية والخروج بنتائج مرضية هو العدد غير الكافي للقوات الأميركية الذي يصل إلى 150 ألف جندي في بلد تبلغ مساحته 432 ألف كيلومتر مربع ويصل عدد سكانه إلى 26 مليون نسمة• كما يقترح الكاتب على الأميركيين ألا يشغلوا بالهم كثيراً باندلاع حرب أهلية، لأنها في نهاية المطاف تعتبر حرباً بين آخرين ولا يهمنا من أمرها شيء• وكما جاء على لسانه بخصوص هذا الموضوع ’’عندما يفرغ العراقيون من حربهم أيقظوني من النوم’’•

’’أخطاء النظام السوري’’: في مقاله المنشور على صفحات جريدة ’’يديعوت أحرونوت’’ يوم الأحد الماضي تناول الكاتب الإسرائيلي ألون بنحاس تداعيات الضغوط الأميركية على النظام السوري، خصوصا بعد صدور قرار ديتليف ميليس الذي يشير إلى تورط شخصيات سورية في عملية اغتيال رفيق الحريري• وقد سبق هذا التقرير خطوات أخرى تندرج في إطار الضغوط المتنامية على النظام السوري في أفق إضعافه والتمهيد لإسقاطه• لكن الكاتب ينوه إلى أن النظام في دمشق لم يتعظ من التركيز العالمي عليه بدءاً بقانون محاسبة سوريا الذي مرره الكونجرس الأميركي، ومرورا بقراري الأمم المتحدة 1559 و1595 اللذين يدعوان على التوالي بانسحاب سوريا من لبنان، وإنشاء فريق تحقيق دولي في قضية اغتيال رفيق الحريري، فضلا عن استدعاء الولايات المتحدة لسفيرها في دمشق• ومع ذلك يستبعد الكاتب إقدام واشنطن على تدخل عسكري في سوريا في حال ثبت التورط المباشر للنظام، لا سيما في ظل الأوضاع المتأزمة في العراق وتراجع شعبية بوش إلى 40% داخل أميركا• لذا لا يبدو أن الإدارة الأميركية الحالية مستعدة للدخول في مغامرة أخرى تعقد الوضع أكثر في المنطقة حاصرة اهتمامها في هذه اللحظة على تكثيف الضغوط على النظام السوري على أمل الاستجابة من تلقاء نفسه•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)