رسالة من الأسد الى لحود في إطار التنسيق

تتجه الانظار الى ما يمكن ان يكون قد انتهى اليه الاجتماع الذي عقد امس في برشلونة بين ‏رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس والمستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية ‏رياض الداوودي حول مكان وزمان استجواب المسؤولين السوريين الستة الذين كانت طلبت ‏اللجنة استجوابهم.‏

وقد جاء هذا الاجتماع بين ميليس والداوودي بعد اتصالات واسعة شارك فيها عدد كبير من ‏المسؤولين الدوليين بمن فيهم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية التركي عبد ‏الله غول واخرون.‏

وفيما لم يرشح ليل امس اي معلومات عمّا توصل اليه اجتماع ميليس والداوودي كانت تحدثت ‏معلومات عن امكان الوصول الى اتفاق حول مكان الاستماع الى المسؤولين الامنيين السوريين. ‏علما ان دمشق كانت اقترحت مكاتب الامم المتحدة في هضبة الجولان السورية المحتلة مكانا لهذا ‏الاستجواب.‏

وعلى خط مواز شهدت الساحة الداخلية انفراجا محدودا امس بعد قرار الحكومة دعم المازوت ‏بثلاثة الاف ليرة، وهذا الامر لاقى ترحيبا من حزب الله عبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة ‏النائب محمد رعد، لكن اللافت في يوم امس كان امرين:‏

- تسلم رئيس الجمهورية العماد اميل لحود رسالة خطية من نظيره السوري الدكتور بشار ‏الاسد وذلك في اطار التعاون والتنسيق بين البلدين نقلها اليه الامين العام للمجلس الاعلى ‏اللبناني نصري خوري وتناولت الرسالة العلاقات اللبنانية السورية في المجالات كافة.‏

- ما ذكرته وكالة «الانباء المركزية» من ان وفدا من لجنة ترسيم الحدود اللبنانية مع ‏سوريا يضم خبراء عسكريين ومدنيين سيتوجه اليوم الى لندن للاطلاع على الاوراق الثبوتية ‏والخرائط الموجودة لدى الخارجية البريطانية على اعتبار انها كانت مع فرنسا تتقاسم ‏الانتداب على منطقة الشرق الاوسط حيث سيزور الوفد فرنسا كذلك للغاية نفسها والاطلاع على ‏الوثائق والخرائط.‏

لكن مصادر حكومية موثوق بها اكدت مساء امس لـ «الديار» ان لبنان لن يرسل احدا الى ‏لندن للقيام باي مهمة او شيء بهذا الخصوص.‏

وامس اجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا بالامين العام للمجلس الاعلى ‏اللبناني السوري نصري خوري كلفه فيه اجراء الاتصالات للافراج عن الصيادين اللبنانيين ‏الخمسة الذين كانت اوقفتهم السلطات السورية في المياه الاقليمية السورية. وعلم ان نتائج ‏الاتصالات التي اجريت بهذا الخصوص ايجابية ويمكن اطلاق سراحهم اليوم.‏

الامم المتحدة

وبالعودة الى اجتماع ميليس - الداوودي الذي عقد امس في برشلونة فإن الناطق باسم الامين ‏العام للامم المتحدة ستيفان دي جاريك نفى قيام كوفي انان بدور المفاوض الوسيط بين الرئيس ‏السوري وبين ميليس.‏

ولفت الى ان الامين العام للامم المتحدة تحدث هاتفياً مع الرئيس الاسد مرات عدة آخرها محادثة ‏هاتفية بينهما ليل الاربعاء وقال ان انان مقتنع حتى الآن بما وعد به السوريون بأنهم ‏سيتعاونون مع ميليس وقال ان رأي انان هو ان ميليس هو المسؤول عن التحقيق الذي يقوم ‏به وانه هو الطرف الذي يقرر اين يذهب لاجراء مقابلات مع السوريين الستة الذين يريد ‏استجوابهم بعدما صنّفهم مشتبها بهم في التورط بجريمة اغتيال الحريري. وأشار الى ان اجتماعاً ‏سيعقد اليوم (امس) في برشلونة بين ميليس والداوودي.‏

