المستقبل

كشفت "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس) عن موقفين متعارضين ازاء هدنة الفصائل الفلسطينية مع اسرئيل، إذ أعلن رئيس مكتبها السياسي في الخارج خالد مشعل من دمشق انتهاء الهدنة، فيما أكد من قطاع غزة، أحد قيادييها البارزين والمتحدث باسمها التمسك بها.

وقال مشعل في مهرجان في الذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقة الجبهة الشعبيةالشعبية لتحرير فلسطين اقيم في مخيم اليرموك (10 كلم جنوب دمشق) "لا مجال لتهدئة.. اقول لاخواننا في السلطة (الفلسطينية) نحن نشهد جمودا سياسيا وهذا ليس مفاجئا.. ليس عند شارون ما يعطيه لنا طواعية". اضاف "كما انتزعنا غزة سننتزع كل مدينة وقرية في فلسطين.. الفلسطين التي لا نعرف غيرها"، في اشارة الى ارض فلسطين التاريخية.

اضاف في مهرجان في مخيم اليرموك (10 كلم جنوب دمشق) "كفانا ما مضى من تهدئة واسرانا لم يطلق سراحهم، فلا مجال للتهدئة الجديدة ولا جدوى من التفاوض لأن المماطلة في تطبيق الاتفاقيات تجعلنا لن ندخل تهدئة جديدة وشعبنا محاصر ويحضر لجولة من الصراع".

اضاف مشعل "بندقيتنا الفلسطينية ستظل موجهة الى العدو الصهيوني فقط والسلام لا تصنعه الا البندقية". وشدد على ضرورة "اطلاق جميع الاسرى الذين وصل عددهم الى تسعة آلاف من الرجال والنساء" في السجون الاسرائيلية.

وطالب بإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية. وقال "نحن فصائل المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج نصر على اعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية حتى يعطى الاعتبار للفلسطينين كافة ولا يقتصر ذلك على القطاع والضفة الغربية المحتلة"، مشددا على انه "لن نقبل بالتسويف والمماطلة ولا بالتفرد في القرار الفلسطيني".

وتناول مشعل "الضغوط على سوريا"، وقال "نؤكد ان الضغوط الخارجية مستفيدة من اطراف هنا وهناك ينطقون باللغة العربية.. ان سوريا ليست وحدها في مواجهتها، شعبنا معها، فصائل المقاومة الفلسطينية معها، لبنان معها، وقوى المقاومة معها".

ورأى ان العراق "ركع اميركا" وان "الصهيونية العالمية ستركع تحت اقدام نهج المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية".

وأكد مسؤول الجبهة الشعبية في الخارج ماهر الطاهر خلال المهرجان ان "الهدنة التي تم الاتفاق عليها في القاهرة لم يعد لها اي معنى في ظل استمرار سياسة العدوان والارهاب والاغتيالات والاعتقالات التي تمارسها اسرائيل ضد ابناء شعبنا، ورفضها اطلاق سراح المعتقلين والاسرى في سجون الاحتلال والسلطة الفلسطينية".

وفي غزة، قال المتحدث باسم "حماس" مشير المصري، ان التهدئة مستمرة منذ تسعة اشهر وهي ما زالت سارية، مناقضاً بذلك تصريحات مشعل حول انتهاء التهدئة.

وقال المصري ان "حماس تؤكد ان التهدئة ما زالت سارية في هذه اللحظة وأن هذا اجماع وطني.. ان هذا قرار وموقف حماس الرسمي والنهائي".

كما نفى القيادي البارز في الحركة في غزة الشيخ سعيد صيام انتهاء التهدئة. وقال "ما تناقلته وسائل الإعلام حول هذا الخبر غير صحيح، والغرض منه إرباك الساحة الفلسطينية، وربما يكون تحريضا". وأكد أن "الحركة ليس لديها قرار بإنهاء التهدئة في الوقت الحالي".

وفي ردّ من السلطة الفلسطينية، صرح مصدر رسمي انه "تعقيباً على ماقاله السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) حول عدم تجديد الهدنة، فإن ذلك يعتبر قولاً غير مسؤول ويشكل خروجاً على الإجماع الوطني.. اننا نخشى أن هناك من يريد تخريب العملية الانتخابية التي اجمع عليها شعبنا.. ان الشعب الفلسطيني وقيادته يتطلعان باهتمام كبير إلى العملية الانتخابية المقبلة التي تهدف إلى مشاركة جميع أطيافه السياسية في الحياة الديموقراطية على طريق تحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال، الأمر الذي يتطلب الحفاظ على وحدة الموقف الوطني الذي تم الاتفاق عليه في القاهرة".

وتلقفت تل ابيب تصريحات مشعل. وقال مصدر في وزارة الخارجية الاسرائيلية مساء امس، "لم تكن لدينا ابدا اوهام" بشأن "حماس". اضاف "نأمل أن توقظ التصريحات المتطرفة التي اطلقها مشعل اشخاصا معينين خصوصا في اوروبا حيال الطبيعة الحقيقية لهذه الحركة"، في اشارة الى لقاءات عقدها مندوبون اوروبيون مع مسؤولين في "حماس".

