نجيب نصير

هي حكمة معروفة وشائعة، لا تقطع الغصن الذي تجلس عليه، لأن ليس المهم في هذه الحالة قطع الغصن لأن ثمنه سوف يكون أغلى بكثير من الاستفادة منه.

ربما كانت هذه الحكمة الغائب الأكبر عن ساحة العمل السياسي بمرافقة وجود المحقق الدولي ميليس ، فالاستقواء بالمنشار للسقوط من أعلى شجرة يبدو هزليا الى ابعد الحدود ، فمجاكرة الطهارة لا تنتج الا وبال اتساخ على جسد المجاكر ، وبغض النظر عن من هم اصحاب الفكر والقول وهم بالمناسبة لا يقوون على فعل فأن تعميق الهوة بين لبنان والشام ، هو ازالة للحلم ذاته بغض النظر عن موقفنا وموقف الواقع من هذا الحلم ، كقول احدهم ان على السوريين ان يعوا ان هناك بلد وناس ودولة اسمها لبنان !!! ناسيا ان ذلك معروف وناسيا ان هذا المعروف هو من انتاج وتقرير سايكس وبيكو وغورو اي ان معارك الاستقلال بل والاستقلال ذاته هي معارك بعين واحدة ، ومع هذا وفي كل الاحوال والاحولال فان ما يرسم وينفذ لل وفي المنطقة قد لا يحافظ حتى تقطيعات سايكس وبيكو بل ادق رقبة ، وهذه الادق رقبة لن تطال الشام فقط خصوصا اذا قارنا مساحة المنطقة برمتها باحدى الولايات الاميركية ؟؟؟ ليبدو التنمر والفذلكة محكوما في ظلال العصا الغليظة وليس في ظلال الدلال الاستعماري ، اي اذا هبطت العصا الغليظة على المنطقة لن يكون لأي رأس من حماية منها ،اللهم الا سارع المدللون للجوء الى باريس بحثا عن نبيذ اطيب من انبذة كسارة وكفريا على اعتبار انهم رؤوس …. والناس والاوطان اشياء يمكن استعادتها في ساعات الرخاء .

اليوم يبدو عالم السياسة اكثر من اي وقت مضى كعالم عابر للقارات والحدود ، وليس عالم القرى والنجوع وبيوت الاقطاع الحجرية ، واذا كانت الاوطان والزعامات تصنع بالاصطلاح الخارجي ، فانها تزال بذات الآلية ، ويبدو ان القيادات والتيارات التي لا تريد شيئا لجيوبها اقرب الى وعي هذه الحقيقة لذلك لا تسعى الى قطع الغصن الذي تجلس عليه فنحن في شجرة واحدة في منطقة صغيرة واحدة ، ستهزنا نفس الريح وتضربنا نفس الزلازل ، وعندها لن يفيد اذا توهم احدهم ان ضيعته هي نيو يورك او مزرعته غابة بولونيا ،الا اذا كانت اعمار الاوطان مطابقة لأعمار فرسان الفضائيات