انتخابات حزب ’’العمل’’، والأصوات المرعبة التي تصدرها الطائرات الإسرائيلية لتخويف الفلسطينيين، ثم أخطار سيناء على الأمن الإسرائيلي، والأسباب الحقيقية لانتفاضة باريس••• قضايا نتطرق لها ضمن جولة موجزة في الصحافة الإسرائيلية•

بيريز أو بيريتز: هو اختيار يتعين على الإسرائيليين القيام به غدا وعنوان استهلت به صحيفة ’’هآرتس’’ افتتاحيتها ليوم الثلاثاء مشيرة إلى انتخابات حزب ’’العمل’’ الإسرائيلي التي تجري اليوم، حيث ترصد الصحيفة التيارات الأساسية التي يمكنها أن تؤثر على أعضاء الحزب أثناء عملية التصويت• فمن جهة يتطلع الحزب إلى الاستمرار في التأثير على رئيس الوزراء أرييل شارون من داخل الحكومة على أمل أن يقود ذلك إلى تعزيز الخطوات السياسية لشارون وحثه على استكمال العملية السياسية مع الفلسطينيين، حيث يتعين على أعضاء حزب ’’العمل’’ لتحقيق هذا الغرض إعادة انتخاب شمعون بيريز الذي يميل إلى التعاون مع الليكود• ومن جهة أخرى هناك خيار ثان أكثر راديكالية يختار من خلاله أعضاء حزب العمل، خصوصا الذين يريدون إعادة إحياء إيديولوجية الحزب ككيان سياسي له خصوصيته المميزة، المرشح الجديد ’’عمير بيريتز’’• وبرغم تباين مواقفه الاقتصادية إلا أنه ليس مختلفا تماماً عن التوجهات السياسية المعتدلة التي تميز شمعون بيريز• ويتطلع ’’بيريتز’’ في حال انتخابه إلى الخروج من الائتلاف الحكومي ومواجهة ’’الليكود’’ في الانتخابات التي ستعقد مبكرا• لذا ينحصر الخيار في هذه الانتخابات الحزبية بين توجهين اثنين يسعى الأول، من خلال انتخاب شمعون بيريز، إلى الاستمرار في الحكومة والمشاركة في صنع القرار من الداخل• أما الثاني فيهدف إلى إنهاء حكومة الائتلاف وظهور معارضة قوية في الحياة السياسية الإسرائيلية يتزعمها ’’عمير بيريتز’’•

الشياطين تحلق فوق سماء غزة: في مقاله المنشور على صفحات ’’هآرتس’’ يوم الأحد تناول الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي مسألة العقوبات الجماعية التي يلجأ إليها الجيش الإسرائيلي لزرع الرعب في نفوس المدنيين الأبرياء في قطاع غزة• وهو يتحدث بوجه خاص عن الأصوات المزعجة التي تطلقها الطائرات الإسرائيلية فوق غزة بهدف معاقبة الفلسطينيين، حيث أجرت هذه الأخيرة أكثر من تسع وعشرين طلعة فوق غزة في أقل من أربعة أيام أطلقت خلالها أصواتا غير عادية ترعب السكان وتجعلهم في حالة ترقب دائم• ويورد الكاتب رأي الأطباء الذين يحذرون من التأثيرات السلبية لمثل تلك الأصوات الهادرة على الصحة النفسية للسكان• ويبدو أن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بسياسة الاغتيالات واستهداف الناشطين بالصواريخ التي لا تفرق بين مذنب أو بريء، بل لجأ إلى هذا السلاح الكريه الذي يؤذي النساء الحوامل ويفزع الأطفال• والأكثر من ذلك حسب الكاتب يختار الطيارون الإسرائيليون أوقات ذهاب الأطفال إلى مدارسهم في الصباح ليطلقوا الأصوات المرعبة ما يعوق السير العادي للحياة• وبالرغم من أن تلك الطريقة أثبتت عدم فاعليتها في وقف العنف الفلسطيني، إلا أن قيادة الجيش الإسرائيلي تبدو مصرة على الاستمرار في انتهاجها نفس الطريقة• ولوضع حد لمثل هذه التصرفات التي تسهم في تأجيج العنف لدى الفلسطينيين يطالب الكاتب المحكمة العليا في إسرائيل بالنظر في مدى شرعية إطلاق الأصوات المزعجة التي يشبهها الكاتب بأصوات الشياطين المرعبة•

