ايلاف

قالت مصادر مطلعة في دمشق ان رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس، استمع الأسبوع الماضي الى معارض سوري كشاهد جديد في تحقيقات الاغتيال في ألمانيا بمساعدة الفرنسيين . وقالت المصادر السورية لـ"ايلاف" ان القاضي الالماني ميليس اقتنع بأن شاهده الأول زهير صديق هو "شاهد ماشفش حاجة" ، وبأنه "نصف أمي"، واكتشف" أن المعلومات التي أعطاه إياها النائب اللبناني وليد جنبلاط ومسؤولون في تيار" المستقبل" والوزير مروان حمادة هي مضمون تقرير كان أرسله المعارض السوري نزار نيوف إلى ميليس من خلال رئيس تحرير صحيفة "المستقبل" هاني حمود، لكن حمود لم يسلم التقرير إلى آل الحريري ولا الى ميليس بل إلى جنبلاط وحمادة وهما لقناه لزهير،" وفق ما قالت المصادر التي شددت على ان ميليس طلب من الفرنسيين مساعدته لمقابلة نيوف بعدما علم أن المعارض السوري وجماعته نشروا هذه المعلومات في آذار الماضي على موقع إلكتروني لهم .

واوضحت المصادر السورية ان "اللقاء تم بين ميليس واثنين من المحققين ونيوف في القنصلية البريطانية في دوسلدورف ، وهي قريبة من بلدة كولن الألمانية التي يلفظها العرب باسم كولونيا . وقد اختاروها لأنها قريبة من الحدود الفرنسية - الألمانية ولأن نيوف لا يستطيع السفر بالقطار بسبب وضعه الصحي، ولهذا نقله الفرنسيون بطائرة هيلوكبتر عسكرية و كانت معه امرأتان إحداهما إيطالية اسمها في جواز سفرها فابيانا مارزوتشيني يقال إن أصلها سوري وتعمل مع نيوف في منظمته ، لكن اسمها العربي غير ذلك . والمرأة الثانية لم نعرف اسمها وعمرها كما يبدو من شكلها في حدود الخمسينات، شعرها قصير ، طويلة ممتلئة الجسم ، وهي طبيبة، وبعضهم قال إنها رئيسة المنظمة التي يعمل من خلالها نيوف نعمى الخطيب، لكن ذلك لم يتأكد".

واضافت المصادر: "نقل نيوف إلى ألمانيا لأن ميليس كان مشغولاً بمناقشات مع المسؤولين الألمان حول تأمين مكان لاستجواب الضباط السوريين ، ولم يستطع المجيء إلى فرنسا . وحضر اللقاء القنصل البريطاني في دوسلدورف الدكتور بيتر تيبر، وتردد إن السفير الألماني السابق في دمشق غونتر مولاك كان حاضراً في اللقاء لأنه يعرف نيوف وزاره في بيته عندما أطلق سراحه ، وهو من أمن الاتصال بينه وبين ميليس". وتابعت : "كان نيوف قد اكتشف أن التقرير الذي أرسله بالفاكس في حزيران الماضي إلى أسرة الحريري عن طريق هاني حمود لم يصل إلى لجنة التحقيق، بل تم تلقينه للشاهد المزور زهير صديق في منزل حمادة في بيروت. وخلال اللقاء في دوسلدورف ليل 14 ـ 15 من هذا الشهر أعطى نيوف ميليس ملفا كاملاً عن قضية أبو عدس وقضية المتفجرات التي استخدمت في العملية . وحسب المعلومات شبه المؤكدة أعطاه اسم رجل الأعمال السوري الذي يعيش في سلوفاكيا ( أ . ب) الذي اشترى المتفجرات من شركة سلوفاكية لمصلحة سوريا بعدما اتفق مع مسؤول سوري كبير على ذلك في استانبول، كما إن شقيق رجل الأعمال يمتلك معملاً لصناعة الصفائح الحديدية في اللاذقية وهو شريك شقيق المسؤول السوري الكبير في التجارة . وبعد إبرام صفقة المتفجرات هرب شقيق رجل الأعمال من اللاذقية نهائيا وهو يعيش الآن عند شقيقه في سلوفاكيا" .

وذكرت المصادر السورية ان "ميليس اقتنع أخيرا بأن زهير صديق كاذب وهو شبه أمي . وكلام السلطة السورية عن زهير صديق صحيح " . وقدم نيوف لميليس وثائق تثبت اجتماع رجل الأعمال السوري مع المسؤول السوري الكبير في استانبول ( الوثائق عبارة عن فواتير سددت في أوتيل في استانبول ، وصورة للرجلين كان حصل عليها نيوف من رجل الأعمال ، إذ كان صديقه قبل أن يختلفا) " . وتابعت ان" الحكومة السورية كانت تعرف منذ آذار الماضي ( حين نشر نيوف تقريره عن أن المتفجرات مسروقة من موقع سوري في البقاع ، وتقريره عن أبو عدس) أن نيوف يمتلك فعلا أدلة دامغة ولذلك حاولت الاتصال به من أجل اقناعه بعدم إعطاء ميليس أي شيء وبعدم تقديم شهادة له، لقاء السماح له بالعودة إلى سورية والعمل العلني وإسقاط أمر الملاحقة عنه . كما أرسلت له رسالة بهذا المعنى عبر السياسية الأردنية توجان الفيصل، ونجح شقيقه والفيصل في إقناعه بقبول العرض، وأصدرت منظمة نيوف بياناً مفاده أنه سيعود إلى سورية الأحد قبل الماضي، ولكن المنظمة أصدرت لاحقا بيانا آخر في شكل مفاجئ تقول فيه إن البيان الأول مزور، وإن محامي نيوف هو الوحيد المفوض بالحديث عن هذا الموضوع .

وحسب المعلومات المتوافرة ،اعتبرت المصادر السورية أن نزار تعرض لضغوط من ثلاثة معارضين داخل سوريا من أجل عدم العودة، ومن أجل التعاون مع ميليس وإعطائه كل الوثائق والمعلومات التي بحوزته لأنها الفرصة الوحيدة أمام المعارضة لإسقاط النظام السوري بالقوة الدولية . ويبدو أن نزار اقتنع . وهناك معلومات أن صحافية سورية كانت على جانب آخر وأدت دورا كبيرا في اقناع نزار بالعودة وعدم التعاون مع ميليس، وكانت صلة الوصل أيضا بينه وبين محمد سعيد بخيتان، عضو القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في سورية.