هتسوفيه

انشقاق أرييل شارون عن حزب الليكود كان متوقعاً على الرغم من غلاف السرية الذي صاحب هذا الانشقاق خلال الأسابيع الأخيرة، والذي واكبته الحلبة العامة بكثير من الأسئلة: سينشق أم لن ينشق؟

لكن شارون ما كان يستطيع البقاء في الليكود خاصة وأنه فقد الأغلبية المؤيدة له في صف القيادة في أعقاب أزمة الثقة في حزبه.

بعد أن فشلت محاولات إعادة التوافق داخل الحزب، خاصة بعد ان بدا أن شارون غير مستعد لاقتراحات التسوية التي عرضت عليه، لم يبق أمامه من خيار سوى الانشقاق عن الليكود وتشكيل حزب جديد استعداداً للانتخابات. وكما هو معروف، فان هذه الخطوة كانت متوقعة.

في الواقع، لم يفاجأ قادة الليكود بانشقاق شارون، وفي المقابل تفاجأوا من حالة الهيجان الداخلي في صفوف الحزب في أعقاب إعلان الانشقاق الذي صدر عن رئيس الحزب. كما الإعلان الفوري الصادر عن سبعة أعضاء والذي يفيد أنهم سيتنافسون على رئاسة الليكود فاجأ الكثيرين. ويبرز من بين المرشحين، إضافة إلى نتنياهو ولنداو، كل من سيلفان شالوم، يسرائيل كاتس، ليمور ليفنات وشاؤول موفاز، في حال قرر الأخير البقاء في الليكود، وهذه ليست نهاية قائمة المرشحين.

يتجاهل المرشحون استطلاعات الرأي التي تظهر ان نتنياهو وحده صاحب الحظ للفوز خلال هذه الانتخابات، بينما الآخرون، باستثناء لنداو، بالكاد يحصلون على عشرة في المائة، بينما لن يحصل بعضهم على أكثر من خمسة في المائة.

بعد ان قضي الأمر وانقسم الليكود مع انشقاق شارون، فان المنطق يقول ان على الليكود توحيد صفوفه كي يصمد في المواجهة الانتخابية مقابل الكتلة المنشقة برئاسة أرييل شارون من جهة، ومقابل حزب العمل برئاسة عمير بيرتس من جهة ثانية، والذي يسعى لبناء حزبه على أنقاض المعسكر القومي.

في مثل هذا الظرف، يتوقع من المعسكر الديني ـ القومي أن يتوحد من أجل تجنيد قوة ثالثة تقف في الوسط، ومن أجل ان تشكل قوة دفاع عن التراث اليهودي، مقابل تلك العناصر في اليسار واليمين التي تريد تحويل دولة إسرائيل إلى دولة جميع الأغيار.