سيريا نيوز

سمير عبيد‎

نعترف إن الدوري لازال مستمرا في دورة ميلس مع سوريا، هذا الدوري الذي فُرض تحت شعار الجمع الباطل الذي يقول الفوز حليفنا دون جهد ، ولكن الجمع المظلوم والذي يمتلك الحق شعاره دوري الحق مع الباطل، ودوري جمهور الحق مع جمهور الباطل،

وبما إننا نعرف إن الدوري لم ينته بعد، ولكن المباراة التي تؤهل الفريق الى مباراة اللعب على الكآس تبقى مهمة جدا و سوف تغيّر جميع الموازين، فهي بحد ذاتها نصرا لثلاث أرباع الطريق ولها طعما خاصا، خصوصا عندما يظن الفريق الخصم أنه ضمن الفوز على الفريق الضعيف من وجهة نظره.

فالسياسة لا تختلف عن الرياضة وتحديدا كرة القدم، لهذا هي فن وتخطيط وتسجيل أهداف، وها هي سوريا والأسد يسجلان الهدف الذهبي في مرمى ميلس وفريقه الذي جُمع على عجل ظنا منهم إنهم فريق الإحتراف الذي لا يُقهر، أي عندما أصبح الأبيض بجوار الأسود، والأشقر بجوار الأسمر، والبدين بجوار الضعيف، والطويل بجوار القصير، وتحت لعبة المال والإعلام!!.

فالمال ليس كل شيء، ورأس الإنسان لا يحركه المال فقط بل يحركه الفكر والضمير، وحتى الفكر لا يتحرك دون شحذ وتمارين مستمرة، ودون تجارب مرة وحلوة و على مختلف المستويات، وهكذا الضمير لم يتحرك إن لم يكن هناك قلب يعرف الله أولا، ثم يعرف الوطن ثانيا، ثم يعرف الأخلاق ثالثا، ثم يعرف الوفاء رابعا، ثم يعرف الصدق خامسا وهكذا.

وحتى الإعلام فهو غير كاف ويكون نقمة، خصوصا عندما يُدار من قبل الهواة، والذين قبلتهم ليس الكلمة والمصداقية والشفافية، بل قبلتهم التطوع في المشاريع ( مدفوعة الثمن) التي تضعضع وتضعف الأمة، هواة تحركهم الغريزة المادية والجسدية، والتي تدفع الإنسان الضعيف، والذي يخلو رأسه من القيم الى الجحيم والإنتحار والخسران...

وها هو المال يفشل في تسويق الفوز الباطل، ويفشل في تعميم الظلم ، وها هو الإعلام الغريزي يفشل هو الآخر أمام الإعلام الجاد والملتزم.

فترقبوا كيف يتشتت جمع الباطل وجمع هوليود لبنان ، نعم... ترقبوا كيف يتشتت جمع بنو آوى، وترقبوا تشتت الرؤوس التي اعتمدت على لعبة المال وشراء الضمائر في قضية مقتل الحريري، حيث جاء الشاب السوري (حسام) الذي خُطف ولُقن ودُرب ليكون شاهدا إتهام ضد سوريا، وضد رجالها المهمين وتحت لعبة ما فيوية خائبة، نتمنى إحياء ( أجاثا كريستي) من أجلها كي تبصق بوجه مؤلفها الذي يعتبر نفسه مؤلفا بوليسا مافيويا خارقا، ولكن مثلما يُقال لا توجد جريمة كاملة.

فأصبح من حق سوريا الإصرار و بشده، وأكثر من إصرارها السابق على كشف الحقيقة، كي تباشر برفع دعوى دولية ضد ميلس وفريقه، وهكذا ضد جميع أفراد المجموعة الخائبة في لبنان، والتي إعتقدت إنها ستخدع الجميع بوافع الحقد على سوريا وشعبها، كانوا يظنون سيمرروا لعبتهم ويخدعون العالم مثلما خدع بوش العالم وشن الحرب على العراق.

فاليوم سجل الإعلام السوري نصرا باهرا، وإنتقل من المحلية العرجاء الى العالمية، لذا على هذا الإعلام أن يبقى بنفس المستوى ولا يعود الى الوراء أو الى الحالة السابقة، ويجب إنشاء (غرفة عمليات) لتوظيف هذا الحدث المهم عربيا وعالميا، ولا ننكر هناك تعمّد عربي على تذويب الخبر أو جعله خبرا ثانويا في الإعلام العربي المأجور، وللأسف إن هذا الإعلام هو الذي يطغى على الساحة العربية.

ولكن مع هذا علينا بالإعلام الأجنبي، فالإعلام العربي وإن كان محميا بنسبة كبيرة من قبل الأشرار وأصحاب رؤوس الأموال الكبار، فسيبقى تابعا للإعلام الغربي، كونه إعلاما صانعا للحدث، أما إعلامنا المأجور، وغير المأجور (وهو أقلية للأسف) فهو إعلاما مستقبلا للحدث، فتراه يردد ويشتر الحدث.

فلنتعلم من الأخطاء كي نسجل الإنتصارات، ونتعلم من المظلومية التي تقع علينا كي نكون شجعان، ونتعلم من الخنق المستمر لنا كي نكون صبورين، ونتعلم من الحصارات المتلاحقة علينا كي نحتاط ونقنن ونتقشف حتى لا نطأطأ الرؤوس، وحتى لا نموت.

فننتظر ماذا سيقول ميلس في فيينا، فهل يذعن لضميره و للحق، ويعترف بأنه تعرض للنصب والاحتيال من مجموعة سعد الحريري ومن معه ويعلن استقالته، أم سيستمر في لعبة الباطل، والتي حتما لها صفحات خائبة لا تقل عن صفحات تقريره الأول؟