اجاب المرجع الديني الابرز في التيارات الاسلامية الاصولية الشيعية اللبنانية عن سؤال: ما هو موقفك كمرجع شيعي له مقلدون في كل انحاء العالم من الدستور العراقي وهل كنت مع الـ"لا" له ام الـ"نعم"؟ قال:

"القضية يبحث فيها من جانبين: هل نحن مع اي مشروع يشرف عليه أو يدعمه الاحتلال أو يقوي الاحتلال باعتبار أنه استطاع تحقيق النتائج التي كان ينادي بها مثل الديموقراطية أو غيرها. وهذه قضية تتصل بالموقف من الاحتلال وخصوصاً أننا نعرف ان الاحتلال لن يعطي العراقيين أية قوة مادية ولا الشرطة ولا الحرس الوطني أي سلاح يستطيعون به القيام بدورهم في واجب المحافظة على الأمن. فالآن لم يمنحهم أي وسيلة للقوة ولم يقف بشكل فاعل ضد هؤلاء التكفيريين الذين يقومون بالمجازر والتفجيرات في الناس المدنيين ولم يستطع حماية العراقيين علماً انه يملك في العراق ما يفوق مئة وخمسين الف جندي مما يجعل الحديث أنه غير قادر حديثاً اشبه بالنكتة، وعندنا بعض المعلومات ان الاحتلال يخطط بخلفيات الواقع العراقي لإعطاء هؤلاء مواقع هنا وهناك.

ونحن عندما نقف ضد الاحتلال - اضاف المرجع الابرز - فلا نريد له أن يأخذ اية قوة أو نجاح، ولكن عندما ننظر من جانب آخر وهو شعب العراق الذي عاش في مدى 35 سنة واكثر دون أن يكون له رأي في بلده وشؤونه او في اي دستور. فهناك وجهة نظر تقول: إن الشعب العراقي عندما يقوم بالاستفتاء على الدستور بصرف النظر عن مفرداته والمناقشة لمواده، ان هذا سوف يعطي الشعب العراقي ثقة بنفسه وأنه قادر على اختيار مصيره ومستقبله في هذا المجال، فهذه دورة تدريبية مثلا لممارسة السيادة والاستقلال.

وربما يكون هذا الوسيلة التي قد يطرحها العراقيون على الاميركيين ان ينسحبوا لقدرتهم على حكم أنفسهم بأنفسهم. ففي الموضوع وحين أطلقنا المسألة في هذا المقام - تابع المرجع نفسه - لم نقل للعراقيين قولوا نعم! ولكن قلتُ لهم: شاركوا سياسياً على أساس الإرادة العراقية وغير ذلك. إننا لا نملك أي تفاؤل بالمستقبل العراقي ما دام الاحتلال موجوداً. لأنه سوف يبقى الاحتلال الأمني من خلال كل الذين يقفون ضد الاحتلال سواء كانوا التكفيريين أو اصحاب المقاومة العراقية الحقيقية أو الدول المجاورة للعراق.

فلا أجد هناك فرصة لعراق مستقر. وان الدول العربية التي طرحت مشروعها عبر الأمين العام لم تطرح مشروعاً واقعياً لأن القضية في العراق ليست قضية مصالحة وطنية فلا مشكلة بين المسلمين على المستوى المذهبي هناك قضية سياسية لها خلفيات معينة وهي انه ان من ناحية الاحتلال، ووحدة العراق ومن ناحية ان بعض الجهات العراقية ترى خسارتها الظروف التي كانت تملكها أيام صدام حسين".

لكن هناك مذهبية ظهرت في العراق ومع التطورات اصبحت طاغية.

