هآرتس - غابي شيفر - لما كان أساس اهتمام أكثر الجمهور بالجانب الشخصي من السياسة، فانه يبدو لهذه الاسباب أن الأكثرية تعتقد أنه قد حدث في السياسة الاسرائيلية تغيير جوهري. وهم على حق: من جهة التغييرات الشخصية التي حدثت والتي ستحدث قبل الانتخابات، حدث تغيير لا يُستهان به.

من ناحية خريطة الاحزاب ومكانة الاحزاب، حدث شيء يشبه الانفجار في الحقيقة. اعادة الانتشار الجديدة حدثت لأسباب عدة: أولا، تعب كثير من الناخبين من دعم الاحزاب التي كان لها تمثيل في الكنيست الأخيرة؛ وثانيا، التغييرات الشخصية في رئاسة أكثر الاحزاب الكبيرة والصغيرة؛ وثالثا، الانقسامات في الاحزاب الموجودة واقامة احزاب وقوائم جديدة، مثل "كاديما"، وربما ايضا "بيتار"، ومما يقرب من اليقين ايضا أنه ستُقام احزاب وقوائم اخرى قبل الانتخابات.

الآن، حينما بدأ ما أثاره ارييل شارون وعمير بيرتس في النظام الشخصي والحزبي يسكُن، ينبغي الفحص عن ماهية التغييرات التي حدثت، وبخاصة الفحص عن الجانب الأهم في السياسة عامة، الذي لم يُفحص منذ سنين طويلة بجدية وبصورة عميقة. الحديث يدور حول الأسس العقائدية للساسة والاحزاب الذين يقودون وسيقودون.

عند سماع تصريحات هؤلاء الاشخاص، التي تهدف أساسا الى الضرورات الانتخابية، وانطلاقا من معرفتهم، يمكن أن نقرر أنه لم يحدث أي تغيير ذي بال وأن ما كان هو ما سيكون.

وهكذا، سنسمع من شارون ومقربيه أنه قرر اعتزال "الليكود" لا لاسباب عقائدية، ولا حتى بسبب التنافس وبنيامين نتنياهو والمرشحين الآخرين في "الليكود". لقد اعتزل وأقام "كاديما" لأنه ضاق ذرعا بالسلوك داخل حركة "الليكود". ولهذا فليس من العجيب، ألا نسمع منه أي تجديد من ناحية عقائدية ومضمونية.

التزام شارون "خريطة الطريق" وتوجهه الذي فحواه أنه يجب استعمال الرفق والشفقة بالفقراء، قد سُمعا، والى الآن لم يجرِ الكثير في هذين المجالين. وليس هذا مفاجئا ايضا، أنه في اقواله، التي صيغت بحذر شديد، لم تُذكر الحاجة الى محاربة الفساد. يظهر من اقواله، أن جميع الجوانب الاخرى العقائدية في شأن الوضع الاجتماعي، والسياسي والاقتصادي التي أيدها في الماضي لم تتغير.

لم يُغير نتنياهو ايضا تصوره عن العلاقات والتفاوض مع الفلسطينيين (مثل اقواله في الماضي: "اذا ما أعطوا فسيأخذون، واذا لم يعطوا فلن يأخذوا"). وكذلك يبدو أنه لم يُغير شيئا من توجهه "التاتشري"-"الريغني" في المجال الاجتماعي والاقتصادي. الشخصية الأكثر اقترانا بالتغيير السياسي الكبير هي كما قد تعلمون بيرتس. أعلن بيرتس، فقط في اقواله عشية الانتخابات التمهيدية في "العمل"، أنه يؤيد تجديد الاشتراكية الديمقراطية في اسرائيل. يمكن أن نقول بدرجة ما من السخرية ان مقربه الجديد أفيشاي برفرمان صدق حينما قال إن بيرتس ليس ستالين وانه يشبه توني بلير، من جهة تأييد بلير الاشتراكية الديمقراطية. صدق برفرمان لأن بلير قد نسي منذ زمن النظرية الاشتراكية الديمقراطية الحقيقية، والتي كان تفسيره لها مشكة أصلا منذ بدئه.

