اجرى الرئيسان السوري بشار الاسد والمصري حسني مبارك محادثات ثنائية في دمشق تناولا خلالها "مستجدات الاوضاع في المنطقة والمشاورات الدائرة في مجلس الامن بعد نشر تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس" في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وجاء في بيان رئاسي نقلته الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" انه "جرى التأكيد على عدم تسييس التقرير، او توجيه نتائجه غير المنتهية، لتخدم مآرب بعض الاطراف المعروفين". وقال ان الاسد: "ابدى حرص سوريا واستعدادها لمواصلة التعاون مع لجنة التحقيق الدولية".

وعقب وصوله المفاجئ قرابة العاشرة صباحاً الى العاصمة السورية، عقد مبارك مع الاسد في قصر الشعب اجتماعاً موسعاً حضره اعضاء الوفدين، ثم عقدا خلوة.

ومن الجانب المصري، شارك في الاجتماع الموسع وزيرا الخارجية احمد ابو الغيط والاعلام انس الفقي ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان، الى رئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي والسفير المصري في دمشق حازم خيرت. ومن الجانب السوري، وزير الخارجية فاروق الشرع، واسترعى الانتباه غياب وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله، كما لم تشر "سانا" الى حضور اللواء سليمان.

وزيارة الرئيس المصري التي لم تدم سوى نحو ثلاث ساعات، تلت بنحو شهر زيارة قام بها الرئيس السوري للقاهرة، عقب انتهاء ميليس من الاستماع الى شهود سوريين، وفي سياق تلك الزيارة افادت تقارير ان الاسد أطلع مبارك على مضمون جلسات الاستماع.

وكان الاسد اتصل هاتفياً بمبارك الخميس، كما قام اللواء سليمان بزيارة خاطفة للسعودية نقل خلالها رسالة من مبارك الى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في مكة.

وقالت مصادر ديبلوماسية عربية في دمشق لـ"النهار" ان الزيارة ذات مغزى جيد، لانها تأتي بعد اتصالات وتحركات مصرية في اتجاه السعودية وفي توقيت حساس، في اشارة الى الجلسة التي سيعقدها مجلس الامن الاثنين لمناقشة مشروع قرار اميركي – فرنسي – بريطاني ضد دمشق على خلفية تسليم ميليس تقريره الى المجلس. واضافت انه سبقت هذه الزيارة اتصالات وتحركات مصرية في اتجاه كل من لندن وموسكو واطلاق مواقف عكسها وزير الخارجية احمد ابو الغيط دعا فيها الى العمل على افراغ المنطقة من بؤر التوتر.

وافادت وكالة "انباء الشرق الاوسط" المصرية ان الزيارة تدخل "في اطار المشاورات والاتصالات المكثفة التي يجريها مبارك مع القادة العرب في شأن القضايا التي تهم الامة العربية والتطورات التي تشهدها المنطقة".

وصرح ابو الغيط للصحافيين قبل مغادرته القاهرة: "نريد تجنب ازمة اخرى في الشرق الاوسط". وقال ان الازمة السورية "معقدة" وان حكومته ستنصح الاسد "بالتعامل بموضوعية ومرونة مع الاحتمالات".

لافروف والشرع

ں في موسكو، أعلن مسؤولون ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع اجريا اتصالاً هاتفياً تناول تقرير ميليس.

وقالوا ان الوزيرين ناقشا "قضايا تتعلق بتطور الوضع في المنطقة، بما في ذلك تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة في اغتيال الحريري".

وسبق لموسكو ان اعلنت معارضتها لفرض عقوبات على سوريا.

مصادر
النهار (لبنان)