تستفحل حاليا ظاهرة »الجريمة المنظمة« في إسرائيل، إلى درجة تحولت معها إلى مصدر قلق للشرطة والإسرائيليين المذعورين على حد سواء. خاصة وأنّ نسبة كبيرة من ضحايا الجريمة في إسرائيل هم من الأبرياء وممن لا علاقة لهم بتنظيمات الجريمة.

لا يمّر يوم في إسرائيل إلا واحتلت عناوين الجريمة المنظمة أو غير المنظمة مساحات كبيرة من الصحف الإسرائيلية قاطبة، ولا تقتصر الجريمة على التنظيمات الكبيرة فقط إنما تتفشى بين أوساط الشباب الإسرائيليين وتتنوع مثل حوادث القتل والطعن في النوادي الليلية والاعتداءات الجنسية المتكررة في المدارس وبين الفتيان.

وقتل قبل يومين في مدينة تل أبيب ثلاثة أصحاب سوابق في بيت بحي سكني مغلق أثناء تحضيرهم لعبوات ناسفة لاستعمالها لتصفية أعضاء في عصابات جريمة منظمة أخرى في إسرائيل. وأدى الانفجار إلى انهيار جزئي للبيت. وذكرت مصادر إسرائيلية أن المحققين والشرطيين الذين وصلوا إلى مكان الحادث لم يتفاجأوا من هوية القتلى الثلاثة المعروفين للشرطة.

وذكرت مصادر الشرطة أنها تتعامل مع الحدث بغاية الجدية والخطورة نظرًا لأنه حدث في حي هادئ نسبيًا في تل أبيب وفي مكان معد للسكن. ويأتي هذا الحدث ولم يمر شهر واحد على مقتل إسرائيلي آخر في حدث مشابه عندما قام بتركيب عبوة ناسفة انفجرت أثناء تحضيرها في بيت متروك في مدينة يافا وعلى بعد شارعين فقط من مكان انفجار الأمس.

وقالت أوساط في قيادة الشرطة الإسرائيلية أن التنظيمات الإجرامية في إسرائيل تتخذ العبوات الناسفة والخطيرة في هذه الأيام كوسيلة لتصفية الحسابات بينها. وهو لم يكن يحدث سابقًا.

وقال قائد في شرطة إسرائيل: »كان أصحاب السوابق يستعملون في عملياتهم كاتمًا للصوت واليوم أزالوا كاتم الصوت ويستعملون العبوات الناسفة. والتنظيمات الإجرامية تستطيع استعمال أسلحة متطورة وهناك من يعمل لهذا الغرض أصلاً«.

وأضاف: «نحن نحتاج إلى وقت طويل من أجل لجم هذه الظاهرة».

يذكر أن أحداث تصفية الحسابات بين التنظيمات الإجرامية أدّت إلى مقتل الكثيرين ممن لا علاقة لهم بالحدث. وسجلت إسرائيل منذ العام 2001 أكثر من 13 حالة قتل لعابري سبيل قتلوا لا علاقة لهم بأي حدث إجرامي يذكر وقتلوا خلال سطو مسلح أو جراء إلقاء قنبلة عليهم عن طريق الخطأ.

وإلى جانب الجريمة المنظمة، تتفشى بين صفوف الشبيبة الإسرائيلية أحداث القتل والعنف في النوادي الليلية. وسجلت إسرائيل مؤخرًا عدداً من جرائم القتل في النوادي تفوق خمس حالات قتل. وتبين من معطيات الشرطة للعام 2004 أن هناك تسعة آلاف حادث عنيف بين الشبان الإسرائيليين.

وضبط أكثر من سبعة آلاف شاب يحملون السكاكين في أوقات الترفيه. ويذكر ان النوادي الإسرائيلية الليلية شهدت هذا العام أكثر من عشرة آلاف حادث عنيف. وكشفت الصحف الإسرائيلية عن حالات اغتصاب واعتداءات جنسية في صفوف الشباب الإسرائيليين.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)