إطلاق الحوار بين السلطة والمعارضة و المطالبة بمؤتمر مصالحة وطنية غير مطروح للنقاش
كشف البعثي أيمن عبد النور عن قرارات هامة اتخذتها القيادة القطرية للحزب تجاه الانفتاح على قوى المعارضة الداخلية في سوريا. وإذ لفت عبد النور في حديثه لـ"سيريانيوز" عن الترهل الكبير الذي يعاني منه الحزب" رغم أن عدد أعضاءه حاليا مليوني عضو منهم 1.5 مليون مدني ونصف مليون عسكري

أوضح أنه رغم العدد الضخم فإن " نسبة الالتزام بحضور الاجتماعات الدورية وصلت لنسب مخـزيــة بحـدود 30 %" عدا عن النصف مليون منقطع ومسافر وكبـار السـن الذين لا يحضرون الاجتماعات ".
وقال عبد النور إن القرارات الهامة جاءت للتوجه" إلى صيغة حزب سياسي حقيقي، يستطيع أن ينشط ويعمل اعتمادا على إمكاناته وموارده وأعضاؤه الملتزمين وليس عن طريق تسخير موارد الدولة لصالحه و نفـخ عـدد أعضـاؤه".
وأكد عبد النور أن "الأهم في اجتماع القيادة هـو التوجـه الذي يتبناه تيار إصلاحي في حزب البعث حول إطلاق الحوار مع شخصيات مستقلة أو محسوبـة علـى المعارضـة سـواء كأفـراد أو كتنظيمات" مع ترافق الخطوة بـ"ذهنيـة جديدة تقـوم على المشاركـة وليس التفـويـض، وعلى الاحترام وليس على الهـزء من ضعف تنظيم المعارضة وقلة عددها وعدم إمكانية الحشد الجماهيري وهي الأمور التي تصف بها بعض القيادات الحزبية والسياسية أطياف المعارضة السورية" لأنه وبحسب عبد النور فإن للسلطة دور في تفريغ المعارضة الداخلية من محتواها لأربعة عوامل أولها عـدم إمكانيتها للعمل والتجمع وإصدار البيانات بحرية في ظل قانون الطوارئ، والثاني عدم توفر الإمكانات المالية الضخمة المتاحة للنظام ولحزب البعث والثالث عدم توفر وسائل إعلامية تروج يومياً لشعاراتها ولقياداتها كما يحصل مع الآخرين والعامل الأخير عدم وجود قيادات كاريزمية شابة لديها تمكنها من اجتذاب شعبية كبيرة لدى جيل الشباب الذي يشكل أكثر من 65 % من المجتمع السوري" بعد أن تسبب انقطاع معظم قياداتها الحالية الكبيرة في السن اصلا بسبب السجن فترات طويلة عن اجتذاب جيل رافد شاب يقبل الانضمام
في ظل القسوة الشديدة التي مورست ضد المعارضة في فترة الثمانينات.
ولفت عبد النور إلى أن "مطالبة بعض قوى المعارضة بمؤتمر مصالحة وطنية غير مطروح للنقاش على الإطلاق لدى القيادات السياسية لأن مثل هذه المؤتمرات تحصل بعد حروب أهلية وهذا الأمر غير موجود في سوريا فالوحدة الوطنية مازالت موجودة حتى لو اعتبرناها بحدها الأدنى" مشيرا إلى أن خطوة التيار الإصلاحي في الحزب تأتي للتأسيس لمراحل جديدة ستكون متوقفة على "إطلاق الحوار قريباً جداً، وبذهنيـة منفتحة، ومن قبل أشخاص لهـم احترام في الشارع قبل المعارضة" و"ستكون اللقاءات علنية ويمكن نشرها في وسائل الإعلام الرسمية" بعد تشكيل "لجنة من التيار الإصلاحي للتحاور مع تلك القوى" محذرا من أنه "يجب ألا نظن أن صمت الأكثرية في سورية يعني تأييدها لحزب البعث" وحذر عبد النور من ألا يتم هذا التحرك إلا أن يتم إفراغه من روحه، بحيث يجري وكأنه من باب رفع العتب أو لتحقيق قنابل إعلامية خارجية يحتاجها النظـام حالياً.