إنه المثلث الأخطر في تاريخ صياغة مستقبل المنطقة ..ثلاثية لم تفاجيء شعوب المنطقة ..لأنها حاضرة أصلا .. وحضورها هو عجز شعوب المنطقة في قيادة نفسها ومستقبلها الذي بات الآن على كف عفريت أسمه : إرهاب وحروب طائفية ..وقمع واستبداد .. وإدارة أمريكية ممسوسة بالعنجهية من جهة .. وزئبقية المعايير من جهة أخرى .. عنجهية لا تأخذ بعين الاعتبار أي عامل قبل جشعها ..!! سجون سرية وفساد في العراق .. ودستور أقل علمانية .. وعسكر أمريكيون يموتون بلا ذنب !! وبيوت عراقية يريد السيد سعد الدليمي تهديمها فوق روؤس أطفالها ونساءها ..هذا الديمقراطي العتيد ..القادم من قم مباشرة إلى وزراة الدفاع العراقية ..كوزير يشهد له بالكفاءة العسكرية .. كخريج من كلية سانت هيرست الملكية البريطانية ..أقصد الإيرانية ..والدرس العملي هو في الأهواز .. قبل الشعب العراقي .. أمريكا في مأزق : ومأزقها هو هذه الثلة من الساسة ـ المعارضة السابقة ـ والتي تربت في حضن القيادة الإيرانية .. والتي علمتهم الدرس الديمقراطي والعلماني والحقوق إنساني بشكل رائع ..!!

من دوروس علم الاجتماع: أن ديكتاتورية الملالي في قم : تخرج الديمقراطيين العراقيين .. هل بهذا سيواجه الإرهاب في العراق ..بهذه الحمولة الصدامية على الطريقة الإيرانية ..؟ إن الوزير المعتمد لايحق لنا التشكيك بشرعيته لأنه منتخب من قبل قسم مهم من الشعب العراقي ونحن نحترم نتائج صناديق الاقتراع .. مع أنها أتت بهتلر مرة ..!!ويمكن أن تأتي بالدليمي .. أو بأحمدي نجاد .. حامل لواء القدس الشريف ..!! إنها معادلات المنطقة والتي لم تستعد لها هذه الإدارة المتسرعة والرعناء في قراراتها .. ونسأل السيد بوش ألم يصبح النفط تحت اليد ..استرخ إذن وأدرس الوضع في المنطقة بطريقة : أكثر عمقا واقل جشعا ..كما قلت لكم في مقالة سابقة : وعنوانها ـ العالم بين القاعدتين ـ قاعدة بن لادن من جهة وقاعدة الأثرياء في أمريكا والذي وصفهم بوش بأنهم قاعدته هو من جهة اخرى . وقلنا أن أحد أهم المطلوب في هذه المرحلة هو القضاء على قاعدة بن لادن .. وقطع الطريق عليها بإجراءات و السلاح ضمنها .. وبالتوازي مع هذا أن تخفف قاعدة السيد بوش من جشعها ..فبدلا من أرباح تفوق الخيال لنجعلها أرباح في حدود الخيال الإنساني .. نحن شكرنا : الشعب الأمريكي ولازلنا نشكره لأنه خلصنا من ديكتاتور عتيق أسمه صدام حسين .. وشكرنا لأمريكا لايعني أن نوافق على كل سياسات إدارتها الحالية ..!!

ولإن كنا نلمح أفقا في تغير ما في الممارسة السياسية لهذه الإدارة .. وتجلى ذلك في تعاملها مع الملف السوري ومحاولتها الحصول على إجماع دولي ..مما ترك الأثر في إنتاج موقف إنساني لايعاقب الشعب السوري .. بغض النظر عن الأسباب الموجبة لهذا التغير .. أمريكا تدرك جيدا أن الإرهاب سببه الاستبداد والقمع والحضور الديني في السياسي .. وهذا ما لعبت عليه سلطات هذه المنطقة كلها بدون استثناء بما فيها أحزاب اليمين الإسرائيلي .. وإلا لماذا يسمى يمينيا في إسرائيل هل لأن له سياسة اقتصادية أنتي يسارية وأنتي ضمانية اجتماعية ..!! أم لأنه يجيش الشارع الإسرائيلي دينيا ..؟ هذه هي العقدة التي أنتجت الإرهاب في المنطقة .. كيف يبرر السيد بوش امام الشعب الأمريكي تصريحات الدليمي ..؟ أليس غريبا مثل هذا التحالف بين : قائمة الإتتلاف العراقية ـ المدعومة إيرانيا ـ وبين ..مقولة تحرير الشعب العراقي وإقامة نظام ديمقراطي ..هل هذه هي اللوحة التي ستتركها القوات الأمريكية خلفها بعد الانسحاب من العراق ..؟ أنه لعار على هذه السياسة التي انتهجتها هذه الإدارة البوشية ..ليس من مصلحة القوى العلمانية والديمقراطية الحقيقية في المنطقة تشويه هذا الحضور الأمريكي على هذه الشاكلة ..على الأقل في هذا الظرف بالذات ..حيث يتربص بنا الاستبداد والإرهاب والقوى الظلامية من طائفية وخلافه .. إنها الكتلة التاريخية لكل ماهو متخلف ولا إنساني ودموي حتى .. هل هذا ما أتت القوات الأمريكية من أجله .. وهل يموت الجنود الأمريكان من أجل سلطة ملالي اخرى في العراق .. إلى جانب قوى متخلفة من بقايا البعث والإرهاب والطائفية السنية أيضا .. ونظم استبدادية تغير جلدها فقط ..؟

