الأوروبيون متشبثون بسياسات دعم المزارعين، وصورة إيجابية عن الأوضاع السياسية والاقتصادية في القارة السمراء، والصراع على حقول بحر ’’شرق الصين’’ يوتر العلاقات اليابانية- الصينية، وكوريا الشمالية تضع عقبة جديد على طريق حل أزمتها النووية••• هكذا تنوعت جولتنا السريعة في الصحافة الدولية•

خلافات حول تحرير التجارة: تحت عنوان ’’أوروبا الفقيرة والعجوز’’، نشرت ’’ذي أستراليان’’ الأسترالية يوم أمس الاثنين افتتاحية، عرضت خلالها جانباً من الجدل العالمي حول تحرير التجارة• وحسب الصحيفة، فإن الدول النامية تطالب برفع القيود الجمركية على المنتجات التي تصدرها إلى البلدان المتقدمة، وتشكو الدول النامية من سياسة دعم المزارعين التي تنتهجها دول الشمال لحماية منتجاتها الزراعية من المنافسة• والصين تحتج على نظام الحصص الذي يتعامل به الغرب مع صادرات العملاق الآسيوي من الملابس والمنسوجات، بينما ترفض بكين رفع سعر صرف عملتها ’’اليوان’’ كي يكون متطابقاً مع قيمته السوقية الحقيقية• الصحيفة أشارت إلى أن المفاوضات التجارية متعددة الأطراف قد وصلت الآن إلى نقطة تحول مهمة؛ فمن المقرر أن يجتمع وزراء تجارة 149 دولة الشهر المقبل في جزيرة هونج كونج الصينية للتفاوض حول بنود تم طرحها قبل عامين في جولة الدوحة• لكن يبدو أن العقبة الرئيسية التي تواجه هذه المفاوضات هي سياسة دعم المنتجات الزراعية، حيث اقترح الأميركيون قبل أيام تخفيض التعرفة الجمركية على المنتجات الزراعية بنسبة 60%، بينما اقترح الأوروبيون تخفيضاً في التعرفة الجمركية على وارداتهم الزراعية يصل إلى 39% فقط، ناهيك عن أن الدعم الحكومي يشكل ثلث دخل المزارعين الأوروبيين• الصحيفة لفتت الانتباه إلى أن الركود الاقتصادي الذي تعيشه أوروبا الغربية - باستثناء بريطانيا- سببه المباشر المبالغة في فرض القيود التجارية والإصرار على استثناء قطاعات إنتاجية مهمة، كالزراعة مثلاً، من المنافسة• غير أن مستقبل أوروبا لا يكمن في المنتجات الزراعية التي تنافس بها القارة العجوز المزارعين الفقراء في غرب أفريقيا، بل إن مستقبل أوروبا سيكون في المنتجات والخدمات ذات القيمة المضافة العالية، وليس أدل على ذلك من نجاح الأوروبيين في تصنيع الطائرة ’’إيرباص إيه ’’380 القادرة على نقل 800 راكب•

أفريقيا••• الصاعدة: استغل ’’جونوثان باور’’ الانتخابات البرلمانية في جزيرة زنجبار، ليعرض - ضمن مقاله المنشور يوم الجمعة الماضي في ’’انترناشونال هيرالد تريبيون’’- صورة إيجابية عن القارة الأفريقية• ’’باور’’ أثنى على تنزانيا التي قامت عام 1964 بضم جزيرة زنجبار، مشيراً إلى أن هذه الدولة تعد واحدة من أبرز قصص النجاح الأفريقية، بسبب نظامها الديمقراطي، ومعدلات النمو الاقتصادي المرتفعة التي تحققها• الكاتب يرى أنه على الرغم من الصورة النمطية التي تعكسها وسائل الإعلام عن أفريقيا والمتمثلة في أن القارة السمراء منغمسة منذ ثمانينيات القرن الماضي في فوضى اقتصادية وحروب أهلية، فإن أفريقيا شهدت خلال العقد الماضي تطورات إيجابية أهمها تراجع وتيرة العنف وتناقص الحروب الأهلية• على سبيل المثال كانت الانتخابات الأخيرة في ليبيريا دليلاً على أنه بالإمكان وضع نهاية للعنف من خلال تكاتف الدبلوماسية الأفريقية مع مساعدات الأمم المتحدة والعون الأميركي والأوروبي• وثمة مؤشرات اقتصادية مهمة منها أن سبعة بلدان من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء قد حققت قبل عامين معدلات نمو اقتصادية وصلت إلى 5%، وحققت نيجيريا معدلات نمو وصلت إلى 6% ، وكانت موزمبيق وبتسوانا، خلال التسعينيات من أسرع بلدان العالم نمواً•

