الاتحاد

انسحاب شارون من حزب الليكود الحاكم، وبروز ظاهرة ’’الوسط’’ في السياسة الإسرائيلية، وتحديات تفجيرات عمان، ثم الخطة الإسرائيلية الجديدة لتطوير صحراء النقب، مواضيع نتطرق لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الإسرائيلية•

’’تداعيات فك الارتباط’’: عنوان يبدو أنه جاء متأخرا للحديث عن تداعيات الانسحاب من قطاع غزة لكنه موضوع رأت صحيفة ’’هآرتس’’ أنه مازال حيا في السياسة الإسرائيلية فاختارته ليتصدر افتتاحيتها ليوم الثلاثاء• ’’هآرتس’’ تقول إن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي الانسحاب من الليكود والتخلي عن حزبه التاريخي إنما هو أحد توابع خطة فك الارتباط التي نفذها بطريقة أحادية من غزة• فبإقدامه على تلك الخطوة الجريئة خلخل شارون العديد من القناعات التي كان يرتكز عليها حزب الليكود وأحدث شرخا حقيقيا بين أعضائه• وقد بدأ التحول الحقيقي بنظر الصحيفة داخل حزب الليكود عندما أدركت شريحة واسعة من أعضائه أنه لم يعد مجديا الاحتفاظ بالمستوطنات اليهودية وسط كثافة فلسطينية مرتفعة، وبأن عهد المستوطنات في غزة قد ولى دون رجعة• وبالرغم من أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يغادر فيها أعضاء حانقون حزب الليكود ويختاروا لأنفسهم طريقا سياسيا مغايرا، إلا أنها المرة الأولى التي يمكن الحديث فيها عن انقسام فعلي يطال الحزب يدل على ذلك انسحاب ثلث أعضاء حزب الليكود في الكنيست الإسرائيلي• ويرجع السبب في ذلك حسب الصحيفة إلى إدراك عدد واسع من أعضاء الحزب، بمن في ذلك رئيسه أرييل شارون، أنه لا مفر من تقاسم الأرض مع الفلسطينيين• وقد وصل هذا الإدراك ذروته مع خطة فك الارتباط من غزة التي بقدر ما دمرت المستوطنات وأحالتها إلى ركام، بقدر ما قوضت أيديولوجية الحزب والتشبث بالمستوطنات•

’’حزب المتملقين’’: بكثير من السخرية والمرارة يتناول الكاتب الإسرائيلي يوسي ساريد في مقاله المنشور على صفحات ’’هآرتس’’ ليوم الثلاثاء التطورات السياسية الأخيرة التي تمور بها إسرائيل• لكنه يتطرق لها من زاويته الخاصة، حيث يتحدث عن ظاهرة ’’أحزاب الوسط’’ وما يعنيه الوسط في السياسة إجمالا• يصف الكاتب الوسط على أنه حزب الانتهازيين، فبدلا من تبني موقف واضح لجهة اليمين أو اليسار يقوم أصحاب الوسط بالجمع بين موقفين متناقضين من أجل الوصول إلى السلطة لا غير• وبهذا المعنى يصبح حزب الوسط المكان المفضل للمتأرجحين في المواقف الذين يسعون وراء الجمهور دون طرح فكرة جوهرية تعبر عن رأي أصيل• الوسط ينتهك ما يسميه بحقوق الملكية السياسية، ويقتات أصحابه على أفكار ومعتقدات الغير• يصنعون منها خليطا ويقدمونها في شكل برنامج سياسي• على الأقل يجازف اليمين بالتعبير عن آرائه بصراحة فيما يخص المستوطنات• اليسار كذلك يسبح ضد التيار عندما يرفض الاستيطان• لكن فقط الوسط من يلعب على جميع الأوتار• إنها خطوة ذكية من شارون الذي عرف كيف يتخلص من المغردين خارج السرب من أصحاب المواقف الحقيقية وإن كانوا على خطأ وفضل إمساك العصا من الوسط عله يظفر بالأصوات• للوسط ميزة أخرى تتمثل في سهولة التحرك عبر مختلف المواقف دون حرج• اليمين واليسار فقط من يتحرجان إذا ما تزحزحا عن مواقفهما وغيرا جلودهما لأن في ذلك خيانة للآباء المؤسسين وأفكار البدايات•