علق المرجع الاسلامي البارز على ذلك: "صحيح هناك مذهبية ولكنها رغم أوضاع العراقيين الصعبة ولاسيما الشيعة في العراق لم تصل الى الفتنة الداخلية. فالشيعة لم يقوموا بعملية ردّ فعل. ولا أزال عند رأيي ان المرجعيات الشيعية ترفض ذلك لأن رد الفعل سيؤدي الى قتل الأبرياء. وثانياً ان شيعة العراق لا يملكون ذهنية قتل السنة على قاعدة انهم كفرة كما هي الحال عند التكفيريين الذين يقتلون المدنيين ويقولون بأن الشيعة كفرة ودماؤهم حلال".

ماذا نفعل عندما تصبح المسألة دفاعا عن النفس؟

اجاب المرجع الاسلامي الابرز: "هناك ما يحصل داخل العراق، ولكن المدة التي قطعها الواقع العراقي دلّت على أنه لم يحصل هناك شيء، وهو ما يدل على تجربة ناجحة في منع الفتنة الطائفية".

هل هناك تعاون شيعي – عراقي مع الاحتلال او التحالف؟

اجاب المرجع الاصولي الابرز: "حسب معلوماتي ان الشيعة ضد الاحتلال ولكنهم لا يملكون الوسائل التي تحوّلهم حالة مقاومة وهي وسائل سياسية وعسكرية. وهناك مسألة وهي ان الشيعة محاصرون. وايران لا تتدخل تحت عنوان دعمهم".

ايران متهمة بالسيطرة على جنوب العراق.

علق المرجع الاسلامي الابرز على ذلك: "هناك فرق بمعنى ان لها امتداداً على مجموعة كبيرة، وكون السيطرة على أساس انها تعمل لايجاد وضع عسكري على مستوى مقاومة بارزة في هذا الموضوع. ولهذا نجد ان ايران وعندما انطلق العمل السياسي في العراق اعترفت به. اعترفت بمجلس الحكم والانتخابات وحتى الاستفتاء على الدستور. فالسياسة الايرانية تتحرك مع طبيعة الواقع".

ما هي في رأيك اسباب حدة الموقف السعودي من الحركة الايرانية في العراق؟

اجاب المرجع الاسلامي الابرز: "إنه موقف قائم على خشية السعودية من قوة ايرانية في المنطقة ولاسيما اذا انضمت الى القوة العراقية، فلهذا بعد سعودي في طبيعة الموقع والخليج. ولكن إثارة الموضوع ورد فعل بعض المسؤولين العراقيين كانت تخلو من الحكمة".

هل الموقف السعودي وهّابي ام قومي عربي؟

اجاب المرجع الابرز: "انه موقف سعودي. لا هذا ولا ذاك".

هل ستحال ايران بسبب ملفها النووي الى مجلس الامن في رأيك؟

اجاب المرجع الاسلامي الابرز: "لا اعتقد ان من مصلحة اوروبا المبادرة لإحالة ملف ايران الى مجلس الامن ولا من مصلحة وكالة الطاقة الذرية. لأن ايران اعدت مواقف ليست من مصلحة اوروبا ووكالة الطاقة. ووفق بعض المعلومات فان ايران لا تشعر بوجود مشكلة فوق العادة بعرض مسألتها على مجلس الامن لأنها تملك من الضغوط على أوروبا بما لا تستطيع فيه أوروبا مواجهتها في هذا الموضوع وهو ما نلاحظه عن الحديث عن ضرورة إبقاء المفاوضات والضغط على إيران لبقاء المفاوضات وغيرها. ويبدو ان ايران وصلت الى نتيجة انها تملك قدرات تجعلها في موقع القوّة وليس الضعف".

هل لا يزال ملف العلاقة بين ايران واميركا غير ناضج للحسم في اتجاه او في آخر؟

اجاب المرجع الابرز: "هناك امور غير ناضجة لكنها لن تصل الى نقطة اللاعودة".

هل ايران واميركا محكومتان بالتلاقي ربما مستقبلا لاسباب استراتيجية؟

اجاب المرجع الاصولي الابرز: "قد لا يكون هذا بعيدا عن الواقع".

مصادر
النهار (لبنان)