الشرق الأوسط:

مصادر الأمم المتحدة أكدت رفض المحقق الدولي توقيع البروتوكول المقترح
أكد مصدر سوري مطلع أن الاستماع المرتقب للشهود السوريين الخمسة في العاصمة النمساوية فيينا والآلية الخاصة بهذه العملية، ستتم بطريقة تحفظ السيادة السورية والحقوق القانونية للشهود، وذلك في إطار عمل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري التي يرأسها القاضي الالماني ديتليف ميليس.
وقال المصدر الذي تجنب ذكر أسماء الشهود السوريين الخمسة لـ«الشرق الأوسط»، إن من حق أي شاهد أو مشتبه فيه أن يختار محامياً خاصاً به يرافقه ويحضر معه جلسة الاستماع إلى أقواله، وقد اتفق مستشار الخارجية السورية الدكتور رياض الداوودي مع ميليس على هذه المسألة. وأشار المصدر إلى أن سورية كانت ترغب بتوقيع بروتوكول تعاون مع ميليس، غير أن المحقق الدولي رأى عكس ذلك، لكنه وافق على الضمانات التي تعهدت بها روسيا لسورية والتي على ما يبدو حلَّت مكان التوقيع على البروتوكول المقترح من سورية، وبمعنى آخر حلَّت عقدتي بروتوكول التعاون ومكان الاستماع.

لكن مصدرا مطلعا في الأمم المتحدة قال إن ميليس رفض التوقيع على بروتوكول التعاون المقترح مع اللجنة القضائية السورية، مضيفا أن الضمانات التي يتحدث السوريون عنها «لا معنى» لها، لأنه ليس من صلاحيات ميليس اصدار مذكرات توقيف بالمشتبه فيهم، في جريمة اغتيال الحريري. وقال المصدر: «بما أن ميليس أو لجنة التحقيق لا يتمتعان بصلاحية اعتقال أي شخص، فلا حاجة لإعطاء أي ضمانات» للسلطات السورية في هذا الاطار. ولفت المسؤول في الأمم المتحدة، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، الى أن «المسألة المهمة في هذا الموضوع، هو أن السوريين تلقوا ضمانات من عضو بارز في مجلس الأمن»، يُعتقد أنها روسيا، وأن «الضمانات التي تلقاها السوريون، هي نفس الضمانات التي قدمها هذا العضو البارز في المجلس». وأضاف المصدر أن «المسألة لم تعد موضع نقاش بعدما أعلن السوريون عن تعاونهم، ووافقوا على اجراء الاستجواب في فيينا»، مشيراً الى أن «الأمور باتت تسير قدماً».

وفي نيويورك كشفت ماري أوكابي، المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، عن أن الأمين العام رد على رسالة وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، بشأن توقيع بروتوكول تعاون بين لجنة التحقيق الدولية واللجنة القضائية السورية، بإعادة التأكيد ان الأمر متروك لتقدير ميليس نفسه. وأكدت أوكابي أن لجنة التحقيق الدولية والحكومة السورية، يتجهان الآن الى اتفاق حول موعد البدء بالاستماع الى الشهود الخمسة.

وفي دمشق سألت «الشرق الأوسط» المصدر السوري نفسه عن موعد الاستماع إلى الشهود الخمسة, فقال: «لم يتحدد الموعد بعد، لكن الاتصالات بين الجانبين بدأت بغية تحديده، وبالتالي لاستعراض جميع الترتيبات الأخرى الخاصة بذلك».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن سورية تخلت عن فكرة توقيع بروتوكول مع اللجنة الدولية بعد ان حصلت على الضمانات الروسية بعدم توقيف المسؤولين الخمسة الذين من المنتظر أن يلتقيهم ميليس في وقت لاحق لم يحدد بعد.

وأشارت دوائر متابعة للتعاون السوري مع اللجنة الدولية إلى أن الضمانات الروسية تؤكد أن روسيا ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي مشروع قرار قد يطرح في مجلس الأمن ضد سورية يتهمها بالفشل في التعاون مع عملية التحقيق الدولية في حال أخل القاضي ميليس بالاتفاق الذي تم بينه وبين مستشار الخارجية السورية في برشلونة في الثامن من الشهر الجاري. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل بالرئيس بشار الأسد مساء الجمعة, فيما اتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره السوري فاروق الشرع، وتم في أثناء الاتصالين البحث في تعاون دمشق مع لجنة التحقيق الدولية، ومهمة هذه اللجنة والدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا بهذا الشأن باعتبارها رئيسة الدورة الحالية لمجلس الأمن للشهر الحالي.