’’بعد تفجيرات عمان’’: نشرت صحيفة ’’جيروزاليم بوست’’ مقالا لداود قطب، الكاتب الفلسطيني ومدير معهد الإعلام المعاصر بجامعة القدس يوم الأحد يتناول فيه موضوع التفجيرات الإرهابية التي هزت العاصمة الأردنية واستهدفت ثلاثة فنادق في وسط المدينة• يرى الكاتب أنه بالرغم من هذه الهجمات، إلا أن التحديات الحقيقية التي يواجهها الأردن تتعلق بالرهانات السوسيواقتصادية أكثر منها بالصعوبات الأمنية نظرا لوجود جهاز أمني قوي لدى المملكة، وكذلك لوجود مجتمع متجانس إلى حد بعيد• يقترح الكاتب أن ينصب الاهتمام في هذه المرحلة على القيام بالمزيد من الإصلاح السياسي خاصة فيما يتعلق بتنشيط الحياة الحزبية التي تعرف فتورا واضحا وإطلاق حرية الصحافة والتعبير والتقليل من دور التجمعات القبلية في التمثيل السياسي، لا سيما وأنها تحظى بتمثيل تفضيلي في البرلمان الأردني• كما ينوه الكاتب إلى الجهود الكبيرة التي مازالت تنتظر الأردن على صعيد الإصلاح الاقتصادي وخلق المزيد من فرص العمل والتقليص من معدلات الفقر التي مازالت مرتفعة في بعض المناطق• ولعل أهم استحقاق ينتظره الأردنيون يتمثل في الأجندة الوطنية التي من المنتظر أن تضع الخطوط التفصيلية للإصلاح في المملكة لتشمل جميع القطاعات السياسية والاقتصادية محددة جدولا زمنيا صارما لتحقيق أهداف الإصلاح الكبرى الكفيلة بحماية أمن وسلامة الأردن•

’’حلم صحراء النقب’’: بهذا العنوان استهل الكاتب الإسرائيلي ياروم لندن مقاله المنشور في صحيفة ’’يديعوت أحرونوت’’ يوم الأحد محيلا إلى تلك الأحلام التي كثيرا ما راودت الساسة الإسرائيليين بتطوير صحراء النقب وتحويلها إلى جنة غناء تخفف من الكثافة السكانية التي تعرفها باقي المدن الإسرائيلية في الشمال• ويأتي حديث الكاتب عن صحراء النقب في إطار الخطة التي أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية بتطوير النقب وتخصيص مخصص مالي يقدر بـ3,7 مليار دولار لتحقيق هذا الغرض• ويذكر الكاتب أن خطة التطوير شبيهة بتلك الخطط الكبرى التي شهدتها إسرائيل في مراحلها الأولى عندما كانت تتوافد عليها أعداد كبيرة من المهاجرين يملؤهم الحماس والرغبة في استيطان الأراضي الجديدة حتى لو كانت في مناطق نائية• وحسب رأي الكاتب يرجع إخفاق خطط التطوير السابقة في بناء مدن جديدة في الجنوب ليس إلى نقص في الاستثمارات، بل لأن الاستثمارات كانت أكثر من اللازم• ففي تلك الفترة كانت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تسعى إلى تكريس الهيمنة اليهودية على المناطق غير المأهولة في صحراء النقب وتوزيع السكان اليهود عليها لذا قامت بضخ أموال طائلة في بناء مشاريع البنية التحتية• لكن مع فشل هذه المناطق في استقطاب الصناعات المنتجة لفرص العمل هجرها السكان وتخلت عنها الحكومات• لذا فهو يحذر من أن تنتهي هذه الخطة الجديدة إلى نفس المآل•