الاتحاد

عد مرور مئة عام من العلمانية في فرنسا•• هل تستطيع الصمود رغم اختلاف تركيبة المجتمع؟ وهل انتهت فعلا انتفاضة الأقصى دون غالب أو مغلوب؟ وما الذي عناه الرئيس أحمدي نجاد من تصريحاته الأخيرة ضد إسرائيل؟ أسئلة نضعها تحت دائرة الضوء في جولة سريعة في صحافة عاصمة النور•

مئوية قانون العلمانية: تحتفل فرنسا هذه الأيام بمرور مئة سنة على صدور قانون 9 ديسمبر 1905 الذي أعلن رسمياً عن فصل الكنيسة عن الدولة، ونشر في مثل هذا اليوم 11 ديسمبر 1905 في الجريدة الرسمية• صحيفة لوفيغارو نشرت عدة مقالات بالمناسبة، جاء أحدها تحت عنوان ’’مئة عام من العلمانية الفرنسية’’، وقد ذكَّرت فيه ببعض مواد هذا القانون التي نصت على ضرورة فض الاشتباك المزمن بين الدين والدولة، وعلى أن الدولة ’’لا تعترف ولا تمول أية مؤسسة دينية’’، في حين يتعين عليها ضمان ’’حرية ممارسة الشعائر الدينية’’ فقط، كما أرَّخت الصحيفة للتجاذبات البرلمانية والشعبية التي رافقت إقرار ذلك القانون، والتي أدت إلى تدخل البابا وموت بعض المحتجين من الكاثوليك المتدينين، في حين كان اليهود والبروتستنانت والمحافل الماسونية هم أول من رحب بهذا القانون ووقف وراءه بشدة• وفي نفس العدد من لوفيغارو كتب ألان بازارنيك مقالاً احتفالياً بعنوان ’’العلمانية، من أجل جسر إلى مستقبل حضارتنا’’، أشاد فيه بهذا القانون التاريخي وبالسياسي الاشتراكي الفرنسي الذي وضعه قبل مئة عام وهو أرستيد بيريان• أما النائبة كريستين بوتين فقد كتبت مقالاً عن نفس الموضوع توقفت فيه عند ما اعتبرته نقاط التقاء ونقاط افتراق بين الدولة والدين يجب على الفرنسيين الحفاظ على أن تبقى قائمة، مركزة بشكل خاص على أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها الضواحي، بدافع الاختلاف الثقافي والديني داخل المجتمع الفرنسي•

حرب بدون غالب أو مغلوب: صحيفة ليبراسيون خصصت مقالاً تحليلياً لعرض محتويات كتاب عن ’’انتفاضة الأقصى’’ نشرته هذا الأسبوع دار ’’هاشيت’’ الباريسية للصحفيين الإسرائيليين عاموس هاريل وآفي إيزاشاروف اختارا له عنوان ’’حرب إسرائيل السابعة: كيف ربحنا الحرب ضد الفلسطينيين وكيف خسرناها’’، ويرى كاتباه أنه بعد خمس سنوات متواصلة من العنف والعنف المضاد ما زال الإسرائيليون لم يجدوا اسماً لهذه الحرب التي ربطها الفلسطينيون في تسميتهم الخاصة بالانتفاضة والمسجد الأقصى• ومع ذلك فإن الإسرائيليين هم من تسبب في اندلاعها أصلاً بزيارة شارون لباحة المسجد الأقصى، إضافة إلى الرد الأمني العنيف الذي استتبع ذلك من جانب الجيش الإسرائيلي• وفي مرحلة لاحقة، يقول الكاتبان، عندما استلم شارون نفسه السلطة، بدا مأخوذاً بل أسيراً لنوستالجيا رجل يفكر بطريقة تشبه تلك التي كانت سائدة في الخمسينيات في هذا الصراع المزمن نفسه• إذ تصور أن عملية هنا، أو قصفاً عشوائياً هناك، سيؤدي إلى هزيمة الفلسطينيين أو تراجعهم بشكل نهائي• وزاد الأمور سوءاً تعويله على إغراء قلب إدارة بوش ضد الرئيس الراحل عرفات، وإقناعها بعدم وجود شريك جدي للسلام على الجانب الفلسطيني، وهكذا مضت أعمال العنف وأسباب المواجهة والاحتقان دون خريطة سلام معترف بها، وأيضاً دون قواعد اشتباك واضحة• أما في صحيفة لومانيتيه فنجد مقالا احتفاليا متفائلا بما سيحمله زعيم حزب العمل الجديد عمير بيريتس لعملية السلام في المنطقة، ويركز كاتب المقال على سيرة بيريتس الذاتية، والنقابية، ويبرز أطروحاته الإصلاحية الاجتماعية، مؤكداً أنه قد يكون المنقذ القادم الذي طالما انتظره الإسرائيليون، وأيضا عملية السلام العصية في المنطقة•

