الذكاء المعاكس وحسب التعريف اليدوي له، هو بلاهة مفروضة بحكم القوة أو النفوذ أو المال أو جنون العظمة أو القوة العاتية لكل ما سبق، وبما اننا نحن السوريون خبراء بهكذا نوع من الذكاء ونواجهه ليلا نهارا، لم يكن ينقصنا إلا قناة الحرة بذكاء محاوريها ومعديها، كي يضيق النفس من شدة الحنق لنكفر بالمثل العامي الساخر والذي يمكن استخدامه في أكثر من وجه ( كل شي فرنجي برنجي ) !!!!

سؤال أطلقه المذيع الباسم الريلاكس في وجه احد ضيوفه وفي وجه المشاهدين (البلهاء من وجهة نظره) إذا كان الأستاذ الشرع اتهم بعض الصحافة اللبنانية بالمساهمة في انتحار وزير داخلية سوريا ألا يشكل هذا الاتهام دليلا وأقوى دليل ضد سوريا في موت سمير قصير ؟ ….. ما هذا ؟ ما هذه العبقرية الصحفية الهتشكوكية السياسية ؟؟؟؟ ما هذه الدحرجة الإعلامية واستسخاف العقول ؟ ام ان ثقافة الفقاعات الإعلامية تسيطر على أصحاب المنبر وتضعهم في موقع من يحتجز رهائن ؟

لست في وارد الدفاع عن الأستاذ الشرع، ولست في وارد ملاحقة من يرمي اتهامات على الغارب، وأساسا أنا معتاد على من يستغل الإعلام، ولكن ألا يستحق المشاهد أي مشاهد سؤالا مصاغا بمنطقية أو على الأقل بمناسبة أو على اقل من الأقل ان يكون الحوار في ذات الموضوع ؟ أم ان التذكير بالعصي يجب ان يكون في كل مناسبة وأية مناسبة، وفي كل وسيلة وفي أية وسيلة ؟؟
ألا يستتبع هذا السؤال سؤالا مثل إذا كان الكوسا أغلى من الباذنجان ألا يشكل دليلا ان قاتل جورج حاوي هي كوريا الشمالية بتحريض شخصي من ستالين أو بريجنيف؟ ان هذه الطينة الإعلامية معروفة والمشاهد خصوصا السوري لديه خبرة محلية بها فلا حاجة لاختراع هذا النوع من الذكاء معه.

لا اعتقد ان صحافة تأليب الحنق يحق لها تجاوز المنطق، ولا… هي صحافة غلاغلا..تعيدنا إلى الذكاء المعاكس الذي هو ذكاء شرير بالضرورة، واستحضار سيرته بمناسبة وبغيرها لا يفيد إلا في استخدامه من أجل التأليب وهي طريقة قديمة ومكشوفة، فسمير قصير شهيد الصحافة، أي شهيد التنوير والعقل، وليس من الذكاء الطبيعي الخير، وليس من قبيل تبييض الوجه، استخدامه كما غيره من شهداء وأحداث في سبيل التعتيم على العقل، بحجة الكاوبوي نفسها ان لديكم القوة على افتتاح محطة تلفزيونية، وعبرها تستطيعون التحكم بما تشاؤون … انه لذكاء معاكس!!!!