بهية مارديني من دمشق: جسد خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الاخير في جامعة دمشق ان هناك ازمة بين سورية والاعلام العربي حيث وصفه بانه "اعلام ناطق باللغة العربية "، كما ان هجوم فاروق الشرع وزير الخارجية السوري على وسائل الاعلام واتهامها بقتل اللواء غازي كنعان وزير الداخلية السوري ابرز ان هناك مشكلة وامتعاضا سوريا من ادائها .رسميا اكد الدكتور نزار ميهوب الناطق باسم وزارة الاعلام السورية لـ"ايلاف" ان الحقائق والدلائل تشير الى ان هناك اعلاما موجها ضد سورية ، معتبرا ان هذا لايخفى على احد فهناك وسائل اعلام تسيء ليس الى سورية فقط بل لكل القضايا العربية ويمكن لكل متابع ان يقيم ويلمس هذه الاساءة المقصودة ، كما لايخفى على احد ان الاعلام ينتمي الى مؤسسات وايديولوجيات مختلفة ولايوجد اعلام بمفهوم الاعلام الحر ودائما هناك ارتباط لهذا الاعلام بالحكومات والاحزاب وتفوح منه رائحة المال ، وراى انه كثر الانتماء للمال في الفترة الاخيرة على القنوات الفضائية واصبح التلفيق ضد سورية مثل البورصة وعلى نحو لافت.

اما حول قناة العربية والهجوم السوري ضدها فقال ميهوب هناك امتعاض في الشارع السوري واستياء عام من قناة العربية وتمنى ميهوب على القناة اجراء استبيان في الشارع السوري حول ادائها وراي الشارع بتوجهاتها المضادة لسورية ، مؤكدا انه لاوجود لاي قرار باغلاق مكتبها في دمشق ، مشيرا الى ان الاعتصام الذي اقيم في دمشق مؤخرا كان ضد الاعلام الماجور وهي فعاليات قام بها الاعلاميون الشباب وطلاب كلية الصحافة والاعلام بجامعة دمشق وانضم اليها سيدات وربات بيوت ولم تكن موجهة ضد وسيلة اعلامية بعينها الا ان هناك من ركز على قناة العربية واتهمها باللاموضوعية وعدم المصداقية في تقاريرها وتغطيتها الحدث السوري .

اما الاعلام الخاص فله راي اخر والتقت ايلاف محمد عبد الرحيم رئيس تحرير قناة شام الفضائية الخاصة التي يراس مجلس ادراتها النائب في البرلمان السوري اكرم الجندي فقال حين سالناه عن رايه في اين تكمن الازمة بين سورية والاعلام العربي "ان الاعلام العربي طيف واسع وعلى اي حال منذ بداية الازمة في 14 شباط تقول سورية ووزارة الاعلام ان الاعلام العربي لم يكن منصفا في تعاطيه مع الشان السوري ."

واضاف عبد الرحيم ظهرت عيوب اثناء هذه الازمة ومنها مركزية القرار والعدد المحدود من المسؤولين السوريين الذين يمكنهم ان يتحدثوا عن وجهة نظر سورية وهذه من عيوب النظام فهو مركزي وقراره يحتاج الى وقت طويل في الوقت ان الاعلام التلفزيوني هو اعلام "اكشن" يحتاج الى السرعة وردود الفعل السريعة ، واشار عبد الرحيم الى ان الاعلام التلفزيوني لاينتظر يوما كاملا لتلقي ردود الفعل وهذا امر لم يتم فهمه في سورية اذ تركوا الساحة للاخرين وهذا ما كون صورة في اذهانهم انهم مستهدفون وان الاعلام العربي يخطط ويدبر ان يكون ضد سورية مثل قناة العربية والاعلام اللبناني واعلام الحريري بعد 14 شباط.

واكد عبد الرحيم ان ردة الفعل الاعلامية السورية باهتة وغير مؤثرة وهناك فشل اعلامي سوري رسمي منذ 14 شباط بشهادة المسؤولين السوريين وقد انتقده الرئيس بشار الاسد في خطابه الاخير.

ولفت الى ان المتحدثين السوريين لم يكونوا مقنعين وخسروا كل معاركهم على الرغم من ان الخصم هو الولايات المتحدة الاميركية التي لاتملك المصداقية في العالم كله ، واوضح ان الفشل الاعلامي السوري يعود الى غياب استراتيجية التحرك وادارة الازمة بشكل عام في البلاد مما يؤثر على الاعلام فدائما خطواتنا بطيئة ومتاخرة والعالم يتحرك بسرعة والمتحدث السوري فقد مصداقيته واثر الاعلام سلبا عليه وطرح عبد الرحيم مثالا ففي اليوم الاول سورية ترفض امرا ويكون هذا الامر هو الحدث الابرز في الساحة ولانجد مسؤولا يعلق وفي اليوم الثاني يصدر قرار او يقرر احد المسؤولين السوريين ان يعلق فيكون الخبر قد تراجع في سخونته ليحتل خبرا اخر في منطقة اخرى الصدارة والمتابعة .