إذا كان بيرتس ومؤيدوه الجدد، الذين يؤيدون الاقتصاد الحُر، يقيسون أنفسهم الى بلير، فانهم لن يُجددوا كثيرا في المجال الصارخ في شأن الحاجة الى اعادة دولة الرفاهة الاسرائيلية الى محلها وتسويتها بدول الرفاهة الاسكندنافية. تصريحاته ايضا عن سلامة القدس والمعارضة التي لا لبس فيها للاعتراف، ولو بالتصريح فقط، بحق عودة الفلسطينيين، والتلميح الى استمرار تأييد الكتل الاستيطانية تدل على أن الحديث يدور حول سياسي لا يُجدد شيئا في السياسة الاسرائيلية.

يمكن أن نقول اشياء مشابهة عن جميع رؤساء الاحزاب الآخرين من اليمين المتطرف مرورا بأحزاب "المركز" حتى الحزب الذي يسمى "حزب اليسار" والاحزاب العربية - الاسرائيلية، وكذلك الاحزاب الحريدية والمتدينة.

تُظهرنا هذه الاقوال، كما قلنا آنفا، على أنه لم يطرأ في واقع الأمر أي تغيير جوهري على الجهاز السياسي الاسرائيلي. ولما كانت "نهاية الايديولوجيا" لم تصل بعد، ومن الضروري ألا تصل، فان التغيير الحقيقي سيطرأ على الجهاز السياسي الاسرائيلي فقط عندما يظهر حزب كبير يُبشر ببشرى حقيقية جديدة تتحدث الى قلوب المصوتين الاسرائيليين، الذين يبدو أن تصرفهم الآن متأثر أكثر من كل شيء بالهيئة الخارجية للاشخاص لا بالتصريحات الكثيرة المدوية التي تُطلقها هذه الشخصيات.

لما كان أساس اهتمام أكثر الجمهور بالجانب الشخصي من السياسة، فانه يبدو لهذه الاسباب أن الأكثرية تعتقد أنه قد حدث في السياسة الاسرائيلية تغيير جوهري. وهم على حق: من جهة التغييرات الشخصية التي حدثت والتي ستحدث قبل الانتخابات، حدث تغيير لا يُستهان به.

من ناحية خريطة الاحزاب ومكانة الاحزاب، حدث شيء يشبه الانفجار في الحقيقة. اعادة الانتشار الجديدة حدثت لأسباب عدة: أولا، تعب كثير من الناخبين من دعم الاحزاب التي كان لها تمثيل في الكنيست الأخيرة؛ وثانيا، التغييرات الشخصية في رئاسة أكثر الاحزاب الكبيرة والصغيرة؛ وثالثا، الانقسامات في الاحزاب الموجودة واقامة احزاب وقوائم جديدة، مثل "كاديما"، وربما ايضا "بيتار"، ومما يقرب من اليقين ايضا أنه ستُقام احزاب وقوائم اخرى قبل الانتخابات.

الآن، حينما بدأ ما أثاره ارييل شارون وعمير بيرتس في النظام الشخصي والحزبي يسكُن، ينبغي الفحص عن ماهية التغييرات التي حدثت، وبخاصة الفحص عن الجانب الأهم في السياسة عامة، الذي لم يُفحص منذ سنين طويلة بجدية وبصورة عميقة. الحديث يدور حول الأسس العقائدية للساسة والاحزاب الذين يقودون وسيقودون.

عند سماع تصريحات هؤلاء الاشخاص، التي تهدف أساسا الى الضرورات الانتخابية، وانطلاقا من معرفتهم، يمكن أن نقرر أنه لم يحدث أي تغيير ذي بال وأن ما كان هو ما سيكون.

