منذ استشهاد المخرج السوري مصطفى العقاد في تلك العملية المنحطة ، ما برحت الاقلام تكتب عن سجايا الشهيد ( وهو شهيد حقا ) محملة اياه ليس ما لا يحتمل فقط ، بل ادخلت القراء في ( ماغوصة ) الوهم . الوهم نفسه التي تقوم عليه معركة وهمية لهدف وهمي في ظلال عداء وهمي في نوعه ضد اعداء وهميون . هذا الوهم لا ينفي وجود المعركة ولكنه يقودنا الى معارك غير موجودة ، تصطنع ساحات وغى معاكسة للمعركة الحقيقية ومنها الفنادق الثلاث في عمان والتي راح ضحيتها شهداء ومظلومون مثل استاذنا العقاد .
مع تحفظي الشديد على كلمة معركة لأنها تعطي صورة مغلوطة عن نفسيتنا ، ولكن الشرح الشرح الاعلامي الكثيف الذي رافق استشهاد المخرج العقاد والذي تضمن الكثير من مواضيع الانشاء المرتجلة التي تفضي الى مسائل هي خروج عن الموضوع برمته في سبيل تكبير شأن الفقيد وهو كبير بهذه المواضيع الانشائية او دونها ، حيث بدا الكلام الفضفاض يودي بنا الى ذات النقطة التي استشهد فيها العقاد، وكأن موته التراجيدي كان شغل يديه ، كثيرة هي الاوصاف الحربية والنضالية التي اسبغت على على الشهيد لدرجة صور معها وكأنه قائد معركة اعلامية ضد عدو يعيش هو مختارا بين ظهرانيه بل وحصل على جنسيته ولم يكن في باله ان يقول عبر هذا العيش الا ما يحمل من ثقافة وهذا بحد ذاته بطولة ، اما ان نختلق للرجل معارك وهمية مع توهم اعداء له ولثقافته ولأصوله فهذا خطل ما بعده خطل فالرجل قتل بأيد عربية اذا لم نقل بأيدينا نحن ، واذا لم نقل بأيدي ثقافة ما زالت تحقن بالكره لآن لاشيىء حقيقي لديها تفعله بالتوازي مع ثقافة هذا الخصم . ... هوليود ليست عدوة العرب ولكنها مع نفسها مع مصالحها وليس من الطبيعي ان نقول لهوليود انت مذنبة في رؤتك انت لنا ولكن علينا ان نخدم مصالحنا ورؤيتنا وهذا ما فعله العقاد بشق النفس فقد عانى من العنت في سبيل تحقيق افلامه من العرب الذين يشتكون من نظرة هوليود لهم أكثر بكثير مما عانى من الهلاودة انفسهم فلا رقابة منعت افلامه ولا ممثلين او فنيين اعتذروا عن اداء الادوار ومشكلته كانت في التمويل وليس لخصم ان يعطي تمويلا لخصم يعاكسه في مصالحه ، وكلنا نعرف في تلك الاوقات اين كانت الاموال والتمويلات ، وكلنا نعرف من منع فيلم الرسالة من العرض في اراضيه وكلنا نعرف من اثم وكفر العقاد ومن جعله ينتظر مشاريع اخرى لعشرات السنين ، اين الواقع واين الوهم في هذا هوليود هي هوليود بكل مواصفاتها ، وهي تر نفسها كذلك ، بل وراضيه عن هذه الكذلك ولا ترى ومن خلال مصالحها الا انها على حق ، لكن الدور الباقي على مين ؟؟؟ يا ترى ؟؟؟

لقد وصل بأحد الصحفيين ان كتب ان العقاد كان يرد على الغرب واوهامه نحونا !!!! اية اوهام ؟؟؟؟ لقد قام الغرب وعلى ارض الواقع وواقعيا وعمليا وفيزيائيا ملموسا ومعيوشا ... بتصميم سايكس بيكو وتنفيذها ... ووعد بلفور وتنفيذه ... وبحملة افغانستان وتنفيذها على حساب الدم والبترول العربيين ، ونفذ يالطا وحروب النفط وانقلابات السلطات .. ونوعية السيارات وانظمة السير ... ونوعيات الطعام والشراب .. والرقص والغناء .... والقراءة والمعرفة .... ولما نزال في مرحلة التفكير ان لدى الغرب اوهام حولنا او عنا .... ماهذا ؟؟؟ اليوم ياسيدى الصحفي الذي يقدم لى معركة وهمية كي اصرف جهودي بها ..اليوم ياسيدي يكفي وبشكل بسيط وبسيط جدا يكفي سائح واحد يأتي الينا ويستغله سائق تكسي او شي مطعمجيي ... لكي تنتفي اوهامه خصوصا اذا كان يتعامل بالانترنت ... انبسط .....