ممثلو "اللجنة الرباعية" عقدوا امس في القدس المحتلة اجتماعا لدراسة وسائل تحريك الاتصالات الاسرائيلية ـ الفلسطينية. وقالت متحدثة باسم المبعوث الخاص للامم المتحدة الفارو دي سوتو لوكالة "فرانس برس"، ان "مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش والمبعوث الاوروبي الى الشرق الاوسط مارك اوتي ونظيره الروسي الكسندر كالوغين ودي سوتو عقدوا الاجتماع في مقر الامم المتحدة في القدس".

اضافت المتحدثة ان المشاركين درسوا خصوصا "تطبيق الاتفاق" حول الانتقال بين قطاع غزة والضفة الغربية الذي ابرم في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) برعاية وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، حيث جمدت اسرائيل الخميس الماضي المفاوضات حول قوافل الحافلات التي يفترض ان تسمح لآلاف الفلسطينيين بالتنقل في هذه الاراضي اعتبارا من 15 كانون الاول (ديسمبر) بعد عملية نتانيا التي قتل فيها خمسة اسرائيليين.

كما ناقشت اللجنة الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل "والتطورات الاخيرة على الارض"، وفق تصريح الناطقة الدولية.

وعقد اجتماع على الاثر في القدس بين وولش وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، الذي دعا الى "التدخل الفوري لوقف التصعيد العسكري الخطير الذي تمثل بسلسلة الاغتيالات والعقوبات الجماعية وتنفيذ التفاهم الذي انجزته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس" حول التنقل بين قطاع غزة والضفة الغربية"، و"ضرورة الزام الجانب الاسرائيلي بترتيبات اجراء الانتخابات التشريعية في الضفة الغربية بما يشمل القدس الشرقية وقطاع غزة لضمان انتخابات حرة ونزيهة بإشراف دولي" في 25 كانون الثاني (يناير).

وللغاية نفسها، يستقبل الرئيس الفلسطيني ظهر اليوم وولش فى مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة غزة. وذكرت مصادر فلسطينية امس في مقر الرئاسة بغزة، ان عباس سيلتقي أيضا كالوغين ومفوضة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين كارين أبو زيد.

وأشارت المصادر نفسها الى ان موضوع تثبيت التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي سيكون محور المحادثات، إضافة الى بحث سبل وقف التصعيد الاسرائيلي ضد الفلسطينيين ومتابعة ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين بشأن المعابر والممر الآمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال وولش فور وصوله امس الى إسرائيل ان "على السلطة الفلسطينية ان تدرك خطورة استمرار وجود فصائل مسلحة على العملية السلمية". وحذر "السلطة من مغبة عدم محاربة العنف والقضاء على البنى التحتية للإرهاب".

ميدانيا، قصفت المدفعية الإسرائيلية في ساعة مبكرة من فجر امس، مناطق بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع وبلدة عبسان الكبيرة شرق محافظة خان يونس جنوب القطاع.

واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فتية فلسطينيين تراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما خلال قيامهم بأعمال زراعة فى أراضيهم الواقعة بالقرب من منطقة كيسوفيم الحدودية وسط قطاع غزة.

وشيّع الآلاف من الفلسطينيين شهيدَي "كتائب شهداء الاقصى" اياد قداس وأياد النجار اللذين اغتيلا اول من امس، بغارة اسرائيلية على منزل كانا بداخله في مخيم جباليا.

ورداً على عملية الاغتيال هذه، اعلنت كتائب "ابو الريش" التابعة لحركة فتح، إطلاق بضعة صواريخ باتجاه معبر "ناحل عوز" شرق مدينة غزة صباح امس.

الى ذلك، حاولت شابة فلسطينية (18 عاما) طعن جندي اسرائيلي امس في الخليل في جنوب الضفة، لكن تم توقيفها كما افاد مصدر عسكري اسرائيلي.

وفي اطار التصعيد السياسي الاسرائيلي، نقلت القناة التلفزيونية الاسرائيلية الثانية ان وزير الدفاع شاؤول موفاز هدّد عباس عبر رسالة وجّهها الى رايس انه "ما لم يقم ابو مازن (عباس) بأعمال ونشاطات ضد الارهاب" حتى يوم غد (الاحد)، فإنه سيغلق معبري "كارني" و"إيريز" بين غزة والاراضي المحتلة منذ العام 1948، ما يعني فرض حصار على غزة مجدداً.

وفي باريس شدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي على انه "يجب الحفاظ على الانفتاح السياسي الذي حصل عبر اتفاق 15 تشرين الثاني (نوفمبر) حول معابر غزة وحركة التنقل بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ويعود للطرفين وللمجتمع الدولي بذل كل ما يمكن من اجل المحافظة على هذه الاندفاعة".

واعتبر ماتيي الى ان عمليات الشرطة الفلسطينية ضد ناشطين و"حركة الجهاد" كانت "خطوة في الاتجاه الصحيح"، معربا عن امله أن "تستمرّ حتى النهاية" وأن لا "يبقى منفذو الاعمال الارهابية من دون عقاب".

ودعا المتحدث الفرنسي اسرائيل الى "الامتناع من اي عمل انتقامي مناهض للقانون الدولي مثل

الاغتيالات المحددة الاهداف او تدمير المنازل التي لن تؤدي الا الى الابقاء على دائرة العنف".