يوم الأربعاء ظهر رئيس ايران، محمود احمدي نجاد، أمام 4 الاف طالب في طهران، يتعلمون في برنامج "العالم بدون صهيونية". الهدف من ظهوره كان اثارة حماسة الشباب قبيل احتفالات يوم الجمعة الاخير لشهر رمضان، وبحسب هتافتات التشجيع "الموت لاسرائيل"، التي سمعت في القاعة، يبدو أنه نجح في مهمته.
في خطاب متطرف سمع مثله القليل من قبل على لسان زعيم دولة منتخب، دعا الرئيس الايراني الى "شطب دولة اسرائيل عن الخارطة" وحتى أنه اوصى الفلسطينيين بمواصلة اعمال الارهاب ضد اسرائيل بقوله: "لا شك ان الموجة الجديدة من الهجمات في فلسطين ستمحو هذه الوصمة من على جبين الاسلام"، لكل دولة تفكر باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل وعد الرئيس الايراني بأن "من يعترف باسرائيل سيحترق بنار غضب الامة الاسلامية".

يمكن تجاوز اقوال احمدي نجاد في ان ليس فيها ما هو جديد، وفي ان كل العالم يعرف ان ايران اختارت لنفسها رئيساً متطرفاً يسير مباشرة أعلى نهج آية الله الخميني. ولكن يبدو أن التطرق العادي من قبل اسرائيل لتصريحات الداعية الى تصفيتها، يمكنه ان يشجع الآخرين على الاستخفاف بقوة ايران في تجسيد تهديداتها. والامر صحيح أكثر عندما يدور الحديث عن رئيس يصر على حق دولته في تخصيب اليورانيوم، ويتوقع ان يصدق العالم بأن ليس في نيتها التسلح بالسلاح النووي. الدعوة العلنية لإبادة اسرائيل تزيد من حدة التشبيه المطلوب بزعيم آخر انتخبه شعبه في العام 1933 وكان على جدول اعماله بند صريح لابادة الشعب اليهودي.

ايران تدعم حزب الله ومنظمات فلسطينية اخرى تعمل ضد اسرائيل. ولكن اساس المشكلة في الاقوال الشيطانية العلنية لأحمدي نجاد يكمن في الشرعية والتشجيع اللذين يمكن ان يستخدمهما كل من يختار القتال ضد اسرائيل بدل الحوار معها. التهديد المباشر لمن يدير مفاوضات مع اسرائيل، الدعم المعنوي والمالي للارهاب ضد اسرائيل، حين تأتي من رئيس امة تعد 70 مليون نسمة، ليس امرا يمكن الاستخفاف به. كذلك بالنسبة للتفكير انه في العام 2005 يمكن الحديث عن شطب اسرائيل من الخارطة.

إذا كان ثمة مغزى لمفهوم "الاسرة الدولية"، غير مصالح كل دولة، واذا كان ممكنا توقع تصرّف دولي في سبيل هدف مناسب، فيجب التحلي بالامل في ان الاختبار القريب سيكون التجند ضد من يظهر في هذه اللحظة على انه الخطر الدولي الأعلى.

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)