’’برود سياسي ودفء اقتصادي’’: العلاقات الصينية- اليابانية، كانت محور مقال ’’فينغ زاوكي’’ المنشور يوم الجمعة الماضي بصحيفة ’’ذي تشينا ديلي’’ الصينية• ’’زاوكي’’ الباحث في معهد الدراسات اليابانية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، يرى أنه منذ عام ،1972 أي منذ بداية تطبيع العلاقات بين بكين وطوكيو، استفاد البلدان من بعضهما بعضا، لكن قبل ثلاث سنوات، وبالتحديد في العام الثاني لتولي رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كيوزومي منصبه، وحتى الآن، ثمة انحراف، في مسار العلاقات المتبادلة بين اليابان والصين، مما جعل بعض الباحثين يصفون هذه العلاقات بـ’’الباردة سياسياً والدافئة اقتصادياً’’• لكن مع استمرار التوتر في العلاقات السياسية، من المحتمل أن تتضرر الشراكة القائمة بين طوكيو وبكين، خاصة في مجالي الاقتصاد والطاقة• السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو مكمن الخلاف بين طوكيو وبكين؟ الإجابة تتمثل في النزاع القائم بينهما حول حقول النفط والغاز في بحر ’’شرق الصين’’؛ فاليابان تشكو منذ وقت طويل من أن الصين تقوم باستخراج النفط والغاز من المياه اليابانية• الكاتب حذر طوكيو من تأجيج المشكلات الصغيرة، مشيراً إلى أن اليابان ستكون قد ارتكبت خطأً لا يغتفر، إذا رفضت اقتراحات الصين المتعلقة بالبحث عن وسائل سلمية لمشكلة استخراج النفط والغاز من بحر ’’شرق الصين’’•

’’رسالة إلى كوريا الشمالية’’: تحت هذا العنوان نشرت ’’كوريا هيرالد’’ الكورية الجنوبية يوم أمس الاثنين افتتاحية استنتجت خلالها أن فشل الجولة الأخيرة من المحادثات السداسية لم يكن مفاجئاً لكنه محبط، فلا يزال الجدل بين واشنطن وبيونج يانغ عقبة كأداء أمام إحراز أي تقدم في هذه المحادثات التي بدأت منذ أغسطس ،2003 والتي تشارك فيها ’’الكوريتان والولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان’’• المشكلة هذه المرة تكمن، في تأكيد كوريا الشمالية على ضرورة قيام الولايات المتحدة برفع العقوبات المالية التي تفرضها على بيونج يانغ، مما أدى إلى انفضاض الجولة الأخيرة، التي عقدت يوم الخميس الماضي في الصين واستمرت لمدة ثلاثة أيام فقط، دون تحديد موعد للجولة المقبلة من المحادثات• الصحيفة أشارت إلى أن فشل الجولة الأخيرة يعود أيضاً إلى قصر فترة انعقادها، فثلاثة أيام وقت غير كافٍ للتوصل إلى نتيجة ملموسة للاتفاق الذي تم إبرامه في 16 سبتمبر الماضي والذي أعلنت كوريا الشمالية من خلاله عزمها التخلي عن أسلحتها النووية مقابل ضمانات أمنية ومساعدات في مجال الطاقة• الصحيفة فسرت تركيز بيونج يانغ على مسألة رفع العقوبات المالية الأميركية، بأنها وسيلة لتقوية موقف كوريا الشمالية الرافض لإغلاق مفاعل ’’يوغبون’’ النووي ووقف عمليات معالجة الوقود المستنفد• ويتعين على كوريا الشمالية أن تتخلى عن سياسة استهلاك الوقت وأن تتخذ خطوات إيجابية قبل أن ينفد صبر المشاركين في المحادثات•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)