الحدود مع سيناء: يرى الكاتب الإسرائيلي ’’ناعوم بارنيع’’ في المقال الذي نشره في صحيفة ’’يديعوت أحرنوت’’ يوم الاثنين تخوفه من المخاطر التي يطرحها الانسحاب من غزة، خصوصا بعد أن خفت المراقبة على المنافذ التي تؤدي إلى سيناء• ولأن الحدود الإسرائيلية مع سيناء كبيرة وغير محروسة بشكل كاف فإن الخطر قائم وحقيقي من تسرب العناصر الإرهابية إلى داخل إسرائيل• كما يمكن للفلسطينيين أن يستغلوا الحدود المفتوحة بين قطاع غزة وسيناء للنفاذ إلى داخل الخط الأخضر وتنفيذ عملياتهم في عمق إسرائيل• وليس غريبا في هذه الحالة أن يفكر رئيس الأركان ’’دان هالوتز’’ في تقديم خطة إلى أرييل شارون ووزير ماليته تقضي بإغلاق 80 كيلومترا من الحدود مع سيناء وإقامة حاجز كهربائي يمنع تسلل العناصر الإرهابية إلى إسرائيل• ويأسف الكاتب لمثل هذه الخطة لأنها ستحرم الإسرائيليين من التمتع بالجمال الأخاذ الذي تمتاز به شبه جزيرة سيناء، والمناظر التاريخية• ويخشى المتشائمون حسب الكاتب من أن تصبح سيناء قاعدة خلفية لحزب الله و’’القاعدة’’ والجهاد الإسلامي ومن أنهم قد يتسللون يوما إلى مطار بن غوريون القريب ويقومون بإسقاط إحدى الطائرات• وفي ظل هذه المخاوف يتساءل الكاتب ما إذا كان الانسحاب من غزة خطأ، لكنه يعود فيقول إنه حتى لو بقيت إسرائيل في غزة فإن ذلك لن يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى إسرائيل إذا توافرت لهم الرغبة•

انتفاضة باريس: هذا هو العنوان الذي تصدر افتتاحية صحيفة ’’جيروزاليم بوست’’ ليوم الثلاثاء حيث تناولت أعمال العنف الجارية حاليا في فرنسا• وترى الصحيفة أن العنف المستشري في ربوع فرنسا يعيد إلى الواجهة السؤال الذي طفا إلى السطح عقب أحداث 11 سبتمبر وهو لماذا يكرهوننا؟ ومن خلال السؤال تحاول الصحيفة دحض الفكرة القائلة بأن سبب العنف الموجه ضد الغرب من قبل الجماعات الإسلامية الراديكالية يكمن في السياسية الأميركية المنحازة إلى إسرائيل• لكن إذا كان ذلك صحيحا لماذا يتم استهداف فرنسا في وقت عرف عن هذه الأخيرة مناصرتها للمواقف العربية؟ فقد اعتمدت فرنسا منذ ستينيات القرن المنصرم سياسة مختلفة عن الولايات المتحدة توجت مؤخرا بمعارضتها للحرب على العراق متذرعة بحرصها على تعزيز مكانتها في العالم الإسلامي• لكن الأحداث الأخيرة التي تهز فرنسا جاءت لتثبت خطأ تلك الحسابات• وتعتقد الصحيفة أن السبب وراء تلك الأعمال لا يكمن فقط في حالة الاستياء التي يشعر بها الشباب المتحدر من أصول عربية جراء التهميش وعدم تكافؤ الفرص التي يعاني منها وسط مجتمع يفتخر كثيرا بقيم ’’الحرية والمساواة والإيخاء’’، بل ترجعها الصحيفة إلى الخطاب الإسلامي المتشدد الذي يساهم في تأجيج العنف ضد كل ما هو غربي• وتتهم الصحيفة المتورطين في أعمال العنف بكراهيتهم لفرنسا وإلا لماذا أقدموا على إحراق المرافق العامة وزعزعة السلم الاجتماعي؟•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)