ذكرت صحيفة "هآرتس" امس ان نزاعاً حاداً نشب بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على خلفية مشاركة حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. ونقلت الصحيفة عن شارون قوله ان خوض "حماس" الانتخابات خطأ فادح سيضعف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وسيؤدي الى نهاية خريطة الطريق. اما رايس فرأت ان من السهل بعد الانتخابات تجريد الحركة من سلاحها لأن المجتمع الدولي سيشارك في الضغط عليها مثلما حدث في ايرلندا الشمالية وأنغولا.

وامس، استمرت الاحتفالات الرسمية بالذكرى العاشرة لإغتيال اسحق رابين، وتواصلت التعليقات على انتخاب عمير بيرتس رئيساً جديداً لحزب العمل فنشرت "هآرتس" مقالاً لعوزي بنزيمان عن بيرتس ننقل أهم ما جاء فيه: "عمير بيرتس ليس ناديا كومانتشي التي قفزت فجأة الى الواجهة الدولية بعد حصولها على اربع ميداليات ذهبية في دورة الالعاب الاولمبية عام 1975 (...) هو سياسي صاحب خبرة طويلة عرفته الحياة السياسية في اسرائيل منذ أكثر من 22 عاما. الوزراء واعضاء الكنيست والموظفون الكبار وحتى الصحافيون الذين التقوه يعرفون ميزاته ونقاط ضعفه وسلوكه واقتناعاته.

وفي المقابل، الذين يؤلهون اليوم عمير بيرتس يسيئون اليه لأنهم يبالغون كثيرا في التوقعات المنتظرة منه ويضخمون قدراته. ينبغي على بيرتس ان يجهد كثيراً ليستطيع مواجهة قيادة حزب العمل وليصبح مقبولا من الجمهور الواسع مرشحا لرئاسة الحكومة. فقبل كل شيء يكمن له منافسوه في حزب العمل داخل قيادة الحزب، وينتظرون الفرصة الملائمة لإسقاطه والحلول مكانه. وبالتأكيد سيكون عليه ان يبذل الكثير لبلورة صورته زعيما وطنيا يتوجه الى الجماهير خارج حزب العمل. هذه مهمة ليست سهلة سيواجه خلالها تناقضات، والتحدي الكبير هو تجاوزها من دون ان يخسر صورته(...).

صحيح ان الجمهور الاسرائيلي يتجه تدريجاً نحو اليسار، في ما يتعلق بالنزاع مع الفلسطينيين، والدليل الاخير على ذلك التأييد الجارف لخطة فك الارتباط. لكن هذا المسار لم يصل بعد الى ذروته. فالغالبية ما زالت في الوسط ولا تؤيد حتى الآن المواقف السياسية لليسار الذي تمثله حركة ميرتس. من هنا، اذا اراد الزعيم المنتخب لحزب العمل الوصول الى رئاسة الحكومة فعليه ان يحسب خطواته بحكمة كي لا يظهر كالتوأم الإيديولوجي ليوسي بيلين ويوسي ساريد، وللمحافظة في الوقت عينه على صدقيته بوصفه ممثلاً لوجهة نظر معاكسة لتلك التي يمثلها ارييل شارون من اجل حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. والطريق الذي على بيرتس ان يسلكه هو تغليب الطابع الاقتصادي الاجتماعي على النقاش العام والتغاضي عن المسائل السياسية. وفي حال انزلق بيرتس الى جدول الاعمال الذي يفرضه شارون أي جعل المعركة الانتخابية تدور حول المشكلة الامنية والعلاقات مع الفلسطينيين، سينقلب ذلك ضده . فمواقفه "الحمائمية" مثل الانسحاب الى حدود1967 والاستعداد لتبادل اراض مقابل ضم الكتل الاستيطانية لا تحظى باقبال كبير بين جمهور المقترعين".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)