آمال شحادة(الخليج):

كشف تقرير سري اعدته دائرة التخطيط في جهاز الاستخبارات “الاسرائيلية” عن رغبة وزير الحرب شاؤول موفاز، ايجاد قيادة فلسطينية بديلة عن الرئيس محمود عباس حتى وإن كانت أكثر تطرفاً. وفي تطرقه الى العلاقات “الاسرائيلية” مع دول الجوار اوصى التقرير بعدم تجاهل ورفض اي توجه او حتى تلميح سوري بضرورة استئناف المفاوضات والسعي الى التوصل لاتفاق استراتيجي على نمط الاتفاقات مع الاردن ومصر.

ويستعرض التقرير الوضع “الاسرائيلي” تجاه القضية الفلسطينية من جهة والعلاقة مع الدول العربية، خصوصاً الاردن ومصر وسوريا ولبنان من جهة اخرى.

واهتم التقرير بمتابعة التطورات على الساحة الفلسطينية من حيث توجه حركة المقاومة الاسلامية “حماس” عشية الانتخابات التشريعية معتمدا على معلومات، يدعي معدو التقرير انهم حصلوا عليها من جهات اقليمية، وفيها ان حركة “حماس” بدأت بتغيير خطها السياسي الحالي باتجاه التحول الى حزب سياسي يطمح الى الحصول على نسبة عالية من الانتخابات تؤهله لقيادة الشعب الفلسطيني. وحسب الجهات الاقليمية فان حماس تعهدت بعدم المبادرة الى أي صدام أو مواجهة مع “اسرائيل” او جهات فلسطينية داخلية بل انها ستعمل على تمديد الهدنة وانتهاج سياسة تتلاءم والاوضاع التي يعيشها الشرق الاوسط.

وفي تطرقه الى علاقة “اسرائيل” مع دول المنطقة يرى التقرير أن الكيان لا يواجه خطراً يهدد أمنه. ويقول انه رغم المشروع النووي الايراني الا ان ميزان التفوق العسكري يميل لصالح “اسرائيل”. فالهزات التي شهدتها بعض الدول المحيطة ب”اسرائيل” أثرت ايجاباً على الامن “الاسرائيلي”، كما ساهم النشاط الامريكي في دفع الدول العربية نحو “المزيد من الديمقراطية”، على حد تعبير معدي التقرير، في انخفاض مستوى التهديد ضد “اسرائيل”.

الا ان التقرير لا يتجاهل ما اطلق عليه اسم “الارهاب الاسلامي المتطرف” ويرى ان عدم قيام الدول العربية التي “يخرج منها الارهاب”، بوضع استراتيجية جديدة لمواجهته والقضاء عليه سيهدد استقرار الدول المجاورة ل”اسرائيل” وقد يصل عدم الاستقرار الى “اسرائيل” ايضا.

ومن هنا ينطلق التقرير الى الوضع السوري ويعطيه حيزاً مهماً، ليكشف مرة اخرى عن الخلافات “الاسرائيلية” حول الموقف من سوريا. فخلافاً للتصريحات التي اطلقها رئيس الوزراء “الاسرائيلي” ارييل شارون الاسبوع الماضي، والتي أكد فيها على عدم نية “اسرائيل” القيام بأي توجه ايجابي نحو سوريا بل السعي لمواصلة الضغوطات الدولية عليها، يرى معدو التقرير من الاستخبارات “الاسرائيلية” ان الحاجة تتطلب اليوم عدم رفض “اسرائيل” أو تجاهلها أية اشارات تأتي من سوريا لاستئناف المفاوضات والعمل للوصول الى إنهاء حالة العداء والتوقيع على اتفاق استراتيجي على نمط الاتفاق مع مصر والاردن.