بالاعتراف أو بالاقتراف قدمت اميركا الطائفية لهذه المنطقة من العالم منذ يالطا وحتى اليوم … تارة بالتسويق ضد الشيوعية وأخرى بالتركيز على على التوازن الداخلي وثالثة من خلال التوصيف السياسي للجماعات ورابعة على اساس الاستقرار الذي يعدل في مسار سايكس بيكو الى صورته اليالطوية أو ما يسمى الاصطلاح الخارجي على بقاء واستمرار الدول على اساس من منظرها الكولونيالي المقرر في بدايات القرن المنصرم .

فما وصل اليه العراق بعد انتخابات ديموغرافية تعبير عن توصيف الجماعات قسرا بانتمائها الطائفي وانقساماته، وقسرا هذه ليست ضد الديموغرافيا بل ضد الديموقراطيا من خلال نزع مفهوم التمثيل المواطني للوصول الى التوازن القلق (الفوضى الخلاقة) حيث ينام الجميع مطمأنين الى البندقية تحت المخدة التي تهدد بنقض توازن الرعب عبورا الى الفوضى غير الخلاقة اذا لم يخضع شركاء الوطن للاعتراف الاميركي بالطائفة كهيئة اجتماعية تمثل المواطن قسرا في الاداء السياسي، ليتحول المواطن والمواطنية والوطن الى فكرة نظرية قابلة للتحقيق بعد اتمام الهروب الطويل الى الامام اي الحفاظ على الاستقرار وعندها يخلق الله ما لا تعلمون ، او بطريقة اخرى صناعة تخلف برسم التقدم ، هذه هي الصورة التي رست عليها الاحداث وعلينا عدم تجاهلها ترفعا او رقيا لأنه المطلوب صنعها او فبركتها لتصبح واقعا نتعامل معه ، هذا جزء مما تريد اميركا فرضه في المنطقة ولعل وسائل الاعلام الفضائية لا تنفخ بالكور فقط وانما تجمل ناره كحل يلبي حاجات الدنيا والآخرة معا.

انها معركتنا الحالية وليست القادمة ، فالاقتراح الحالي بابعادنا عن المواطنة والانتماء الى طوائفنا ومرجعاياتنا قد لا يبق اقتراحا، والفوضى الخلاقة المطلوب ايجادها تعني تماما سلب انسانيتنا بتزوير وتحوير مبناها الحقوقي السياسي عبر ارضاء غرائزنا الدنيا . ليصبح الاعتراف مطابقا تماما للاقتراف ،وتساوقا مع النظرة الاميريكية الكهنوتية الاستثنائية لما يحيط بالاراضي المقدسة مع الأخذ بعين الاعتبار انهم وفي بلادهم يعتبرون ما هو خارج المواطنة هو كفر وخيانة !!!!