الرأي العام

رفض وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، تصريحات سناتور بأن حرب العراق اصبحت مستنقعا، لكنه حذر الحكومة العراقية من تأخير تطورات سياسية مثل كتابة الدستور, واتهم الحكومة السورية بانها تعلم بمرور مقاتلين اجانب عبر اراضيها الى العراق و«تتغاضى عنه على الاقل».

وخلال شهادته امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، في جلسة مشوبة بالتوتر، رفض الجنرال جون ابي زيد، قائد القيادة المركزية، تأييد تقديرات نائب الرئيس ديك تشيني، ان التمرد العراقي في «النزع الاخير».

وقال ان قوة المسلحين لم تتقلص وان مزيدا من المقاتلين الاجانب يدخلون العراق، بمعدل يفوق ما كان عليه الحال منذ ستة اشهر, واضاف: «هناك عمل كثير يتعين القيام به لمكافحة التمرد».
كما اتفق رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري، مع تشيني بان التمرد في النزع الاخير, واكد: «حقا هذا صحيح,,, سنهزم الارهاب قريبا جدا».

وقال السناتور الديموقراطي ادوارد كنيدي، موجها كلامه الى رامسفيلد: «اسيئت ادارة هذه الحرب في شكل فادح ومتواصل, ونحن الان في ما يبدو انه مستنقع صعب», واضاف: «جنودنا يموتون، ولا تلوح في الواقع نهاية في الافق, اعتقد ان الشعب الاميركي يستحق قيادة جديرة بالتضحيات التي قدمتها قواتنا المقاتلة وان من حقه ان يعرف الحقائق الثابتة, ويؤسفني ان اقول انني لا اعتقد انكم قدمتم ايا منها».

ورد رامسفيلد الذي كان يحيط به كبار القادة العسكريين، «هذا كلام قوي, دعوني اولا اقول انه لا يوجد شخص حول هذه المائدة يشاركك الرأي في اننا نغوص في مستنقع وانه لا نهاية تلوح في الافق», وتابع: «تلميحكم الى ان اشخاصا، انا او اخرين، يرسمون صورة وردية، غير صحيح».

وسأل كنيدي رامسفيلد، «الم يحن الوقت لاستقالتك»؟ فرد الوزير انه عرض على الرئيس جورج بوش استقالته مرتين العام الماضي خلال فضيحة اساءة معاملة السجناء في سجن ابو غريب وان الرئيس الاميركي رفض قبولها, واضاف «هذا قراره».
واتفق الجنرال جورج كيسي، ارفع قائد اميركي في العراق، والجنرال ريتشارد مايرز، رئيس هيئة الاركان المشتركة، مع رامسفيلد في الرأي بان الحرب لم تصبح مستنقعا.

وتعرض وزير الدفاع لانتقاد شديد من الديموقراطي روبرت بيرد، اكبر اعضاء مجلس الشيوخ البالغ من العمر 87 عاما، الذي رفض بيرد ما سماه «الردود الساخرة» للوزير واستيائه من اسئلة المشرعين, وقال لرامسفيلد «انزل من عليائك حينما تأتي الى هنا»,
وفي وقت لاحق، ادلى رامسفيلد بشهادته امام لجنة لمجلس النواب.
وقالت السناتور الجمهوري لينزي غراهام، ان تراجع التأييد الشعبي للحرب اصبح مشكلة مزمنة.

وقال رامسفيلد انه يتعين احراز تقدم في العملية السياسية، لكنه عارض تحديد موعد لانسحاب قواته من العراق, واضاف في شهادته امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان «تأجيل المضي قدما نحو كتابة دستور او اجراء استفتاء على الدستور او اجراء انتخابات لاي سبب كان سيؤخر بالقدر نفسه العملية برمتها»
واضاف «وخلال هذه العملية يتعرض جنود التحالف للقتل والعراقيون للقتل, ان تأجيل الدستور او اجراء الانتخابات بموجب الدستور الجديد سيمثل من وجهة نظري ضررا جسيما».
وعن تحديد موعد للانسحاب، اكد رامسفيلد «سيلقي بحبل نجاة الى الارهابيين الذين عانوا في الاشهر القليلة الماضية من خسائر جسيمة وحرموا الملاذات الامنة وتراجعت نسبة التأييد الشعبي لهم».
وقال السناتور الديموقراطي كارل ليفن، الرجل الثاني في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ان «الاجراء الاهم الذي يجب اتخاذه لتغيير الدينامية الحالية في العراق هو ان يبلغ الرئيس العراقيين انهم اذا لم يحترموا جدولهم الزمني لتبني دستور فسنعيد التفكير بوجودنا هناك», واضاف «يجب ان نظهر للعراقيين ان جهوزيتنا لتحمل عبء الامن لها حدودها».

واعربت الجمهورية سوزان كولينز، رئيسة لجنة الامن الداخلي، عن «اقتناعها بان حلا سياسيا ما هو المفتاح لوضع حد لدعم التمرد».

من ناحية ثانية، انضم رامسفيلد الى كبار المسؤولين العسكريين في اتهام الحكومة السورية بانها على علم اذا لم تكن متواطئة مباشرة، بمرور مقاتلين اجانب من شبه الجزيرة العربية وشمال افريقيا عبر دمشق في طريقهم الى العراق, وقال «انها حقائق بان الارهابيين يمرون عبر الحدود السورية, كما انه امر واقع ان سورية هي نظام ديكتاتوري مع مجموعة استخبارات واسعة جدا, ويمكن الافتراض انهم على علم بما يحصل في بلادهم».

كما ادلى مايرز وزيد بتصريحات مماثلة خلال نهار طويل من الافادات امام مجلس الشيوخ ولجنة القوات المسلحة, وقال ابي زيد ان «مرور اشخاص عبر دمشق في طريقهم الى العراق يفترض ان يكون موضع علم لدى الحكومة السورية».

وتابع «اضافة الى ذلك هناك بعثيون قدموا من العراق واستقروا في سورية، ويبدو ان السوريين لم يتخذوا اي اجراء بحقهم لانهم يدعمون حركة التمرد», وقال ان مقاتلين من الجزائر وتونس والمغرب يحاولون حاليا دخول العراق انطلاقا من سورية للانضمام الى مقاتلين اخرين من السعودية والاردن ودول اخرى مجاورة.
وحذر من ان الحكومة السورية تواجه هي ايضا «مشكلة واضحة» لانها قد تجد نفسها تحت هجوم من المنظمات الارهابية التي تستخدم اراضيها حاليا.