البيان

يسود انطباع عام لدى الأوساط السورية بأن تقرير اللجنة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري انهار تماماً بعد انهيار شهادة السوري هسام هسام الذي هرب إلى دمشق »لينتقد مؤامرة تلفيق الأدلة والإرهاب« المالي واستغلال النفوذ من قبل تيار المستقبل اللبناني ورئيسه النائب سعد الحريري الذي بدا من خلال أحاديث هسام الصحافية وكأن نزعة الانتقام سيطرت عليه وأعمته عن الحقيقة«. حسبما تقول أقلام مناهضة للحريري الابن ومتعاطفة بقوة مع الحكومة السورية.

ولكن المشككين بهسام في الشارع السوري ليسوا قلة، فالتناقضات التي وردت في بعض أقواله ومحاولته الحديث في السياسة، جعلت مسؤولين سوريين يطالبون بالتريث في إطلاق حكم على مصداقية »الشاهد المقنع«، ومنهم وزير التعليم السوري الدكتور هاني مرتضى الذي قال إن لدى سوريا شكوكاً حول ما تحدث به هسام، غير أن التيار العام في الشارع السوري بات مقتنعاً بأن شهادة هسام أمام ميليس كاذبة وفقدت مصداقيتها بعد هربه، لأنه بساطة كاذب سواء كذب في بيروت أو في دمشق.

ولكن الأخبار التي تحدثت عن عزم رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، ترك مهمته التي عززت من قيمة تصريحات هسام، إذا نظر إليها الكثيرون هنا في دمشق على أنها (الاستقالة) أتت بسبب فقدان ميليس مصداقيته باعتماده على شهود اتضح أنهم لا يمتلكون مصداقية جنائية.ولكن نشوة »الانتصار« على ميليس، التي تعم بعض الأوساط السورية، هذه الأيام لم تمنع بعض المعنيين من التذكير بأن استهداف سوريا سابق على اغتيال الحريري، وبالتالي فإن هذه التهديدات ستستمر سواء انهار التقرير أم لم ينهر.

وقال مسؤول سوري رفيع: "نحن ندرك أن انهيار تقرير ميليس سوف يزعزع مصداقية التحقيق، ولكن هذا لا يعني أن الضغوط ستتوقف على سوريا«. وأضاف في حديث مع »البيان« »أن أهمية كل ما يجري في هذه الأيام تتركز على الداخل، فشهادة هسام واعتقال الصديق والأحاديث عن مفاجئات أخرى تخص التحقيق تتوجه برسالة إلى المعارضة الداخلية وحتى الخارجية بضرورة أن تحسم موقفها من الوطن«.

وأكد المسؤول أن الذرائع التي كان البعض يتحدث عنها بتوريط »الوطن« بجريرة أفراد، انتهت مع انهيار تقرير ميليس، وباتت الصورة واضحة الآن، أي أن الوطن هو المستهدف وليس بعض الأفراد كما كان يقول البعض في المعارضة. واعتبر المسؤول السوري أن الحدود بين الوطنية والعمالة باتت واضحة الآن وعلى الجميع أن يحسم موقفه، إما أنه يقف مع الوطن أو مع الأعداء.

وكانت المعارضة السورية قد تبنت مواقف في بيانات رسمية رفضت فيها الربط بين مصير سوريا ومصير الأفراد (المسؤولين) المتهمين باغتيال الحريري، داعية السلطات السورية إلى تسليمهم لتجنب المخاطر التي تتعرض لها البلاد.