دمشق – "النهار":

أفادت مصادر مطلعة ان اشتباكا دار في مدينة حلب بشمال سوريا بين رجال أمن من قوات مكافحة الارهاب التابعة لجهاز الامن العسكري ومجموعة "تكفيرية"، أسفر عن جرح اثنين من رجال الامن واثنين من أفراد المجموعة وأحد المارة في حي النقارين بالمدينة.

وروى شهود عيان من المدينة لـ"النهار" ان الاشتباك حصل بين الساعة 12:00 ظهرا و1:00 بعد الظهر قرب مقر مديرية النقل، بعد ملاحقة كان يقوم بها رجال أمن لسيارة كان أفراد من المجموعة داخلها. ولم يتضح عدد أفراد هذه المجموعة، لكن مصادر قالت انه شخصان فقط. وأوضحوا ان الاشتباك بدأ فيما كان الشارع يغص بالمارة، فأصيب أحد المواطنين وهربت سيارة المجموعة وهي من نوع "بيك آب" لحقت بها سيارة لقوى الامن نحو طريق المطار، وهناك تجدد الاشتباك وأدى الى اعتقال افراد المجموعة بعد اصابة بعضهم وهم الان في المستشفى.

وقالت مصادر مطلعة ان المجموعة كانت خاضعة للمراقبة منذ وقت ووردت معلومات الى الجهات المختصة عن انها على وشك تنفيذ اعمال ارهابية في وسط المدينة، الامر الذي اقتضى ملاحقتها للقبض عليها. وأشارت الى ان التحقيق جار وستنشر تفاصيله لاحقا. وأكدت ان أفراد المجموعة سوريون.

ويذكر ان محافظة حلب، وهي الثانية بعد دمشق من حيث عدد السكان والاولى من حيث المكانة التجارية والصناعية، شهدت في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي معارك دامية بين السلطات الامنية وأفراد من جماعة "الاخوان المسلمين" بدأت بمجزرة مدرسة المدفعية الشهيرة التي راح ضحيتها عشرات من التلاميذ الضباط.

وكانت السلطات الامنية اشتبكت مطلع حزيران الماضي مع مجموعة من "جند الشام" في حي دف الشوك بدمشق وأسفر ذلك الاشتباك عن مقتل اثنين من المجموعة أحدهما زعيمها "ابو عمر"، الى ضابط واثنين من رجال الامن. وبعد نحو شهر من ذلك، اشتبكت مجموعة متطرفة مع قوى الامن في منطقة تلكلخ بمحافظة حمص على الحدود اللبنانية. في ما بعد شهدت منطقة الزبداني على الحدود السورية – اللبنانية ومحافظتي الحسكة قرب الحدود العراقية والتركية وحماه في وسط البلاد اشتباكات مماثلة أدت الى مقتل وجرح العديد من افراد هذه المجموعات ورجال الامن، الى اعتقالات في صفوف المجموعات "التكفيرية".

وعلى رغم تكرار مثل هذه الحوادث في الأشهر الأخيرة فقد استرعى الانتباه عدم صدور أي بيان عن أي مجموعة "تكفيرية" يوضح ملابسات ما يجري. كذلك لم يسجل أي حادث أمني ناجم عن نشاط لهذه المجموعات، الأمر الذي أثار شكوكا في وجود بناء تنظيمي متماسك. لكن اعترافات بثتها وسائل الاعلام الرسمية في وقت سابق أظهرت أن مجموعة دف الشوك كانت تنوي تفجير قصر العدل في دمشق.

انفجار في اللاذقية

من جهة أخرى، هز انفجار ضخم إحدى صوامع الحبوب في مرفأ اللاذقية أدى، استناداً الى حصيلة أولية، الى مقتل شخص وجرح نحو 20 وانهيار مبنى برجي يبلغ ارتفاعه 45 مترا ومبنى مجاور مؤلف من طبقتين. وتولت فرق من الدفاع المدني والإطفاء في المحافظة أعمال الانقاذ والبحث عن ناجين بين الأنقاض.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن وزير النقل مكرم عبيد "ان تكاثف غبار القمح في المبنى الملاصق للصومعة والجزء السفلي منه واحتمال حدوث شرارة ناجمة عن المعدات الكهربائية التي تعمل باستمرار، ادى الى انفجاره وانهياره على المبنى المجاور له المؤلف من طبقتين والذي يحوي معدات وغرفا للعمال، مما ادى الى تهديمه بالكامل".

وأكد محافظ اللاذقية ان الانفجار "ناجم عن اسباب فنية وميكانيكية فى معدات تشغيل الصوامع".