الاتحاد

عملية ناتانيا التي نفذها شاب فلسطيني، وتهديد بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران، والاتجاهات الجديدة في الشارع الفلسطيني غداة الانتخابات الداخلية لحركة ’’فتح’’، ثم ضرورة تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وإنهاء الصراع القائم منذ نصف قرن••• قضايا نعرض لها ضمن إطلالة مقتضبة على الصحافة الإسرائيلية•

غياب الحس الأخلاقي : بهذا العنوان استهلت صحيفة ’’جيروزاليم بوست’’ افتتاحيتها ليوم الثلاثاء متناولة الهجوم الانتحاري الذي هز مدينة نتانيا يوم الإثنين وأودى بحياة خمسة إسرائيليين• لكن الصحيفة تعالج موضوع الهجمات الانتحارية من زاوية أخلاقية وتتساءل عن سبب الفتور الذي يعتري أحيانا بعض التصريحات الفلسطينية تجاه هذه العمليات، والتي لا يمكن أن تعبر، في نظر الصحيفة، سوى عن ’’غياب الحس الأخلاقي لدى الفلسطينيين’’• وتشن الصحيفة هجوما قاسيا على ما تعتبره ’’غياب التنديد المبدئي بالعمليات الانتحارية’’ مشيرة إلى ما صرح به كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عقب الحادث حيث قال ’’إن ما حدث يضر بالمصالح الفلسطينية، ويدخل في إطار محاولة إعاقة جهود إعادة إحياء عملية السلام’’• لم تقتنع الصحيفة بتصريح عريقات حيث رأت افتقاده للقوة والصراحة في إدانة ’’الإرهاب’’، فضلا عن غياب المبدئية التي تسوغ قتل المدنيين• وتنتقل الصحيفة للحديث عما تسميه بعملية ’’تجيير الإرهاب’’ في إشارة إلى محاولة تبريره عن طريق ربطه بالاحتلال الإسرائيلي• وفي هذا الإطار ترد الصحيفة على تهمة الاحتلال بالدفاع عن موقف إسرائيل بحجة أنها تؤيد إقامة دولة فلسطينية، وأن المشكلة تكمن لدى الفلسطينيين الذين يرفضون الاعتراف بحق إسرائيل في الحياة! في النهاية تخلص الصحيفة إلى أن طريق ’’الإرهاب’’ يضر بالفلسطينيين قبل إسرائيل فهو أدى أولا إلى سيطرة الجماعات المسلحة على الساحة السياسية في أراضي السلطة، وثانيا ’’انقلب على أصحابه’’ كما حدث في عمان مؤخرا•

حملة تلامس النووي الإيراني : في افتتاحيتها ليوم الثلاثاء تطرقت صحيفة ’’هآرتس’’ إلى تسلل قضية الملف النووي الإيراني إلى حمى الانتخابات المقبلة في إسرائيل• فما أن انطلقت تلك الحملة حتى خرج بنيامين نتانياهو، والذي يسعى إلى الفوز برئاسة حزب ’’الليكود’’ والترشح باسمه في الانتخابات، ليثير جدلا واسعا عندما صرح لإذاعة إسرائيل الأسبوع الماضي أنه في حال انتخابه رئيسا لوزراء إسرائيل فسيفكر جديا في استخدام الحل العسكري ضد طهران إذا لم توقف أنشطتها النووية• لكن الحكومة الإسرائيلية وبعيدا عن الجدل السياسي سبق وأن حددت موقفها قبل سنتين، عندما كان نتانياهو عضوا في الحكومة، حيث أعلنت أن مسألة التعاطي مع الملف النووي الإيراني هو أمر يخص المجتمع الدولي برمته وليس فقط إسرائيل، وأنه من الأفضل أن تنأى تل آبيب بنفسها عن هذه القضية وتترك المجتمع الدولي يبت فيها• ويبدو أن نتانياهو خرج عن الخط المرسوم سلفا عندما تعهد بالسير على نهج ميناحيم بيجن الذي أمر سنة 1981 بتدمير المفاعل النووي العراقي (تموز)• وتدعو الصحيفة إلى عدم تشجيع أي عمل عسكري ضد إيران، خصوصا أن هناك أصواتا معادية تتهم إسرائيل بتحريض أميركا على غزو العراق، فضلا عن الدعوات التي تطالب إسرائيل بإغلاق مفاعلها النووي في ديمونة محذرة من التورط في عمل عسكري يظهرها بمظهر المتآمر على استقرار وأمن المنطقة•

