تخوف من تكرار تجربة العراق
بهية مارديني من دمشق: يعيش السوريون هذه الايام قلقا يكاد يكون وجوديا لم يتعرضوا لمثله في تاريخهم الحديث خصوصا مع تكرار وتواتر للمقارنة وزيادة اوجه الشبه بين الخطوات التي سبقت الحرب على العراق وما يتخذ مجلس الامن الدولي من اجراءات وقرارات في حق سورية. فالهمس علا وبات كلاما شائعا بين الناس عن مصير البلاد والنظام، وعن الخطوات اللاحقة التي تريد اميركا الوصول اليها، وعن الشخصيات التي تعتمد عليها لاحداث ماتريد من تغييرات في بنية النظام في سورية . واذا ما تجاوزنا نظرة العداء المستحكمة في الشارع السوري إلى الولايات المتحدة فتبقى بارزة حالة من عدم التصديق لما يجري في كواليس السياسية سواء المعلن منها او مايتسرب من وراء الغرف المقفلة .

ويقول هواة الكلام على المؤامرات ان الرئيس بشار الاسد لابد ان يكون اغضب اميركا كثيرا وربما قام بخطوات احرجتها وتسببت لها بخسائر لم تستطع القول ان الاسد كان وراءها، كما انه في المقابل ولأسباب سياسية لايستطيع القول ان اميركا تستهدفه ، وبالتالي سيقع الصدام لامحالة، الا اذا احست الادارة الاميركية ان خسائرها ستكون اكثر من أرباحها فتصبح التسوية حلا ممكنا، ولكن بعد اجهاد النظام في سورية الى درجة تجريده من معظم اوراقه الاستراتيجية ليصل الى مرحلة يكون فيها مضطرا إلى الاعتماد على المظلة الاميركية للحفاظ على وجوده .

ويمكن اعتبار من يميلون الى تصديق هذا الرأي كثرا، وخصوصا بين المثقفين الذين لم يحسموا امر معارضتهم للنظام في شكل سافر انما يعارضون في شكل موارب ويتركون الباب مفتوحا لاي موقف مستجد تفرضه الظروف. وهؤلاء افادوا من تجارب الصدام السابقة بين النظام البعثي في سورية والغرب، خصوصا ما جرى في احداث ايلول الاسود في الاردن او بعد حرب تشرين.

مصادر
ايلاف