النهار شعبان عبود:

كشفت مصادر سورية مطلعة لـ"النهار" ان المسؤولين السوريين الخمسة الذين توجهوا امس الى فيينا لتستجوبهم لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، جميعهم من العسكريين وان ليس بينهم مدني، كما كانت اوردت تقارير صحافية.

وقالت ان الضباط السوريين الخمسة سافروا الى فيينا، وهم العميد رستم غزالي رئيس فرع ريف دمشق والعميد جامع جامع من الفرع ذاته، الى العميد محمد خلوف، ومن فرع فلسطين العقيد عبد الكريم عباس والعقيد سميح القشعمي. واضافت ان استجوابهم سيجري على مراحل، من الرتب العسكرية الدنيا الى العليا.

وكانت مصادر الامم المتحدة افادت ان التحقيق مع الضباط السوريين الخمسة سيبدأ اليوم وينتهي الاربعاء.

المبادرة السودانية

وفي تحرك هو الثاني له خلال اقل من اسبوعين في اطار مبادرة سودانية للمصالحة بين سوريا ولبنان، اجرى المستشار الخاص للرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع.

وجاء في بيان رئاسي ان الحديث بين الاسد واسماعيل تناول "التحرك السوداني في شأن التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري" وان الاسد اكد "دعم سوريا لهذا التحرك السوداني واستعدادها للتعاون معه".

وفي لقائه الشرع، اطلع المسؤول السوداني وزير الخارجية السوري على "نتائج زيارته الاخيرة التي تأتي في اطار الجهود السودانية لايجاد موقف عربي فاعل من الضغوط التي تتعرض لها سوريا". وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان الجانبين بحثا في "مستجدات الاوضاع العربية والدولية" وان الشرع "اعرب عن تقدير سوريا للجهود السودانية والحرص على نجاحها".

ولقيت المبادرة السودانية تأييدا من بعض الدول العربية في مقدمها مصر والمملكة العربية السعودية والجزائر، الى جامعة الدول العربية، استنادا الى تصريحات لمستشار الرئيس السوداني خلال زيارة سابقة لدمشق قام بها في 23 تشرين الثاني الماضي.

وقال اسماعيل امس: "نحن نحس بان هناك خطوات ايجابية قد تمت، فموضوع التحقيقات نجحت سوريا في معالجته، ولجنة التحقيق الدولية ماضية في اعمالها، وهذا شيء مبشر". وأمل "ان تستمر عملية التحقيق في جريمة اغتيال الحريري، وان تتم بصورة مهنية بحتة حتى تكشف حقيقة من قام بهذه العملية الشنيعة"، مشددا على "ان التحرك السوداني يأتي بالتنسيق مع جامعة الدول العربية وفي اطار التشاور العربي".

واشار الى ان لقاء الشرع ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في برشلونة الاسبوع الماضي "أوجد ارتياحاً لدى الاوساط العربية، وكذلك لدى الاوساط السورية واللبنانية". واعلن ان لقاءه الاسد والشرع مكنه من "بلورة أفكار" يعتزم نقلها الى الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير والى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وشدد على "ان حرص السودان على متابعة هذا الملف يأتي من اجل مصلحة الامن العربي ومصلحة الاستقرار في سوريا ولبنان". ولاحظ ان الامر "المهم جدا" هو "الا تتوتر العلاقات السورية – اللبنانية". ثم قال: "بشكل عام ان تحريك الموقف العربي لمحاصرة اي توتر في العلاقات السورية – اللبنانية، ولمعالجة ملف التحقيق بمهنية، يصبح من الاهمية بمكان في هذه المرحلة التي تمر بها هذه القضية".

وتحدث عن زيارة قريبة "في الايام المقبلة" لموسى للمنطقة.