النهار – شعبان عبود: أفادت مصادر موثوق بها ان لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ستستمع الى افادات المسؤولين السوريين الخمسة في مقر للامم المتحدة في فيينا في وقت قريب. ورجحت ان يتم ذلك الاسبوع المقبل.

وفي فيينا افادت وزارة الداخلية النمسوية ان المسؤولين الامنيين السوريين المنتظر وصولهم الى فيينا لم يصلوا حتى الساعة 00, 13 بالتوقيت المحلي (00, 12 بتوقيت غرينتش) الى العاصمة النمسوية.

وصرح الناطق باسم الوزارة رودولف غوليا "على حد علمي، لم يصلوا بعد". واكد "اننا في حال طوارئ قصوى ضد الارهاب"، رافضا الادلاء باي تعليق آخر.

لكن مصدرا ديبلوماسيا فرنسيا قال بعيد ظهر امس ان الوفد السوري "يفترض ان يكون وصل (الى فيينا)".

وسئلت الامم المتحدة والسفارة السورية في النمسا عن وصول المسؤولين السوريين، فلم تؤكدا وصولهم.

وصرحت الناطقة باسم المنظمة الدولية في فيينا نصرة حسن "انه ملف سري للغاية لن نعلق عليه".

وقالت مصادر مطلعة في دمشق ان المسؤولين الخمسة لم يسافروا الى فيينا بعد وان الاجراءات القانونية وتوكيل محامين لهم هي التي أخّرت سفرهم الذي كان مقررا مبدئيا الاثنين على ان تبدأ عملية الاستجواب امس الثلثاء.

ورفض مصدر في وزارة الخارجية السورية كشف موعد بدء استجواب المسؤولين الخمسة. وقال: "سيتم الاستجواب في فيينا وفقا لما اتفق عليه بين رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس والمستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداودي". واضاف ان سوريا "تراعي السرية التامة وولديها رغبة في الكتمان بعيدا عن وسائل الاعلام في تحديد موعد ذهاب الشهود السوريين الى فيينا". وأكد ان "سوريا مستمرة في تعاونها مع لجنة التحقيق تعاونا تاما، كما اعلن نائب وزير الخارجية وليد المعلم الجمعة الماضي".

وزارة الخارجية

وجاء في بيان لوزارة الخارجية السورية نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان أقوال الشاهد السوري هسام هسام "تضمنت خلال مؤتمره الصحافي تفاصيل عن استخدام بعض اللبنانيين أساليب الترغيب والترهيب لانتزاع شهادة مزورة يدلي بها امام لجنة التحقيق الدولية بجريمة اغتيال المرحوم رفيق الحريري، ولقد أكد البيان الصادر عن اللجنة الدولية ان المذكور هو نفسه الشاهد الذي استمعت اليه اللجنة الدولية في مونتيفيردي في شهر حزيران الماضي".

وقال "ان ما اتضح خلال اليومين الماضيين لا بد ان يعيد الى الاذهان شهادة محمد زهير الصديق التي كانت سوريا قد نبهت اللجنة الدولية والرأي العام الى بطلانها مستندة الى وثائق زودت لجنة التحقيق الدولية اياها ولكن لم يتم التعامل مع الموضوع في حينه بما يستوجبه من الاهتمام والجدية".

وأوضح "ان الصديق تحول من شاهد الى مشتبه فيه وظل الطعن في شخصه قائما من دون تدقيق الا ان شهادته الباطلة بقيت جزءا من محتويات تقرير لجنة التحقيق الدولية الصادر في تاريخ 25/10/2005".

وأضافت انه "لا بد هنا من الالتفات الى ان هسام طاهر هسام لا يمكن ان يكون صادقا في ما ادعاه امام لجنة التحقيق الدولية من اتهام لسوريا وكاذبا في الوقت نفسه، حين يتحدث علنا وعلى الملأ عن بطلان شهادته السابقة... لذلك فان سوريا تنبه الرأي العام العربي والعالمي الى ضرورة التدقيق في كل ما يقال عن مجريات التحقيق والملابسات التي سبقت مثول الشهود امام اللجنة الدولية، وهي تؤكد خطورة استخدام اساليب غير قانونية وغير اخلاقية بهدف تضليل التحقيق وتنتظر من السلطات القضائية اللبنانية ومن لجنة التحقيق الدولية اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوقف مسلسل التضليل والتزوير والابتزاز، ومن ثم القيام بالتحقيق في هذه التصرفات المشينة، حرصا على سعينا المشترك من أجل التوصل الى كشف حقيقة هذه الجريمة".

"تشرين"

وكتبت صحيفة "تشرين" السورية انه بعدما "انكشفت كذبة كبرى اخرى، في عميلة التلفيق والتزوير والاصرار المسبق على اتهام سوريا بجريمة نكراء هي منها براء، وانحل خيط آخر من خيوط المؤامرة الهشة، فان مقولتي: "ان للباطل جولة" و"حبل الكذب قصير" هما خير تعبير عن ان الحقيقة هي الاقوى، وان البريء ستتأكد براءته ولو بعد حين".