ونوه عبد الرحيم الى تجربة الدراما ااسورية الخاصة فهي تجربة ناجحة قادها الاعلام الخاص وفرض اللهجة السورية والانتاج التلفزيوني الخاص يقدم عشرات المسلسلات سنويا وهناك قناعة راسخة بان سورية من الممكن ان تستخدم ادواتها في الاعلام الخاص لانه اعلام غير رسمي متحرر من الدولة وله مصداقية وهامش تحركه اوسع وحاولت سورية تطوير الاعلام الخاص عبر الاعلان عن تسع فضائيات خاصة ولكن كانت البداية غير مبشرة بالخير وبغياب قانون الاعلام الفضائي ظهرت الفوضى والاشكالات واحبطت الامال المعلقة .

الدكتور عمار قربي الناشط في المجال الحقوقي والمجتمع المدني قال لـ"ايلاف" ان الاعلام السوري هو جزء من الاعلام العربي ، متسائلا كيف نطالب الغير بأداء متميز ومتوازن في الوقت الذي نعاني فيه من ضعف اعلامي اكثر من اية دولة عربية فالاعلام في سورية مثل اغنية دريد لحام (غوار )في اغنيته الشهيرة " واش راح لها" فالشاطر هو من يمسك الميكرفون وعندما يمسكه لايتركه، والان يطبق علينا المثل "كما تدين تدان " فقد كان الاعلام والتلفزيون السوري منبرا لكل من يريد ان يشتم العراق ايام البكر وصدام ولكل من يريد ان يشتم مصر ايام الرئيس الراحل انور السادات وكامب ديفيد حتى الفترة الاولى من عهد الرئيس المصري حسني مبارك ، كما كان الاعلام السوري منبرا لشتم" الحكم الرجعي في الاردن" كما كان يسميه الاعلام السوري و"الحكم الملكي المطبع مع اسرائيل في المغرب" ، و"الحكم الرديكالي ايام نميري السودان "ولشتم منظمة التحرير الفلسطينية والراحل ياسر عرفات والحكم المحلي في فلسطبن ، كما ان الاعلام السوري الرسمي لم يوفر امارات الخليج بدءا من قابوس وانتهاء بقطر اما عن السعودية فكانت دائما متهمة" بالعمالة لاميركا والتبعية للغرب" وفي لبنان فكل من لايسير معنا فهو خائن وموال لاسرائيل .

واضاف قربي كيف نطلب من الاعلام العربي ان يقف معنا ونحن لا نقف مع انفسنا فإعلامنا وتلفزيوننا مزرعة لصديقات البعض ومكان يحوي العاطلين عن العمل والفاشلين من اصحاب الوساطات الثقيلة ناهيك عن عجزه التام بسبب فرض الوصاية عليه من قبل ثالوث القشل واقصد الوصاية الامنية والوصاية البعثية والوصاية التنفيذية المتمثلة ببعض المسؤولين اصحاب الدكتوراه الفخرية والذين لا يعرفون ما يجري في بناياتهم ، فكيف بما يجري في بلدهم ؟.

و يرى متابعون ان كل وسيلة اعلامية لاتعجب السلطات السورية في تعاطيها مع الشان السوري وطريقة تقديمها له تعمد الى قمعها بعدة طرق وكل ما لايؤيد التوجه السوري ولا يستطيع مسؤوليها الرد عليه تحجبه ان كان بالامكان فحجب موقع ايلاف منذ سنوات

والعديد من المواقع على شبكة الانترنت اكبر دليل واستدعاء بعض الصحافيين والمراسلين امنيا والضغط عليهم ومحاولة ايقاف بعضهم وايقاف قناة الحرة وسابقا الجزيرة لهي ادلة اخرى ، وقد تم منذ وقت قريب ابلاغ رئيس مكتب الجزيرة في دمشق عن طريق وزارة الاعلام قرار اغلاق مكتبها الا انه تم التراجع عن هذا القرار لاسباب لم نتوصل لمعرفتها كما توقع مدير قناة العربية الأستاذ عبدالرحمن الراشد أن تقوم الحكومة السورية قريبا بإقفال مكتب القناة في دمشق ومنع مراسليها من القيام بتغطيتهم للأحداث هناك.

ووصف الراشد في تصريحات صحافية المسؤولين السوريين بغير المتجاوبين مع دعوات المحطة للظهور على برامجها والرد على منتقدي دمشق واعتبر ان "مشكلتنا معهم أنهم لايريدون الظهور وتوضيح أفكارهم".