الانتخابات الفلسطينية: يرى الكاتب الإسرائيلي داني روبنشتاين في المقال الذي نشره على صفحات ’’هآرتس’’ يوم الإثنين أن أول درس يستخلصه من الانتخابات التي أجرتها حركة ’’فتح’’ الأسبوع الماضي لاختيار مرشحيها للانتخابات التشريعية في 25 يناير هو احتمال عدم إجراء تلك الانتخابات من أساسها• ويستند الكاتب في تخوفه إلى الاضطرابات والعنف اللذين سادا عملية الانتخابات الداخلية للحركة حيث سجل تبادل إطلاق النار وعمت أعمال الفوضى والانفلات الأمني إلى درجة اضطرت معها اللجان المكلفة بالإشراف على الانتخابات إلى إلغاء أو تأجيل التصويت في بعض الأحياء في غزة والضفة الغربية• ويرى الكاتب أنه إذا كانت تلك حال الانتخابات الداخلية لحركة ’’فتح’’ حيث يتنافس مرشحون من نفس التنظيم، فكيف ستكون عليه حال الانتخابات التشريعية المقبلة حيث سيواجه مرشحو ’’فتح’’ منافسيهم من حركة ’’حماس’’؟ ويرجع الكاتب سبب اندلاع العنف في الانتخابات الداخلية إلى الخروقات التي شابت قوائم المرشحين، فضلا عن الشكاوى المتصلة بتزوير الأصوات• لكن وبالرغم من الفوضى برزت اتجاهات رئيسية لدى الناخبين، حيث ذهبت أغلبية الأصوات لصالح ما يسمى بالحرس الجديد داخل حركة ’’فتح’’، وهم ممثلو القيادات الداخلية في مقابل القيادات القادمة من تونس، فضلا عن المقاتلين من الجناح العسكري داخل الحركة الذين فازوا بنسب مهمة من الأصوات• ويدل هذا الاتجاه على رغبة الشارع الفلسطيني في رؤية ’’خريجي مدرسة الانتفاضة’’ يدخلون المجلس التشريعي الفلسطيني•

ماذا عن السلام؟ : سؤال طرحه شاؤول أرييلي، أحد مرشحي عمير بيريتس في انتخابات الكنيست المقبلة، وأحد المشاركين في صياغة مبادرة جنيف للسلام في مقاله المنشور في صحيفة ’’يديعوت أحرونوت’’ يوم الإثنين محاولا أن يستنهض همم الساسة الإسرائيليين من أجل التقدم بخطى واثقة نحو السلام النهائي مع الفلسطينيين عن طريق التحلي بالشجاعة الكافية لتوقيع اتفاق الحل النهائي بين الطرفين• ينتقد الكاتب سياسات إسرائيل السابقة ابتداء من رئيس الوزراء إيهود باراك الذي طلب من الفلسطينيين في كامب ديفيد إنهاء الصراع والكف عن المطالبة بأية حقوق أخرى• وعندما رفض الفلسطينيون ذلك انسحب من المفاوضات ممهدا الطريق أمام شارون الذي أطلق عبارته الشهيرة ’’لا يوجد مفاوض فلسطيني’’• وبالرغم من الانسحاب الأحادي الذي أقدم عليه شارون من غزة، إلا أن ذلك جاء نتيجة لقراءة شارون الجيدة للمتغيرات الدولية والإقليمية التي جعلته يغير بعضا من قناعاته دون أن يكف عن محاولة إملاء شروطه على الفلسطينيين من جانب واحد• وإذا كان شارون يوافق على إقامة دولة ذات سيادة، فإنه لم يحدد أي شكل سيكون لتلك الدولة، وكم ستكون مساحتها، وبعبارة أخرى فإن شارون يوافق فقط على دولة فلسطينية تقام على 80% من الضفة الغربية، مقابل تخلي الفلسطينيين عن حق العودة للاجئين، وإقامة عاصمة فلسطينية في مكان بعيد عن القدس!