أريد استحضار فيروز قبل أن يحتكم مجلس الأمن للمادة السابعة، ويعتبر أن عشقي لـجبل الصوان" إرهابا، أو عم تعاون أنثوي مع مهام الكشف عن الحقيقة ... وقبل أن يجتاحني العيد مع ابتسامة المحقق أثبت عشقي للفرح الذي أتذكره مع لحظات الاستباحة .. استباحتي .. استباحة الوطن، أو اعتبار الأنثى وقفا بانتظار القاضي حتى يثبت أحقية توزيعها.

رغم ذكريات "المادة السابعة" أحول وجهي عن اختناق الخطر في وجوه من أحب لأكتب فرحة جديدة .. فرحة عيد لم يكتمل في وجوه صغار يستغربون انقطاع برامج رمضان ... وتوقف المحطات الدعائي، وغياب الشفقة في عيون الكبار ... هذه البسمة عيد تغلف الخطر، أو تتركني في مساحة الفرح التي اعتدت خلقها منذ أن أصبحت دمية الغزو الجديد.

ألم نحتكم يوما إلى المادة السابعة في حلمنا ... في رؤيتنا للعيد المرهون لتطرف العباءات السود أو النظرات الباردة من خلف الميكرفونات ... وكم مرة احتكمنا للمادة السابعة بعد استبدال الإرهاب بخدش الحياء ... وهل يمكننا نسيان الصور الدائمة لملامح الموت القادم في كل لحظة رغم إيقاع العيد!!

من السنين العجاف أسترجع فيروز و جبل الصوان الذي زينتني به فيروز قبل أن تصبح المادة السابعة قاموسا لرغباتي، وقبل أن يغدو الإرهاب علما لأعياد متكررة هجرتنا بعد أن اكتشفنا أن المراهقة هي الزمن النهائي لنا ... فلماذا لا أزين غرف الأطفال وهم يبحثون عن بهجتهم الخاصة، ثم يجدونها مخبأة في أمل داخل عين أنثى هاربة من الزمن "الفيروزي" أو من قانون الاستباحة نحو قتل الخوف.

إنه عيد قتل الخوف ... اغتيال "المادة" السابعة التي تحيل مفرقعات العيد إلى "مخاطر كامنة"، وتحول التكبير الذي نما فينا إلى صرخات ضد التطرف ... ضد الخوف ... وضد اعتبارنا دون "السيادة" لأننا لن نعود لزمن الانتداب ... وكل عام والخوف مقتول في داخلنا.