عريب الرنتاوي/الدستور

همسا، تتداول بعض الأوساط الديبلوماسية العربية والدولية أنباء ’’صفقة تلوح في الأفق’’، بين دمشق من جهة وكل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة - بالأخص - من جهة ثانية، وأن جهودا ديبلوماسية عربية قادتها السعودية ومصر، جعلت من هذه الصفقة أمرا ممكنا. وهمسا أيضا، تقول هذه الأوساط، أن عناصر هذه الصفقة في طريقها للاكتمال إن لم تكن قد اكتملت بعد، وأنها تتضمن العناصر التالية من ضمن بنود أخرى عديدة: ’’

يتحول التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، من اتهام النظام السياسي - الأمني في سوريا إلى اتهام عناصر في المنظومة الأمنية السورية، فيكفل النظام بذلك ديمومته، ويتفادى تهديدات ’’التغير’’ والعزل والحصار. ’’

وفي المقابل، فإن النظام السوري سيتولى من جهته بذل مائة بالمائة من الجهد، لإحكام سيطرته على حدوده مع العراق، وفي هذا السياق تردد المصادر معلومات مفادها توصل دمشق مع واشنطن إلى صفقة تسمح بموجبها الأولى لقوات الأخيرة المنتشرة في العراق، بعبور الأراضي السورية إلى عمق 20 كم لمطاردة ’’الإرهابيين/ المقاومين’’، وتستدل هذه المصادر على وجود الصفقة بما أدلى به مسؤولون عراقيون خلال الأيام الماضية من تصريحات تشيد بتحسن مستوى التعاون السوري في ضبط الحدود. ’’ ومن ضمن بنود الصفقة أيضا، تعهد سوريا بترك لبنان وشأنه، مقابل تعهدات دولية بعدم تحويل لبنان إلى ’’ممر أو مقر’’ لتهديدات ضد سوريا، كما تتضمن البنود المفترضة للاتفاق المزعوم، تجديد دعم سوريا لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعدم قيامها بدور تحريضي ضد هذه العملية وأطرافها من خلال فصائل المعارضة الفلسطينية المتواجدة في دمشق. حديث الصفقة ما زال في إطار التقديرات والتكهنات، وفي أحسن الحالات لم يتخط القراءات السياسية، على أنها ليست مستبعدة بحال من الأحوال، وقد سبق أن ذكر بأن ’’آصف شوكت’’ المطلوب رقم واحد على قائمة الستة، التي تقلصت إلى خمسة دون نعرف كيف ولماذا، زار باريس في ذروة الأزمة حاملا معه عروضا سورية من هذا القبيل. والصفقة ليست مستبعدة تماما، طالما أن واشنطن ’’المأزومة’’ في العراق، تبحث عن مخارج لأزمتها، تبحث عن ’’الترياق’’ لجرحها العراقي، من خارج العراق، بل ومن جيرانه شرقا وغربا، بعد أن كانت تسميهم بـ’’محور الشر’’ والأنظمة المصدرة للنفط والإرهاب، وبهذا تكون واشنطن - إن صحت المعلومات- قد عادت إلى قواعد لعبتها القديمة المحكومة بأضيق المصالح وأكثرها فورية ومباشرة، وتحديدا في مجال التعاون الأمني - أمنها - وحفظ الاستقرار- استقرارها- .