هآرتس - نشرت صحيفة "هآرتس" امس مقالا لشلومي ديكسل، كاتب رسالة جامعية عن السيد محمد حسين فضل الله، تحدث فيه عن اخطاء السياسة الاسرائيلية في لبنان، مطالبا بعدم تكرارها في العلاقة بالفلسطينيين. ننقل بعض ما جاء فيه: "نشرت الصحف اللبنانية خبرا صغيرا مفاده ان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ونائبه نعيم قاسم زارا في عيد الفطر محمد حسين فضل الله، وهو من الشخصيات البارزة في الفقه الشيعي والمرشد الروحي لحزب الله. قد يبدو الخبر عاديا لكنه ذو اهمية كبيرة.

خلال تسعينات القرن الماضي نشأ خلاف بين المرشد الروحي فضل الله والامين العام نصرالله على الزعامة الشيعية، اذ رفض فضل الله ان تكون المرجعية الفقهية الشيعية في يد الايرانيين، لا بل تحدى المرجعية الروحية الايرانية. فاندلع خلاف بين الرجلين بلغ لاحقا ذروته مما جعل الشيخ الراحل محمد مهدي شمس الدين، نائب رئيس المجلس الشيعي الاعلى في لبنان، يقول عن فضل الله انه اسوأ من اليهود. واليوم بعد مضي سنين لماذا يقوم زعماء حزب الله بزيارة فضل الله؟

شكل انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان في ايار 2000 لحظة الذروة بالنسبة الى حزب الله. فقد استطاع هذا التنظيم مقاومة الدولة اليهودية التي تمتلك جيشا قويا وتتمتع بتأييد الغرب. ولكن في الوقت عينه شكلت تلك اللحظة بداية سقوطه، لانه بدءا من لحظة الانسحاب فقد حزب الله شرعية عملياته العسكرية. وتجلى الضغط الذي يتعرض له نصر الله في الخطاب الذي القاه في مهرجان بنت جبيل في ايار هذا العام لمناسبة الذكرى الخامسة للانسحاب الاسرائيلي. ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية كلمته وسلطت الضوء على تهديداته بأنه يمتلك 12 الف صاروخ، لكنه في الخطاب عينه حاول تبرير التعاون مع سوريا والدفاع عن هذا الموقف (وهو موقف لا يتمتع بشعبية في لبنان) وطالب، بالتهديد تارة وبالاستعطاف طورا، بعدم تجريده من سلاحه.

بعد مرور خمس سنوات على لحظة الذروة تلك بات حزب الله في ازمة ويناضل دفاعا عن شرعية وجوده. نتيجة لذلك، ولاسباب اخرى، بادر الى المواجهة مع اسرائيل، لكنه في المقابل يرص صفوفه ويتصالح مع اعداء الامس، مثل السيد فضل الله الذي يرمز اكثر من اي طرف آخر الى التوجهات الداخلية اللبنانية.

طوال 18 عاما قال خبراء كثر انه اذا خرجت اسرائيل من لبنان، فلن يعرف شمال اسرائيل يوما من الهدوء، وتحدثوا عن ضعف المجتمع اللبناني وعجزه عن تخطي الخلافات الداخلية. في نهاية التسعينات تحدثت عناوين الصحف عن امكان سقوط صواريخ حزب الله في حيفا، وحذروا من الانسحاب تحت اطلاق النار لانه يبرر ضعف اسرائيل في المنطقة. بعضهم جعل من نصرالله الرئيس المقبل للبنان بحماية حليفته سوريا، وكان من الصعب تخيل خروج السوريين من لبنان في اعقاب مطالبة الشعب اللبناني بذلك.

وفي السنة السادسة لاخفاق النموذج اللبناني آن الاوان لنسأل ما اذا كانت اسرائيل قد استوعبت الدرس، ام انها لا تزال تواصل التمسك بفرضياتها الاساسية لمجرد اثبات انها على حق...".