وهكذا، سنسمع من شارون ومقربيه أنه قرر اعتزال "الليكود" لا لاسباب عقائدية، ولا حتى بسبب التنافس وبنيامين نتنياهو والمرشحين الآخرين في "الليكود". لقد اعتزل وأقام "كاديما" لأنه ضاق ذرعا بالسلوك داخل حركة "الليكود". ولهذا فليس من العجيب، ألا نسمع منه أي تجديد من ناحية عقائدية ومضمونية.

التزام شارون "خريطة الطريق" وتوجهه الذي فحواه أنه يجب استعمال الرفق والشفقة بالفقراء، قد سُمعا، والى الآن لم يجرِ الكثير في هذين المجالين. وليس هذا مفاجئا ايضا، أنه في اقواله، التي صيغت بحذر شديد، لم تُذكر الحاجة الى محاربة الفساد. يظهر من اقواله، أن جميع الجوانب الاخرى العقائدية في شأن الوضع الاجتماعي، والسياسي والاقتصادي التي أيدها في الماضي لم تتغير.

لم يُغير نتنياهو ايضا تصوره عن العلاقات والتفاوض مع الفلسطينيين (مثل اقواله في الماضي: "اذا ما أعطوا فسيأخذون، واذا لم يعطوا فلن يأخذوا"). وكذلك يبدو أنه لم يُغير شيئا من توجهه "التاتشري"-"الريغني" في المجال الاجتماعي والاقتصادي. الشخصية الأكثر اقترانا بالتغيير السياسي الكبير هي كما قد تعلمون بيرتس. أعلن بيرتس، فقط في اقواله عشية الانتخابات التمهيدية في "العمل"، أنه يؤيد تجديد الاشتراكية الديمقراطية في اسرائيل. يمكن أن نقول بدرجة ما من السخرية ان مقربه الجديد أفيشاي برفرمان صدق حينما قال إن بيرتس ليس ستالين وانه يشبه توني بلير، من جهة تأييد بلير الاشتراكية الديمقراطية. صدق برفرمان لأن بلير قد نسي منذ زمن النظرية الاشتراكية الديمقراطية الحقيقية، والتي كان تفسيره لها مشكة أصلا منذ بدئه.

إذا كان بيرتس ومؤيدوه الجدد، الذين يؤيدون الاقتصاد الحُر، يقيسون أنفسهم الى بلير، فانهم لن يُجددوا كثيرا في المجال الصارخ في شأن الحاجة الى اعادة دولة الرفاهة الاسرائيلية الى محلها وتسويتها بدول الرفاهة الاسكندنافية. تصريحاته ايضا عن سلامة القدس والمعارضة التي لا لبس فيها للاعتراف، ولو بالتصريح فقط، بحق عودة الفلسطينيين، والتلميح الى استمرار تأييد الكتل الاستيطانية تدل على أن الحديث يدور حول سياسي لا يُجدد شيئا في السياسة الاسرائيلية.

يمكن أن نقول اشياء مشابهة عن جميع رؤساء الاحزاب الآخرين من اليمين المتطرف مرورا بأحزاب "المركز" حتى الحزب الذي يسمى "حزب اليسار" والاحزاب العربية - الاسرائيلية، وكذلك الاحزاب الحريدية والمتدينة.

تُظهرنا هذه الاقوال، كما قلنا آنفا، على أنه لم يطرأ في واقع الأمر أي تغيير جوهري على الجهاز السياسي الاسرائيلي. ولما كانت "نهاية الايديولوجيا" لم تصل بعد، ومن الضروري ألا تصل، فان التغيير الحقيقي سيطرأ على الجهاز السياسي الاسرائيلي فقط عندما يظهر حزب كبير يُبشر ببشرى حقيقية جديدة تتحدث الى قلوب المصوتين الاسرائيليين، الذين يبدو أن تصرفهم الآن متأثر أكثر من كل شيء بالهيئة الخارجية للاشخاص لا بالتصريحات الكثيرة المدوية التي تُطلقها هذه الشخصيات.