رب من مفاخر تراثنا الحواري هذه الجملة المفيدة، القمة حجرا …… حيث تظهر لنا هذه الجملة في أي نقاش يدعي العقلانية واللاعنف، ولكنه يعد بعكسها بعد جهد الحوار وعناء النقاش، لتتحول المسألة إلى تكسير راس، واثبات غباء الطرف الآخر وكأنه ارتكب إثما، ويصبح حط الطاعة هو هدف بدلا عن تبين آفاق جديدة لأي حوار أو نقاش، أو استخدام وسائل متقابلة ومتوازية في تماحك المعارف في محاولة إقناع الطرف الآخر بصوابية الرأي.

للأسف ان أي حوار أو نقاش أو تفاعل يحتاج إلى طرفين على الأقل ( مثل الحمل والولادة ) لكل منهما حق التنافس، وهناك مسافة واسعة بين التنافس والاختصام، يجب على الطرفين معرفتها بروح مفتوحة حتى يستخدما الأفكار في خدمة الهدف الذي يسعيان للوصول إليه طالما هما طرفان متساويين حقوقيا ما يقتضي التسليم بصفاء النوايا أي عدم التخوين أي الاحتكام إلى العقل في تقييم النتائج وليس إلى أي شيء آخر على الإطلاق طالما الطرفان كائنان بشريان يخضعان لقانون الجاذبية على الأقل.

من هنا ومن ما أراه واسمعه واقرأه خصوصا على الانترنت، الكل فائز بمعركته، والكل منتصر بوجه نظره، والكل مارد فكري جبار، وما الآخرون إلا غوغاء في جهلهم يعمهون، هذا على الأقل ما الحظه في الرد على العالمانين عندما يطرحون وجهة نظر ما، فتقوم الدنيا ولا تقعد، وجل الردود تستخدم كلمات مثل لغو وإثم وخطأ وكفر ووووو.

وأنا اقترح على كل هؤلاء الجهابذة ان يستخدموا كلمة واحدة تريحهم من سم الاختصام هي ان يقولوا للطرف الآخر … اخرس ….. اخرس فقط فهي تلقمه حجرا فيقتنع ان الصواب هو الصواب أو يذهب إلى المثل التراثي الآخر ( بدها تنين يحكو فيها ) الاستبداد هو كل شيء عكس العقل … هل ينتطح عنزان في هذا … صه لقد ألقمتكم حجرا.