وتحدثت عن "أياد خفية" كانت وراء "افتعال الفتنة بين سوريا ولبنان"، وشددت على "ان العلاقات والوشائج بين البلدين اقوى من ان تأخذها انفعالات، وأمتن من ان يتلاعب بها شخص ما أو مجموعة حاقدين، هم بالاساس لا يريدون الخير للبنان، وإنْ تباكوا "بكاء التماسيح" على اغتيال الحريري، وادعوا محبته، واستنجدوا بالاجنبي ليشاركهم في الحماسة المزعومة نفسها".

وفي اشارة الى التصريحات الأخيرة التي ادلى بها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة عن الدور السوري في وقف النزاع الداخلي، رأت ان ما يجمع بين "الاشقاء" في سوريا ولبنان هو "الرباط المقدس"، لكن من "يغرد خارج سربهم سرعان ما يكتشف انه الحق الضرر بنفسه قبل الآخرين... لكن من راهن على قطيعة بين لبنان وسوريا وركب موجة المخططات والمشروعات الخارجية التي زينت له مستقبلا مزعوما، هو الذي يتعمد تشويه حقيقة العلاقات السورية – اللبنانية".

السفارة السورية بواشنطن

واصدرت السفارة السورية في واشنطن بيانا جاء فيه:

1 – ان سوريا تكرر ان اي طرف او فرد على علاقة بالحكومة السورية قد يلعب دورا في جريمة الاغتيال البشع لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

2 – ان الشاهد السوري هسام طاهر هسام الذي استجوبته لجنة ميليس سبع مرات في تقريرها الموقت واستخدمته قاعدة للاتهامات لسوريا، قد اعترف بأنه اتهم سوريا زورا بأنها كانت طرفا في قتل الحريري.

ان هذه المعلومات الجديدة تقوض بشكل كامل الاتهامات الواردة في تقرير ميليس لسوريا.

3 – ان الشاهد الاخر الرئيسي الذي استخدمه ميليس لبناء هذه القضية الضعيفة ضد سوريا، زهير الصديق، قد اتهم بالادلاء بشهادة زور في شهادته ضد سوريا.

4 – لقد قالت سوريا دوماً ان الشهادات في تقرير ميليس التي تضع اللوم في هذه الجريمة على سوريا، مشكوك فيها ومضللة، وان القضية ضد سوريا غير موجودة. وعلى رغم ذلك فإن هذا التقرير الخاطئ قد اضرّ كثيراً بسوريا، وقد تسبب بمطالبة بعض البلدان الامم المتحدة بفرض عقوبات على سوريا. ان سوريا قلقة جداً من انه حتى انهاء لجنة ميليس تحقيقاتها وكشف حقيقة اغتيال الحريري، ان تفرض عقوبات تؤدي الى ضرر كبير لسوريا ولشعبها.

5 – أن سوريا تكرر ان مصلحتها هي في التعاون الكامل مع لجنة ميليس من اجل جلب قتلة رفيق الحريري امام العدالة، وتكرر ان من مصلحة سوريا ان تكشف اللجنة الحقيقة في شأن هذه الجريمة".

وساطة الامير بندر

ونقل عن مصادر ديبلوماسية عربية في دمشق ان الامين العام لمجلس الامن الوطني السعودي الامير بندر بن سلطان سيقوم بزيارة قريبة للولايات المتحدة في "محاولة للتهدئة وتقريب وجهات النظر بين دمشق وواشنطن".

وكان الامير بندر زار دمشق قبل ثلاثة ايام للمرة الثالثة، وكانت الاولى في 19 تشرين الثاني في اطار الجهود لحل الخلافات بين دمشق وميليس، ثم سافر الى باريس وعاد الى دمشق من غير ان تعلن هذه العودة. وخلال زيارته الاحد الماضي سلم الرئيس بشار الاسد رسالة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وقال ان زيارته "ليست الأولى ولن تكون الاخيرة".

وقالت المصادر ان الامير بندر نقل خلال زيارته الاخيرة "نصائح تتعلق بعدم التعرض للجنة التحقيق الدولية برئاسة ديتليف ميليس" في اطار الجهود السعودية لحل الخلافات بين دمشق واللجنة.

باريس

 في باريس، رفض الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان – باتيست ماتيي التعليق على أقوال الشاهد السوري هسام قائلاً: "لقد احطنا علماً بتصريحات هذا الشاهد، لكننا لا نستطيع ان نقول رأينا في عناصر تتعلق بالتحقيق، فهذه هي مهمة القاضي ميليس الذي يقود التحقيقات". ورحب بالاتفاق بين السلطات السورية وميليس على الاستماع الى السوريين الخمسة في فيينا، واعتبر ان من شأن هذا الاتفاق ان يتيح تقدم التحقيقات خلال فترة قصيرة، مشدداً على ضرور تعاون سوريا الكامل مع القرار 1636.