النهار

أكد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أمام القمة الأورو - متوسطية في برشلونة أمس الهوية اللبنانية لمزارع شبعا، في معرض حديثه عن ضرورة الانسحاب الاسرائيلي من هضبة الجولان السورية المحتلة و"مزارع شبعا اللبنانية". وأعرب عن حرص دمشق على جلاء الحقيقة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري لأن في ذلك مصلحة لبنان وسوريا "كبلدين مستقلين". وتساءل لماذا يطبق بعض قرارات الأمم المتحدة دون البعض الآخر.

ولاحظ ان القمة تنعقد في الذكرى العاشرة لـ"اعلان برشلونة" بـ"أبعاده الثلاثة السياسية والاقتصادية والثقافية". وان هذا الإعلان "لا يزال حجر الزاوية الأساس لمسيرتنا لأنه يعبر عن ارادتنا الجماعية والاهداف التي رسمها، وهو يقوم على الاحترام المتبادل والحفاظ على الخصوصيات الثقافية والحضارية والفكرية لكل طرف في اطار السعي الى توطيد السلم والامن الدوليين والتنمية المستدامة".

ورأى ان "استمرار الصراع العربي - الاسرائيلي مع استمرار احتلال الاراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان وغياب أفق السلام، لا يزال يعوق تقدم مسيرة برشلونة". وأضاف ان "مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت العربية 2002 وأكدتها قمة الجزائر في هذا العام، هي الاطار والالتزام الواضح لكي يأخذ كل ذي حق حقه في المنطقة".

وأشار إلى ان موقف سوريا من السلام اتسم "بالثبات والصدقية"، معلناً ان دمشق تتطلع "الى شركائنا الاوروبيين لابداء دعم حقيقي لتنفيذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بما يؤدي الى انسحاب اسرائيل التام حتى حدود الرابع من حزيران 1967 بما فيها الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

وإذ جدّد تمسك سوريا بالقرارات الدولية، دعا إلى تنفيذها من "دون انتقائية او تمييز بين طرف وآخر"، وقال: "من المفيد ان يعرف شركاؤنا الاوروبيون ان المواطنين السوريين يتساءلون كلما ورد ذكر الامم المتحدة والمجتمع الدولي لماذا تطبق قرارات ولا تطبق قرارات اخرى".

وذكر بضرورة جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل النووية والبيولوجية والكيميائية. ولفت إلى ان سوريا ساهمت في مكافحة الإرهاب وانضمت الى الاتفاقات المتعلقة بمكافحته وسنت قوانين تجرم تمويل الارهاب، وخلص الى أن مكافحة الإرهاب تتطلب "معالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة وحماية حق الشعوب الرازحة تحت الاحتلال الاجنبي في مقاومته".

وشدد على ان سوريا تتعاون في قضايا المنطقة "لاننا معنيون بالمساهمة في استقرارها". ومما قامت به "اجراءات عملية لضبط حدودنا مع العراق بتعزيزات بشرية وهندسية باستثناء التقنيات المتطورة التي لا تتوافر لدينا، وكذلك قمنا أخيراً بضبط نقاط الدخول الى سوريا بالنسبة إلى الشباب العرب على رغم التأثيرات الاقتصادية والسياحية على البلاد". وساهمت سوريا في عقد الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي في القاهرة، وهي تدعم "جهود العراقيين نحو الاستقلال التام من خلال الوفاق الوطني بين مختلف اطياف الشعب العراقي"، وهي حريصة على "بناء عراق موحد يساهم ابناؤه فى تقرير مستقبله". وندّد "بأقوى العبارات باستهداف المدنيين العراقيين الابرياء والمؤسسات العراقية ودور العبادة " الذي "لا يمكن خلطه او تبريره كجزء من مقاومة الاحتلال".

وعن التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، قال الشرع: "تحرص سوريا على المساعدة في جلاء حقيقة جريمة الاغتيال لأن في ذلك مصلحة كبيرة لسوريا ولبنان كبلدين جارين مستقلين وكشريكين لا حدود للمصالح المشتركة بينهما".

وتحدث عن "سلسلة من الاجراءات في مجالات الاصلاح والتحديث حيث تعمل لجان متخصصة لبت تعديل قانون المطبوعات وإصدار قانون جديد للأحزاب يكرس التعددية السياسية وكذلك اصلاح النظام القضائي ومكافحة الفساد" وإصدار قوانين اقتصادية أبرزها لتطوير العمل المصرفي وتسهيل حركة نقل البضائع. كما رخصت سوريا بانشاء جامعات ومعاهد خاصة.