من المرجح ان تبدأ لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري استجواب خمسة مسؤولين سوريين اليوم في مقر تابع للامم المتحدة في فيينا، وسط تكتم شديد على هوية هؤلاء. وامس اتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس السوري بشار الاسد للمرة الثانية في غضون اسبوع، بينما افاد مسؤول سعودي ان الوساطة السعودية بين الاطراف المعنيين ولا سيما منهم دمشق، جنبت سوريا والمنطقة ازمة خطرة. وشددت واشنطن على ان عمل رئيس لجنة التحقيق القاضي الالماني ديتليف ميليس يجب ان يتقدم "بطريقة خالية من اي تأثير خارجي"، وأملت أن يستمر التعاون السوري مع اللجنة وان يتوسع.

وليلا علمت "النهار" ان ميليس قد لا يسافر الى فيينا لاجراء التحقيق وان فريقا من اللجنة الدولية سيتولى الاستماع الى المسؤولين السوريين من غير ان تعرف الاسباب.

دمشق

وأفادت مصادر مطلعة في دمشق ان اجتماعا عقد في وزارة الخارجية السورية عقب عودة المستشار القانوني للوزارة رياض الداودي من لبنان حيث التقى القاضي ميليس.

وقالت ان لقاء الداودي وميليس كان طبيعيا وانه اتفق على آلية سفر الشهود السوريين الخمسة الى فيينا واستجوابهم. واضافت انه لم يطرأ أي جديد بالنسبة الى المواعيد المتفق عليها.

وكان مصدر سوري مطلع طلب عدم ذكر اسمه قال قبل ثلاثة ايام ان استجواب السوريين الخمسة سيبدأ اليوم.

وفيما لم يشأ اي من المصادر السورية كشف اسماء الخمسة الذين سيحقق معهم ميليس، تداولت تقارير صحافية في الايام الاخيرة باسماء رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت تتمركز في لبنان العميد رستم غزالة ومساعده العميد جامع جامع والعميد عبد الكريم عباس من فرع فلسطين والعميد ظافر اليوسف المختص بالاتصالات. وتردد اسم العقيد سميح القشعني الذي عمل سابقا في لبنان.

واعلن مصدر سوري مطلع ان تعليمات صدرت من جهات "عليا" تقضي بعدم الادلاء بأي تصريحات او معلومات او تسريبات للصحافيين تتعلق بالتحقيقات التي تجريها لجنة التحقيق الدولية.

اتصال بوتين

وفي غمرة هذه التطورات، افاد الجهاز الصحافي للكرملين ان بوتين والاسد بحثا في اتصال هاتفي في تطور الوضع وبعض المسائل المرتبطة بالتحقيق الدولي في اغتيال الحريري.

الوساطة السعودية

- في الرياض، رأى مسؤول سعودي طلب عدم ذكر اسمه ان "التجاوب السوري مع الحل الوسط (الذي اقترحته السعودية للأزمة بين دمشق ولجنة التحقيق الدولية) جنب سوريا والمنطقة ازمة لا احد كان يعلم الى اين ستؤدي مخاطرها".

واوضح مصدر ديبلوماسي عربي في الرياض ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز تدخل لايجاد مخرج بعدما طلب منه الاسد بالحاح ذلك مؤكدا للملك "نحن نقبل بالحل الذي ترتضونه". واشار الى ان هدف المساعي السعودية والمصرية كان تجنب السيناريو الذي حصل في العراق في عهد الرئيس السابق صدام حسين بعد فرض العقوبات على بلاده. وقال ان الرئيس المصري حسني مبارك حصل على وعود من الرئيس السوري بالقيام باجراءات عملية تظهر تعاون سوريا مع اللجنة الدولية، لكن الرياض والقاهرة "فوجئتا بعدم تنفيذ دمشق وعودها، الامر الذي اثار نوعا من الاستياء السعودي من الموقف السوري". واضاف ان ذلك ادى "الى فرملة الرياض اتصالاتها، الى ان عاد الرئيس الاسد وبعث برسالة الى العاهل السعودي قبل نحو اسبوعين طلب فيها التدخل، واكد استعداده للقبول بالحل الذي يرتضيه في شأن مكان استجواب المسؤولين السوريين المطلوبين".

ونقل احد الذين التقوا الملك عبدالله السبت في الديوان الملكي في الرياض عنه: "كنا كلما اتفقنا مع الرئيس بشار الاسد على حل، يقوم مستشارون مقربون منه وينصحونه بشيء آخر".

واشنطن

في واشنطن، امتنع الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك عن التعليق على ما قاله "الشاهد" هسام طاهر هسام في مؤتمره الصحافي في دمشق عن اغتيال الحريري وموقف الحكومة السورية منه. وقال ان ميليس هو الذي يقرر صدقية او عدم صدقية اي شاهد، وما يجب ان يتضمنه تقريره الى مجلس الامن.

وفي اشارة الى استجواب ميليس عددا من المسؤولين السوريين في فيينا، قال ان عمل ميليس يجب ان يتقدم "بطريقة خالية من أي تأثير خارجي". وذكر ان حكومته "امتنعت خلال تحضير ميليس تقريره عن التعليق على أي نتائج أولية، أو على التقارير الصحافية في شأن الوقائع او الوقائع المزعومة، ولهذه الاسباب لن تعلق واشنطن على هذه التطورات الاخيرة". وأمل ان يستمر التعاون السوري مع ميليس من طريق ارسال المسؤولين السوريين الى فيينا، وان "يتوسع" هذا التعاون.

وفي سياق ابرازه "تصميم الشعب اللبناني على تقرير مصيره ومستقبله المتحرر من أي محاولة لخنق الحوار المفتوح في تلك البلاد"، تحدث ماكورماك عن اطلالة الزميلة مي شدياق أخيرا على شاشة التلفزيون وتأكيدها عودتها الى عملها.

وعن تقارير تحدثت عن صفقة شُطِب بموجبها اسما ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري ورئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء آصف شوكت صهر الرئيس من لائحة الاشخاص الذين سيستجوبهم ميليس في فيينا، قال ان هذا السؤال يجب ان يطرح على ميليس.