أعبر لمرة واحدة عن القلق الفردي ... فالموت شأن شخصي قبل أن يرشقه الآخرون على مساحة من جسدي، ولأن "الغد" هو صورتي النهائية تستحضرني العمائم وتنهار عليّ الموبقات في لحظات الخصب .. هذه اللحظات "الأردنية" التي كبلت فرحتي لحظة الزفاف فشاهدت "حور العين" في الشرر الصاعد، وكأن حواري الجنة سبايا ننقلها معنا من دار الفناء إلى "مقر" البقاء.

سأؤمن بـ"الغد" لأن خيار الموت على إيقاع "التكفير" يسابقني نحو النهاية، ولأن الموت يحصد الماضي والحاضر ويقرر أننا لا نريد لطقس الخصب سوى المنفى بين فحولة "فرسان" الصحراء أو لؤم التبشير في الحروب الاستباقية. وعندما أجمع دمي من بين أشلاء الفرحة المصعوقة على حلم "حور العين" لا أستطيع تذكر الماضي لأن "عمان" تحمل جرحها اليوم وتضيفه رقما إلى المدن التي تسابقت الفوضى إليها منذ أن قررت نظرات "البرود" اجتياح عالمنا.

ربما نلم أشلاء الأجساد بعد انحسار طقس الخصب إلى عملية سبي جماعي، واقتناص لحور العين في الجنة، لكنني أؤمن بالغد القائم علينا إناث يريدون اغتيال الماضي المرسوم على سياق عنترة، ثم يرحلون خارج لون الانفجار الذي قادني نحو صورة الخصب رغم أنف اللحى المتدلية والرغبات المجنونة لاقتناص "ملذات" الجنة.

إنني هنا بعد الموت وقبله، أجابه "أبطال" الماضي القائمين على رقاب "الخصب"، والمرسومين صورة غائمة في تاريخي بينما يتألق "الغد" في وجهي، وفي اللون الذي اختصره وابنيه داخل نفسي كي لا أعشق بطولة تهوى "حور العين" في الجنة، وتعشق اقتناص اللذة خلف الصراخ والنحيب والحزن المزروع بعد لحظة الموت.

قبل الموت أتلهف للغد ... وبعد الموت أسابق الزمن كي لا يصبح "السبي" عرفا لأجيال تنمو على إيقاع السيارات المفخخة، والصور الباهتة لثوار زمن ما بعد الموت وهو يلاحقون الحياة بالوعيد وبعذاب القبر ونعيمه وباختصار الله على شاكلة أبو مصعب الزرقاوي.

لعمان "حبي للغد" ... ولعمان رقم لن ننساه في طقوس الخصب وفي الغد الذي نحلم به ... ولعمان صورة لن تتكرر لأنها الحلم الذي ينمو فينا في كل لحظة يقرر فيها حالم بحور العين اغتيالنا.