وجه عضو المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي انطوان اسبر انتقادات لاذعة الى مجموعة في الحزب قررت الانشقاق بحجة عدم فاعلية الحزب وصمته حيال الضغوط التي تتعرض لها سوريا.

وكانت مجموعة كوادر واعضاء في المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي اصدرت بيانا باسم "وطن فوق الجميع" اعلنت فيه سعيها الى "بلورة مشروع مستقبلي متكامل"، الامر الذي اعتبره بعض المراقبين انشقاقا جديدا عن الحزب الام الذي يتزعمه عصام المحايري والذي انضم الى الجبهة الوطنية التقدمية في سوريا (ائتلاف من ثمانية احزاب بقيادة البعث) قبل نحو ثمانية اشهر.

وبررت المجموعة التي ضمت اعضاء في المكتب السياسي مثل حسان سلوم وسمير حجار وسامر لاذقاني، التحرك الاخير بان "الظرف (السوري) اليوم لا يشابه اي ظرف في اي مرحلة سابقة من تاريخنا المعاصر، لذلك فان ضرورة التحرك للتعامل مع ما يجري هي ضرورة "اجتماعية" قبل ان تكون ضرورة سياسية"، في اشارة الى الضغوط التي تتعرض لها سوريا، اذ لم يعبر الحزب بحسب المنشقين الجدد عن اي مواقف ولم يبادر الى اتخاذ خطوات على هذا الصعيد.

وقال اسبر المحسوب على الخط المتشدد في الحزب بزعامة المحايري لـ"النهار": "انه كلام حق يراد به باطل. المكتب السياسي، ورغم وجود قرار بحله من قيادة الحزب، تداعى واصدر بيانين عن الاحداث وما تتعرض له سوريا". واضاف ان "هناك تناقضا في طروحات هؤلاء المنشقين المغرر بهم، فكيف تكون الحجة للانشقاق تتعلق بالحرص على البلد فيما هم يقومون بتقسيم الحزب وشرذمته؟". ولاحظ ان "هذه الحركة ليست بريئة وليست بنت اليوم، وهي تتفاعل على ساحة الحزب منذ عشرين عاماً، وكل مرة تتلون بألوان جديدة".

لكن مازن بلال، وهو احد الكوادر من المجموعة الجديدة والناطق باسمها، اوضح لـ"النهار" ان وراء الخطوة "الاحساس بأن سوريا في خطر، ورغم ذلك لم يبادر الحزب الى احداث اي تغيير في السياسة الداخلية، او وضع مشروع طوارئ للمرحلة الحالية. لذلك قررنا التحرك، وسنقوم بالحوار مع الآخرين من تيارات سورية معارضة ومع حزب البعث والدولة السورية عموماً". ورأى في ما حصل "انه انشقاق لا يريد ان ينافس الحزب على الساحة التنظيمية".

وجاء في بيان المجموعة التي اختارت اسم "الغد" للتمايز عن بقية التيارات التي انشقت عن الحزب في اوقات سابقة: "انه لمن المؤسف ان تتأخر بعض التشكيلات السياسية التي حملت مراحل تاريخنا المعاصر عن التحرك الجدي للتعامل مع ما يحدث بعيداً عن البيانات التقليدية وسياسة نبش الماضي عوض رسم المستقبل... ان قراءة المستقبل القريب لم تعد سراً، ومشروع اختراق السيادة الوطنية الذي يبدأ بمقام رئاسة الجمهورية ليطاول كل مواطن في هذا البلد هو محاولة لاعادة رسم الخريطة الوطنية واعادة صياغة البنية الاجتماعية الى جماعات اثنية وطوائف وتقاسم الحقوق الاجتماعية على هذا الاساس". ولهذه الاسباب قررت المجموعة "انشاء خلية ازمة داخلية تقوم بالحوار مع كافة القوى الاجتماعية والسياسية، بما في ذلك المؤسسات الرسمية اشخاصاً ومعطيات، لبلورة مشروع سياسي اجتماعي قادر على فتح رؤى المستقبل، وانشاء خلية ازمة خارجية لمحاولة خلق حركة مواجهة على المستوى الدولي". واكدت المجموعة "ان ما نقوم به لا يقصد الانشقاق على المستوى التنظيمي، بل هو سعي لبلورة مشروع مستقبلي متكامل".

مصادر
النهار (لبنان)