إلى متى ستبقى بغداد جريحة وجراحها تنزف ..؟ إلى متى سيبقى المواطن العراقي ينتظر السكر والكهرباء ومياه الشرب ..؟ إنه عقاب جماعي ليس إلا ..لإنها بغداد تنزف .. أين هي الديمقراطية الموعودة والسيد السيستاني والذي لا احد يعرف أنه حي أم ميت : يقود العراق عبر حزبي الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ..؟ نحن شعب لم نعش حرية الفكر والسياسة والاقتصاد والمعتقد .. شعب عليه أن يتعلم أبجديات الحرية والتعاطي المدني مع الآخر .. لفت نظري ياسيادة الرئيس جورج بوش أن اللواء العراقي الذي يقوم مع القوات الأمريكية بعملية الستار الفولاذي في القائم على الحدود السورية يسمى : بلواء الحسين .. ما علاقة سيدنا الحسين بالذي يجري الآن في العراق ..كيف توافق الإدارة الأمريكية على هذا النوع من الرمزية .. إنها تعي أم لاتعي مغزى هذه التسمية في الشارع العراقي والعربي .. إنهم ينتقمون لرأس سيدنا الحسين بتهديم البيوت على رؤوس أطفال السنة في المثلث العراقي : هذه هي دلالة الرمز ياسيد جورج بوش ..فلا تجارينا بحروبنا البائدة ..نحن شعب تربى على انقساماته العمودية بفضل سلطات كان المجتمع الدولي يتواطئ معها حتى لحظة ليست ببعيدة ..فهل رعونة سياسة رامسفيلد في العراق سيتم تعويضها عبر مهادنة مؤقتة يمكن أن توصل العراق إلى حرب طائفية .. ونسأل السيد جورج بوش من سمى هذا اللواء : بهذه التسمية ـ لواء سيدنا الحسين ـ ؟ ألا تعيد هذه التسمية للأذهان : معركة قادسية صدام !! أليس نفس العقل .. في استحضار الرموز ام أنه عقل ديمقراطي على الطريقة الصدامية ـ الإيرانية ـ البن لادنية ..؟ وبالتالي هل من يسمي لواء حديث الإنشاء في دولة تدعي الديمقراطية وتجاوز الماضي الصدامي الطائفي بأن تسميه : لواء سيدنا الحسين ..؟ إنه سؤال الأسئلة في هذه المنطقة الموبوءة بداء الطائفية والإرهاب والإستبداد .. كنا ندين ولازلنا القوى السنية التي ما فتئت تسمي الإرهاب مقاومة عراقية .. ولاتفعل الشيء الكثير من أجل حقن الدم العراقي الشيعي .. ولكن ما هكذا يتم الرد ياسيد دليمي على هذه السنية التي لم تستوعب بعد أن السلطة تشارك وليس احتكارا على طريقة صدام .. لا تتركوا بغداد بيد ألوية بن لادن أو ألوية سيدنا الحسين ..وهذا نداء ليس لأمريكا فقط بل للمجتمع الدولي كله .. لأننا يمكن أن نبدأ بمشاهدة تحرير القدس النجادية بدماء العراقيين .. كما أراد الأسد الراحل تحرير الجولان بآخر لبناني أو فلسطيني ..؟

لإنها بغداد النازفة بأبنائها من سنة وشيعة وعرب وأكراد ..الخ لا تتركوها حتى يصبح الجميع مواطنيين عراقيين بالمعنى الإنساني والقانوني للكلمة .. إنها اختبار إنساني وسياسي لصورة أمريكا في المستقبل وفي العالم .. ولكن السؤال ما هذه الأسماء التي يتم اختيارها لعمليات عسكرية تجري في وضح النهار ـ الستار الفولاذي

_ - هل هي لرفع معنويات الجنود الأمريكيين أم أنها , تكتيك عسكري ولوجستي أم نوع من عنجهية رامسفيلد بعدما أثبت فشله كوزير للدفاع ..لدفاع أقوى دولة في العالم ..إن الأسم له دلالة .. إنه أسم مشتق من أسماء السطوة , والقوة العارية .. هل بهذه القوة العارية تحل مشاكل العراق .. ألم يسم صدام احتلاله للكويت : أم المعارك .. أو كما السيد الدليمي : لواء سيدنا الحسين .. إن الأسماء دالة على فقر المعنى وحضور القوة العارية ـ بملمح انتقامي

_ - وهل كان لسيدنا الحسين أن يقبل بتهديم البيوت فوق ساكنيها من الأطفال والنساء ..؟ أم أننا نريد أن نبقي في العراق أرض محروقة لمرموزيات بائدة , وغير قادرة على انتاج مواطن عراقي سليم ..تماما كما يريد الزرقاوي : أرض محروقة ومواطن منهك , ويائس من السياسة والقانون والمدنية التي وعدت بها أمريكا الشعب العراقي ومعها المعارضة العراقية ..فلتداوى جراح بغداد فالزرقاوي ونسقه المعرفي والقيمي لايمكن له أن يستمر إلا مع البؤس واليأس ... كي نأخذ ديمقراطية العراق نموذجا نحن أهل دمشق الرهينة .. والتي ستكون عنوانا لمقال لاحق ..