مصدر سوري

وفي هذا الاطار نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر سوري ان المستشار القانوني في وزارة الخارجية ‏السورية رياض الداوودي سيجتمع مع القاضي ميليس في برشلونة (اليوم) امس لمناقشة موضوع ‏استجواب مسؤولين سوريين.‏

وقال المصدر لرويترز ان «المحادثات بين رياض الداوودي وميليس سوف تناقش اقتراحاً سورياً بأن ‏يستجوب ميليس المسؤولين السوريين في مكاتب الامم المتحدة في هضبة الجولان».‏

وقال المصدر الذي لم يعط تفاصيل اضافية ان الداوودي سيناقش عرض سوريا فيما يتعلق ‏بالتعاون القانوني مع لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة ضمن امور اخرى.‏

اضاف ان المكان المقترح يتضمن مرافق تساعد ميليس في عمله.‏

عبد الله غول

ومن دمشق - مكتب «الديار»: نفى وزير الخارجية التركي السيد عبد الله غول ان يكون اقترح ‏اجراء لقاء لجنة التحقيق الدولية مع الشهود السوريين في تركيا، لكنه قال ان تركيا ‏مستعدة لبذل اي جهد ممكن حول هذه المسألة، وأعرب عن اعتقاده بأن مقر الامم المتحدة ‏مناسب اكثر لمثل هذه القضايا. وقال السيد غول في تصريحات، قبل سفره الى المانيا، انه لم ‏يحمل معه الى ســوريا اية رسالة من اي دولة وانه قدم للقيادة في سوريا وجهة نظر تركيا ‏حول مسألة التحقيق باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحـريري.‏

واضاف غول ان التطورات الجارية في المنطقة تهم تركيا لذلك فهي تريد بذل الجهود لمنع زيادة ‏حدة المشكلات فيها لانها ترى ان نتائجها لن تكون مرضية ومن المهم ان نتدخل في مثل هذه ‏القضايا في الوقت المناسب. واشار السيد غول الى انه بحث في دمشق مع المسؤولين السوريين في ‏الاراضي التركية.‏

هذا وكان موقع «سيريانيوز» قد اكد ان رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس استجاب ‏لنصائح مسؤولي الامم المتحدة والعواصم الغربية بالعدول عن تمسكه ببيروت كمكان لاستجواب ‏المسؤولين السوريين الستة. وكان الرئيس بشار الاسد قد بعث أخيراً رسائل الى العديد من قادة ‏العالم يؤكد فيها التعاون السوري مع لجنة التحقيق مقترحا اجراء التحقيقات في مركز الامم ‏المتحدة في الجولان المحتل.‏

وقد سبق عدول ميليس عن قراره تحركات ديبلوماسية سورية لتوضيح وجهة نظر سوريا من ‏‏«خطورة اجراء التحقيق في لبنان، الا ان الابرز كان تحركات الامين العام للامم المتحدة السيد ‏كوفي انان كطرف مباشر في الجهود المبذولة للعثور على مكان بديل لاستجواب المسؤولين ‏السوريين. كما كان خافيير سولانا الممثل الاعلى للسياسات الخارجية للاتحاد الاوروبي صاحب ‏اقتراح اجراء التحقيق في قصر شبيب في قمة جبل الشيخ التابع للامم المتحدة.‏

هذا وكشفت صحيفة «الاهرام» المصرية ان سولانا اقترح اجراء التحقيق في قصر شبيب في اعالي ‏قمة جبل الشيخ لافتا الى انه قام بمساع للوصول الى حل وسط بين ميليس ودمشق.‏

والجدير بالذكر ان قصر شبيب المحصن جدا تابع لقوات الامم المتحدة المتمركزة ما بين القوات ‏السورية والقوات الاسرائيلية، الذي يحوي منشآت تقع على عمق 20 مترا تحت الارض مجهزة باحدث ‏اجهزة المراقبة العالمية، ويعتبر الاهم على امتداد مرتفعات الجولان السورية المحتلة كما ‏يشار الى أن هذا الجبل يقع جغرافيا في المنطقة التي تفصل بين لبنان وسوريا على هذا المحور، ‏وتسيطر عليه قوات من الجيش النمساوي تابعة للامم المتحدة.‏

مصادر
الديار (لبنان)