الشارع السوري مرتاح لقرار الاستجواب في فيينا
البيان

رحب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين دمشق والأمم المتحدة بشأن اختيار فيينا مكانا للاستماع إلى إفادات مسؤولين أمنيين سوريين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.. فيما استقبل الشارع السوري بارتياح ملحوظ قرار الموافقة، وسط تدخل روسي لدى القيادة السورية لتوثيق التعاون مع التحقيقات الدولية.

وتلقى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع مكالمة هاتفية من نظيره الروسي سيرغي لافروف حضه فيه على التعاون الكامل مع لجنة التحقيق، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن تكون التحقيقات موضوعية وغير منحازة ولا تستخدم في تحقيق مآرب سياسية.

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة »تشرين« الحكومية في مقال افتتاحي أن »الموافقة على اختيار فيينا وتحت علم الأمم المتحدة مكاناً للاستماع إلى الشهود السوريين الخمسة الذين طلبت اللجنة سؤالهم جاء من حيث الجوهر والنتيجة تحقيقاً لمطلب سورية«.

وأضافت أنه »في الوقت نفسه سحب البساط من تحت أقدام المراهنين على عدم تعاون سوريا والساعين إلى فرض عقوبات تدريجية عليها في تصعيد هدف معلن وهو بحسب وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن تقوم دمشق بتغيير سلوكها مع كل ما يعنيه ذلك من تنازل عن الثوابت الوطنية والهوية القومية والتاريخ والجغرافية وإرث الأجداد«.

وتابعت »تشرين«: »إذا كان قرار الأمم المتحدة رقم 1636 يطالب سوريا بالتعاون مع لجنة التحقيق فإن ما أعلن أمس يؤكد هذا التعاون ويؤكد أن دمشق كانت ولا تزال في مقدمة الدول التي تحترم الشرعية الدولية وقراراتها حتى لو كانت مجحفة ومبنية على تقارير أولية لا تستند إلى أدلة وقرائن وإثباتات مقنعة«. وأكدت أن سوريا »تعاونت وتتعاون مع الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى الحقيقة لأنها مطلب سوري أولاً وأن حدود تعاونها لا ترسمها ولا تحددها إلاّ الكرامة الوطنية والسيادة«.

وقال محمد حبش عضو مجلس الشعب السوري (البرلمان) إن »الأيام الماضية كانت محبطة وكان لدى الناس شعور أن المواجهة حتمية مع المجتمع الدولي«، مضيفا أن »المسألة بدأت في الانفراج وإن الموافقة تطور إيجابي وكان ذلك مفيدا لاطمئنان الشارع السوري والتفكير جديا في المضي بسياسة التعاون مع لجنة التحقيق الدولية«.

وعلى الجانب اللبناني، رحب فؤاد السنيورة بالاتفاق السوري الأممي. وأفاد بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء أن السنيورة »تلقى ليل الجمعة اتصالا هاتفيا من أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان وضعه فيه في أجواء الاتفاق«، مشيرا إلى أن السنيورة »رحب بهذه النتيجة التي تم التوصل إليها على أساس أن المهم هو التوصل إلى التفاهم والتعاون من قبل السلطات السورية باعتبار أن التعاون هو الأساس لخدمة الوصول إلى الحقيقة في جريمة اغتيال رفيق الحريري«.

وأشار أيضا إلى »الثقة التامة بعمل لجنة التحقيق والقاضي ميليس«، مؤكدا »على الحكمة والحيادية والمهنية التي تتبعها الأمم المتحدة ولجنة التحقيق في التوصل إلى هذا الاتفاق«.من جهة أخرى، طلب رئيس الوزراء اللبناني من عنان »ضرورة المساعدة على الحد من التوتر على الحدود الدولية الجنوبية للبنان والتي تتمثل بضرورة مساعدة الأمم المتحدة لبنان في الضغط على إسرائيل لإطلاق سراح المعتقلين والأسرى لديها في السجون الإسرائيلية«.

ووصف وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ العلاقات اللبنانية السورية بأنها »ممتازة ومتميزة«.وأشار صلوخ إلى أن كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري يمثل هما مشتركا للبلدين، وشدد في حديث إلى إذاعة »صوت العرب« على أن بلاده لا تريد إدانة شعب أو دولة وإنما تريد التوصل إلى من أقدموا على ارتكاب الجريمة.

وفي سياق التحقيقات، تابع المحقق العدلي القاضي الياس عيد استماعه إلى إفادات الشهود في الجريمة، لكن لم ترشح معلومات حيال هوية المستجوبين.وكان تلفزيون الجديد اللبناني ( NTV) بث مساء الخميس تقريراً عن »الشاهد المقنع« الذي ذكره تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية وهو السوري هسام طاهر هسام، بعدما قصد مقر المحطة للتفاوض مع الإدارة من أجل الحصول على مال لقاء سبق صحافي.

وجاء في التقرير قول هسام ان مستر X الذي تكلم عنه التقرير هو رئيس مجلس النواب نبيه بري، وان اللجنة الدولية قدمت له سيارة نيسان صنع 2005 لكنها لم تعطه مالاً، ونفى أن يكون قد أُخرج من البلاد. وأشار ان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي »اف. بي. آي« في بيروت حاول التعاون معه.

وتابع هسام انه يفاوض من أجل المال مع المحطة وليس غيرها، كي لا يحسب على جهة معينة، وانه كان في استطاعته الحصول على 200 أو 300 ألف دولار من محطة »الجزيرة« أو محطة »المستقبل« لكنه فضل التفاوض مع NTV لقاء 25 ألف دولار. وأضاف انه قد يتعرض للتصفية من قبل الأميركيين أو من قبل الإرهابيين أو السوريين لأنه دخل في متاهة دولية أكبر منه.

وفي حين أكد انه لم يأخذ مالاً من الدولة اللبنانية، أشار إلى أن الشاهد زهير الصديق الذي ذكره تقرير ميليس أدلى بإفادته لقاء المال، وان لحظة حصول الجريمة كان الصديق في الموقع يصور شريط فيديو مدته أربع دقائق و50 ثانية.