السفير-أكمل شمعون بيريز، أحد الزعماء التاريخيين في حزب العمل، امس ما بدأه ارييل شارون في حزب الليكود الذي شارك في تأسيسه في العام 1973، في تفتيت اكبر حزبين تقليديين في اسرائيل، وذلك بعدما اعلن انسحابه من العمل ودعمه حزب <<كديما>> الذي انشأه شارون تمهيدا للانتخابات التشريعية المبكرة المقرر إجراؤها في آذار المقبل.

وقال بيريز (82 عاما) في مؤتمر صحافي <<لم يكن هذا قرارا سهلا بالنسبة إلي، لكنني وجدت نفسي أواجه تناقضا بين الحزب الذي انا عضو فيه ومتطلبات الوضع السياسي>> مضيفا <<من دون تجاهل الرابط العميق الذي يشدني الى الخط التاريخي للحزب ولاعضائه، يتعين علي ان اؤثر الاعتبار الاكثر إلحاحا... ان نشاطي داخل الحزب (العمل) انتهى. قررت دعم ارييل شارون الوحيد المؤهل لقيادة ائتلاف من اجل السلام>>. متجنبا الافصاح عما اذا كان سينضم الى <<كديما>>.

واوضح <<انه يوم صعب جدا بالنسبة إلي. تساءلت ما هو اهم شيء ستواجهه اسرائيل في السنوات المقبلة. ولا شك لدي ان الامر هو السلام والتقدم في عملية السلام>>. وتابع <<تساءلت في اي مجال يمكنني ان اساهم بالطريقة الفضلى في السنوات المقبلة. والجواب هو: دفع عملية السلام الى الامام الامر الذي يوفر ايضا الازدهار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية>>.

واعتبر بيريز ان <<الرجل الاكثر قدرة على تحقيق ذلك هو ارييل شارون. اجريت محادثات معه وانا مقتنع انه مصمم على مواصلة عملية السلام والانطلاق بها بعد الانتخابات>> التشريعية، وشدد على ان رئيس الوزراء <<يهتم بالافكار المبتكرة للتوصل الى السلام والامن، لذا قررت دعم انتخابه والتعاون معه للتوصل الى تحقيق هذه الاهداف>>.

واوضح بيريز <<لم اتوصل الى هذا الاستنتاج بسهولة. تعلمت من معلمي ديفيد بن غوريون (مؤسس دولة اسرائيل واول رئيس لوزرائها) ان افضل دائما الدولة على الحزب>>. وقال <<قررت تكريس السنوات المقبلة للمساهمة في الجهد الاسمى المتمثل بتحقيق السلام مع جيراننا>>.

وبعدما كان قد دعا الى قيام <<شرق اوسط جديد>>، قال بيريز <<خلال محادثاتي مع ارييل شارون، اتفقنا على اضافة مثلث اقتصادي مؤلف من اسرائيل والاردن والفلسطينيين على خريطة الطريق والعمل على ان يتمتع هذا المثلث بوضع خاص داخل الاتحاد الاوروبي>>. اضاف انه ينوي <<تجنيد موارد دولية على الصعيد الحكومي والخاص>> وبدء محادثات مع الولايات المتحدة <<لضمان امن المنطقة في وجه الخطر الايراني وخطر الارهاب>>.

وكان بيريز قد اقصي عن زعامة حزب العمل، بعد هزيمته في التاسع من تشرين الثاني الماضي امام عمير بيرتس. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان شارون سيعرض على بيريز منصب مبعوث السلام، اذا فاز <<كديما>> في الانتخابات، او يكلفه <<تطوير>> منطقتي النقب والجليل، أي تهويدهما.

وامتنع رئيس العمل عمير بيرتس عن التعقيب، غير ان احد القياديين في الحزب النائب اوفير بينيس، قال <<انه ينضم الى فريق السلام مع شارون وهل نحن حزب الحرب؟>>.

وشكك العضو السابق في حزب العمل، شلومو بن عامي، في دوافع بيريز. وقال <<يمكن للمرء ان يقدم كل شيء على انه مبدأ... عملية السلام مهمة، لكن الاهم هو <<أين اقف بالنسبة الى عملية السلام، وهل ينجز السلام من دوني؟>> موضحا ان انشقاق بيريز قد يدفع مؤيدي العمل من ذوي الاصول الغربية، الذين يخشون الجذور الشرقية لبيرتس وخلفيته النقابية، الى التصويت لشارون.

كذلك اعتبر رئيس حزب <<ياحد>>، والحليف السابق لبيريز، يوسي بيلين ان <<انضمامه الى شارون من اجل معسكر السلام، بالنسبة الى أي شخص من معسكر السلام، هو خطأ كبير جدا>>.

واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس، ان <<كديما>> سيحصل على 34 نائبا في الانتخابات في مقابل 27 للعمل و11 لحزب شاس الديني وعشرة مقاعد فقط لليكود.