محمد ظروف (الوطن القطرية)

ما حدث والمقصود بذلك هو تراجع الشاهد السوري المقنع هسام الطاهر هسام عن شهادته السابقة امام لجنة التحقيق الدولية باغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق يشبه زلزالا سياسيا كبيرا ضرب لبنان وسوريا والوضع العام في المنطقة‚

ذلك انه كان مقررا ومرسوما استنادا الى شهادة الشاهد هسام ان تتهم شخصيات سورية رفيعة المستوى بالضلوع في تخطيط وتنفيذ جريمة اغتيال الحريري وبالتالي فرض عقوبات من قبل مجلس الامن على الشعب السوري كله ومحاصرة سوريا وعزلها اقليميا ودوليا والتعامل معها على انها دولة ليس فقط داعمة وراعية للإرهاب والجريمة المنظمة بل هي تمارسه بالفعل وبالتالي لكم ان تتصوروا حجم الضرر المادي والسياسي والمعنوي الذي كان سيلحق بسوريا من جراء اعتماد مثل هذه الشهادة المزورة التي اوردها الشاهد المقنع هسام الطاهر هسام امام لجنة التحقيق الدولية والتي بنت في تقريرها المقدم الى مجلس الامن سبع فقرات اساسية استنادا الى تلك الشهادة وكأن العناية الإلهية تدخلت في اللحظة المناسبة لحماية الشام وذلك من خلال ظهور هذا الشاهد واعترافه بالحقائق الصادقة‚

فقد كان مطلوبا ليس فقط معاقبة سوريا ومحاصرتها وعزلها اقليميا ودوليا بل وتهيئة الاجواء امام غزوها عسكريا كما حدث في العراق تماما وجرى استغلال جريمة اغتيال الحريري لإطلاق هذا المشروع القذر بدءا من صدور قرار مجلس الامن 1559 الذي اخرج القوات السورية من لبنان وانتهاء بالقرار 1636 الذي صدر تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة ليشير بذلك الى ان هناك امرا يهدد السلم والامن الدوليين وهذا يسمح باستخدام القوة العسكرية ضد الطرف الذي يقع عليه مثل هذا الفعل.