تصريحات نجاد: صحيفة لوفيغارو نشرت يوم أمس السبت افتتاحية بقلم رئيس تحرير الشؤون الدولية بيير روسلين خصصها لدلالات ومعاني تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد التي قيل إنه شكك فيها في صحة ’’الهولوكوست’’، وطالب الأوروبيين وخاصة النمسا وألمانيا باستضافة إسرائيل، مع ما نجم عن ذلك من ردود وإدانات دولية، ويرى الكاتب أن غرض نجاد من إطلاق مثل هذه التصريحات الحادة هو، على الأرجح، توجيه رسالة فيما تحت سطور كلامه، موجهة إلى الزعماء المحافظين المتشددين الإيرانيين، بأنه ما زال وفياً لماضيه كقائد من قادة حراس الثورة، وفي نفس الوقت للرد بطريقته الخاصة، على الدعوة الأميركية الأخيرة لإيران من أجل الحوار للتفاهم على الوضع في العراق، وهي دعوة وردت في آخر نوفمبر على لسان السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد• غير أن بيير روسلين يقرأ في هذا الرد من قبل الرئيس الإيراني عودة بالمواجهة بين ملالي طهران و’’الشيطان الأكبر’’، إلى المربع الأول، وهو ما من شأنه أن يصل في حالة ترديه أكثر إلى أجواء غير مسبوقة من المواجهة بين الطرفين، وربما يتم التعبير عن ذلك من خلال تحريك الملف النووي الإيراني، وأيضاً عن طريق الضغط على روسيا وعلى بقية حلفاء طهران• وفي صحيفة ليبراسيون تناول جان بيير بيرين الموضوع نفسه مبرزاً بوجه خاص درجة الاستياء التي عمت العواصم الغربية، متوقعاً في الوقت نفسه أن تزيد هذه الأقوال تعقيد الحالة الإيرانية بزيادة عزلتها الدبلوماسية•

دور جديد لـ الناتو: السفيرة الأميركية في الحلف الأطلسي فيكتوريا نولاند كتبت مقالا بهذا العنوان في صحيفة لوموند تحدثت فيه عن آفاق توسيع مجال اهتمام وتحرك حلف ’’الناتو’’، لافتة انتباه الأوروبيين إلى المهام الجسيمة التي يتعين على الحلفاء الأطلسيين أن يقوموا بها في أفغانستان ودارفور وفي مناطق النزاعات والكوارث الإنسانية العديدة في العالم• وهذه المهام على تعددها لابد للحلف من الاشتباك معها ليس فقط من أجل حماية ضحايا الحروب والعنف والكوارث في الدول الأخرى، وإنما أيضاً لحماية مواطني الحلف أنفسهم، فقد كشفت الأيام أن ما يجري هناك في جبال أفغانستان مثلاً يؤثر على أمن وسلامة المواطن الأميركي في نيويورك وواشطن، والمواطن البريطاني في ميتروهات لندن• كما أن تجارة المخدرات تلقي بأعباء إضافية على دول الحلف، كغيرها من دول العالم• وتخلص السفيرة إلى أن على حلف الأطلسي أن يعيد تكييف نفسه مع المستجدات الخطيرة التي يعرفها العالم، وأن يثبت مرة أخرى أنه يستطيع الاستجابة لتحديات عالم مترابط ويزداد خطراً يوما بعد يوم•