وجدي العريضي/الديار

دخل البلد مرحلة حبس انفاس وترقب مشوب بالحذر الشديد أمام عناوين مفصلية تبقى من ‏المسلمات والثوابت وتحديداً كما تشير أوساط نيابية مقربة من «تيار المستقبل»، كشف حقيقة ‏من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى قيام المحاكمة الدولية ومع ان هاتين المسألتين ‏تواجهان بحملات تشويش واسعة النطاق، الا أن الأمور باتت في مرحلة التصفيات النهائية ‏للمتورطين في جريمة العصر، ومن هنا، تضيف الأوساط، بدأت التحركات المعاكسة من قبل حلفاء ‏سوريا في لبنان وهذا ما برز في الساعات الماضية بحيث أن البعض الصامت منذ فترة واثر ‏سقوطه في الانتخابات النيابية يحاول الآن تعويم نفسه عبر اطلاق احكام مسبقة على نتائج ‏التحقيق ويعتبر انها تتميز بالهشاشة، الى آخرين يسعون للملمة صفوفهم بعد خروج سوريا من ‏لبنان وهزيمتهم في الانتخابات وعزلهم من قبل الناس. لذا ترى الأوساط المعنية أن هؤلاء ‏الذين يلتقون بالجملة والمفرق سيصعّدون في مواقفهم المدافعة عن عهد الوصاية وإعادة الكرة ‏ذاتها بالكلام على وصاية جديدة وامبريالية وصهيونية والى ما هنالك من لاءات وشعارات اضحت ‏محفوظة عن ظهر قلب، وبالتالي ان التصعيد المتوقع من ذات العدة انما يجيء امام مراحل ‏معينة ولدى قيام لجنة التحقيق الدولية باستدعاء الضباط السوريين الى فيينا تحركوا والآن ‏مع اقتراب تقرير ميليس الثاني والذي سيكون في غاية الأهمية وسيحمل الكثير من المعطيات، ‏فأن مواقف حلفاء لدمشق ستكر تباعاً معتبرة التحقيق مسيّس او أنه صنيعة دوائر الغرب ‏وبمعنى آخر، ثمة من لا يريد كشف الحقيقة ولو قبض على الجناة بنفسه وبكلتا يديه وعليه فأن ‏رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري في حديث له من دبي ألمح الى هؤلاء الذين يسعون الى تضليل ‏التحقيق، كما ان رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط يبدي قلقاً كبيراً من ‏حصول تخريب وزعزعة للاستقرار الداخلي وعرض لهذا الموضوع البالغ الدقة من خلال اتصالات ‏مكثفة أجراها مع الجهات المعنية.‏

أما عن الاتصالات السياسية بعد مواقف القوى التي لا تريد انشاء محاكمة دولية لغاية في نفس ‏يعقوب، تشير الاوساط عينها الى أن المشاورات تبلغ الذروة ان على خط رئيس «كتلة المستقبل» ‏مع الحلفاء والاصدقاء والمعنيين الى ما يقوم به النائب جنبلاط من حركة محلية وعربية تهدف الى ‏تحصين الساحة الداخلية وتتناغم وتتوافق والدور الذي يضطلع به رئيس الأكثرية النيابية، ‏بينما يواصل الرئيس فؤاد السنيورة دوره وحكمته في نزع الالغام ومتابعة مسار الأوضاع ‏بكثير من «العقلانية السنيورية» ونجح الى حد بعيد في امتصاص فورات وشطحات البعض ولجم ‏تصعيدهم وانه مستمر بعد خلوته والرئيس نبيه بري في تواصله وحركة «امل» و«حزب الله» ‏وبمعنى آخر تخلص الأوساط بالقول: ان البلد ليس متروكاً لعدة التخريب أو زعزعة الاستقرار بل ‏هناك مناخات عالية المستوى على مختلف الصعد.‏